وَزيرُ الجَهلِ. 1
جاء العقل هنا بمعنى الوجدان الأخلاقيّ 2 ، ومن ثَمَّ صار الالتزام بأفعال الخير موجبا لتقويته ، واجتراح أفعال الشرّ موجبا لتضعيفه . ولمّا كان الخير أعمّ من جميع القيم العقائدية والأخلاقية والعملية ، والشرّ أيضا أعمّ من جميع ما يقع خلاف القيم ويضادّها ، فقد تبوّءا على هذا الأساس موقعهما في صدر جنود العقل والجهل .
4 ـ الفرق بين «الخَيْر» و «البَركة»
الخير بمعنى العمل الحسَن النافع ، أمّا البَرَكة فبمعنى دوام الخير وسعته واستقراره . بتعبير آخر : أينما كان موضع للبَرَكة فثمّة «خير» أيضا ، بينما لا يصدق العكس . وبلغة الاصطلاح العلمي : بين اللفظين عموم وخصوص مطلق. ۳
5 ـ سهولة فعل الخير
اتّضح ممّا سلف أنّ الجُنوح صوب الخير والميل نحو الحسن ، وفي المقابل النفرة من الشرّ والسوء ، أمر فطري . على هذا تعيش الفِطَر السليمة النقيّة إحساسا بالطمأنينة والاستقرار عند النهوض بأفعال الخير ، وهي إلى ذلك لا تُطيق الشرّ وترتاب من الإثم، وبذلك فإنّ القيام بأفعال الخير أسهل من اجتراح السيّئات وارتكاب الشرّ ، تماما كما نصّ الإمام عليّ عليه السلام على ذلك بقوله :
الخَيرُ أسهَلُ مِن فِعلِ الشَّرِّ.۴
بديهي أنّ هذا التمييز يصدُق على الناس الذين لا يزالون يعيشون الفطرة بصفاء ،
1.الكافي : ج ۱ ص ۲۱ ح ۱۴ .
2.راجع : العقل والجهل في الكتاب والسنة : (المدخل/ إستخدام العقل في ما يخصّ مبدأ الإدراكات/ الوجدان الأخلاقي) .
3.راجع : الخير والبركة في الكتاب والسنة : (القسم الثاني : المدخل) .
4.راجع : الخير والبركة في الكتاب والسنة : (القسم الأوّل/ الفصل الأول : معرفة الخير : ح۲۹) .