645
حكم النّبيّ الأعظم ج3

وعلى هذا الأساس ونظرا إلى محدوديّة علم الإنسان وجهله لسرّ الوجود، فلا يمكننا القول ـ من خلال النظرة السطحيّة ـ إنّ البلايا الّتي يقع فيها المستضعفون مخالفة للعدل والحكمة ، مع أنّ اللّه سبحانه سيعوّض . المستضعفين عن بلاياهم في عالم الآخرة ؛ نظرا إلى أنّهم لم يكونوا هم المقصّرون في هذه الدنيا .


حكم النّبيّ الأعظم ج3
644

3 . عدم رعاية التعليمات الصحّية

إنّ الذنب ليس هو المؤثّر الوحيد في مصير المجتمع ومنه الأشخاص المستضعفون ، بل إنّ الخطأ وعدم الالتزام بالتعليمات الصحّية من جانب الآباء والاُمّهات لهما أيضا دور في ظهور الأشخاص المعاقين والمتخلّفين عقليّا ۱ ، ففي هذه الحالات تلقى مسؤوليّة تعاسة هذا النوع من الأشخاص على الأفراد الواعين بشكل مباشر لا على اللّه تعالى ، وقد رويت في هذا المجال إرشادات قيّمة عن أئمّة الإسلام للحيلولة دون ظهور هذا النوع من الأشخاص. ۲

4 . الحِكَم المجهولة

بالإضافة إلى العوامل الّتي سبقت الاشارة إليها، فما أكثر الحكم الكامنة في بلايا المستضعفين ، والّتي هي مجهولة بالنسبة إلينا، وإذا ما انكشفت لنا تلك الأسرار يتّضح لنا أنّ ما حدث كان العدل والحكمة بعينهما، كما حدث للنبيّ موسى عليه السلام خلال رحلته مع سيّدنا الخضر عليه السلام ، عندما اعترض موسى عليه السلام عليه بعد أن رآه يقتل طفلاً بريئا ، حيث قال :
«أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْـئا نُّكْرًا» . ۳
وأجابه الخضر عليه السلام في بيان الحكمة من وراء هذا العمل قائلاً :
«وَ أَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَ كُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَوةً وَ أَقْرَبَ رُحْمًا» . ۴

1.راجع : موسوعة الأحاديث الطبّية .

2.الكهف: ۷۴ .

3.الكهف: ۸۰ و ۸۱ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج3
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 164939
الصفحه من 676
طباعه  ارسل الي