المذكورة وصلته بنزول آية التطهير . ويدلّ دعاء النبيّ صلى الله عليه و آله وكثير من الأحاديث التي روت حادثة الكساء على أنّها كانت بعد نزول آية التطهير ، وقد حدثت لتفسير الآية وبيانها . ونُقل أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يدعو أصحاب الكساء إلى صلاة الصبح حتّى آخر عمره المبارك مناديًا إيّاهم بأهل البيت ، وهذا ممّا يعبّر عن أهميّة الحادثة .
4 ـ حادثة الكساء في بيت اُمّ سلمة
إنّ التأمّل في الأحاديث المأثورة الّتي ذكرت حادثة الكساء يثبت أنّ نزول آية التطهير وقضيّة الكساء كانا في بيت اُمّ سلمة لا محالة . وقد أقرّت عائشة بهذه الحقيقة أيضًا . كما رُوي ذلك عن أبي عبداللّه الجدليّ أنّه قال : دخلت على عائشة ، فقلت : أين نزلت هذه الآية : إنّما يريد اللّه ... ؟ قالت : نزلت في بيت اُمّ سلمة ۱ . وفي رواية اُخرى ، قالت اُمّ سلمة : لو سألتَ عائشة لحدّثتك أنّ هذه الآية نزلت في بيتي . ۲
وقال أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان الملقّب بالمفيد : روى أصحاب الحديث أنّ عمر سُئل عن هذه الآية ، فقال : سَلوا عنها عائشة . فقالت عائشة : إنّها نزلت في بيت اُختي اُمّ سلمة . فاسألوها عنها ؛ فإنّها أعلم بها منّي . ۳
وأمّا الأخبار الّتي قد تُشعر بأنّ قضيّة الكساء وقعت في بيت غيرها من أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله فإنّها لو صحّت لدلّت على أنّ أشخاصًا آخرين قد شهدوا حادثة الكساء أيضا كعائشة، وزينب. وأنّهم طلبوا من النبيّ صلى الله عليه و آله ما طلبته اُمّ سلمة، فأجابهم بالنفي.
وأمّا ما احتمله بعض المحدّثين ۴ من تكرار هذه الحادثة عدّة مرّات فهو أمر مستبعد.