517
حكم النّبيّ الأعظم ج3

الجدير ذكره أنّ الخير والشرّ كمعنيَين اسميّين يستعملان تارة في الفعل الحَسن أو القبيح ، كما يستخدمان تارة اُخرى في الظاهرة الحسَنة أو السيّئة ، كما هو الحال في تفسير الخير بالصحّة والثروة ، والشرّ بالمرض والفقر . أمّا مع الحالة الثانية فيمكن عندئذٍ طرح مسألة الحكمة المرجوّة من وراء الخير والشرّ. ۱
يلتحق بهذه النقطة ويتمّمها ، أنّ الخير من منظور النصوص الإسلاميّة بالمعنى الأوّل ـ الذي يعني مجموعة القيم الاعتقادية والأخلاقية والعملية ـ هو مقدّمة لخير الدنيا والآخرة بالمفهوم الثاني .

2 ـ الفرق بين «الخَير» و «الخِير»

معنى «الخَيْر» في اللغة أنّه ضدّ الشرّ وخلافه ۲ ، بينما «الخِيْر» بمعنى باب الكرم والجود. ۳

3 ـ الخير وزير العقل

في الحديث المشهور عن الإمام الصادق عليه السلام في تبيين جنود العقل والجهل ، عُدّ الخير أوّل جنود العقل ، في حين عُدّ الشرّ أوّل جنود الجهل ، ونصّ الحديث :
ثُمَّ جَعَلَ لِلعَقلِ خَمسَةً وسَبعينَ جُندا .. . فَكانَ مِمّا أعطَى العَقلَ مِنَ الخَمسَةِ وَالسَّبعينَ الجُندَ : الخَيرُ ؛ وهُوَ وَزيرُ العَقلِ ، وجَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ ؛ وهُوَ

1.راجع : الخير والبركة في الكتاب والسنة : (القسم الأوّل/ الفصل الأول: معرفة الخير/ حكمة الخير والشرّ).

2.لسان العرب : ج۴ ص۲۶۴ ، المصباح المنير : ص ۱۸۵ .

3.الفروق اللغوية : ص ۹۵ .


حكم النّبيّ الأعظم ج3
516

زاد الراحل إلى القيامة ، ومظانّ نيل الشفاعة ، وحفظ الذريّة ، وتخفيف الحساب ، ودخول الجنّة .

موانع الخير

تضمّن الفصل السادس دراسة موانع الخير كما وردت في النصوص الإسلاميّة، حيث عدّت الإحساس بالدونية وعقدة الحقارة ، والبُخل ، والقسوة ، والجحد ، وعدم الشكر ؛ موانعَ تحول دون الخير ، وربّما كان أخطر عنصر ذكرته في هذا المجال قرين السوء . يقول الإمام عليّ عليه السلام :
لِكُلِّ شَيءٍ آفَةٌ ، وآفَةُ الخَيرِ قَرينُ السَّوءِ.۱
على هذا ، لا مناص لعملية إعداد الإنسان الصالح وتربية الأخيار من تخطيط يهدف إلى إزالة هذه الموانع ورفعها.
وفي الختام تبقى النقاط التالية ذات الصلة بمعنى الخير ، جديرة بالتأمّل والانتباه :

1 ـ المعنى الاسميّ والوصفيّ للخير

مرّ في مفردات ألفاظ القرآن ، أنّ كلمتي الخير والشرّ تستعملان تارة في المعنى الاسميّ ، كما في قوله تعالى : «وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ»۲ ، كما تستخدمان اُخرى في المعنى الوصفيّ ، كما في قوله سبحانه : «مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ»۳ ؛ وعندئذٍ تكون «خير» بمعنى أفعل التفضيل. ۴

1.راجع : الخير والبركة في الكتاب والسنة : (القسم الأوّل/ الفصل السابع : موانع الخير : ح۶۸۹) .

2.آل عمران : ۱۰۴ .

3.البقرة : ۱۰۶ .

4.يعدّ العلّامة الطباطبائي قدس سره كلمة «خير» صفة مشبّهة ، ويقول : «ولو كان (خير) صيغة التفضيل لجرى فيه ما يجري عليه ويُقال : أفضل وأفاضل وفضلى وفضليات ، ولا يجري ذلك في (خير) بل يُقال : خير وخيرة وأخيار وخيرات ، كما يُقال : شيخ وشيخة وأشياخ وشيخات ، فهو صفة مشبّهة» . (الميزان في تفسير القرآن : ج۳ ص۱۳۳) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج3
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 168189
الصفحه من 676
طباعه  ارسل الي