83
حكم النّبيّ الأعظم ج3

بابِ عَلِيٍّ الغَداةَ ثَمانِيَةَ أشهُرٍ يَقولُ : الصَّلاةَ رَحِمَكُمُ اللّهُ «إنَّما يُريدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا»۱ .
قال العلّامة الطباطبائيّ قدس سره بعد نقل رواية أبي سعيد :
وظاهر الرواية كون الآية مدنيّة ، ولم يذكر ذلك أحد فيما أذكر ، ولعلّ المراد بيان إتيانه صلى الله عليه و آله الباب في المدينة عملاً بالآية ولو كانت نازلة بمكّة ، وإن كانت بعيدًا من اللفظ . ۲

1.الدرّ المنثور : ج۵ ص۶۱۳ أخرجه ابن مردويه و ابن عساكر وابن النجّار .

2.الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۴ ص ۲۴۲ .


حكم النّبيّ الأعظم ج3
82

الطائفة الثالثة : الأحاديث التي تدلّ بظاهرها على أنّ العمل المذكور لم يكن يوميًّا ، وهي تختلف في عدد الأيّام ، وكذلك تخالف روايات الطائفة الاُولى . ۱
ولا تعارض بين الطائفتين الاُولى والثانية ، ويعلم بقرينتهما أنّ أخبار الطائفة الثالثة أيضًا ـ إن كانت سليمة الصدور بأجمعها ولم يطرأ التصحيف عليها ـ كانت ناظرة إلى ما شاهده الرواة ، ويساعده الاعتبار أيضًا .
وعلى هذا فإنّ حصيلة روايات هذا الفصل هي أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله ـ ولأجل إيضاح المقصود من «أهل البيت» في آية التطهير ، ومن «أهلك» في آية «وأمُر أهلَكَ بِالصَّلَاةِ ...» أكثر فأكثر ـ كان يأتي بعد نزول آية التطهير يوميًّا وعند إرادته إقامة صلاة الصبح إلى باب بيت عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، ويدعو أهل البيت ـ بعد السلام وتلاوة آية التطهير ـ إلى أداء الصلاة . وإنّ جميع الروايات التي تذكر عددًا خاصًّا في نقل الواقعة ناظرة إلى مشاهدة الراوي ، ولا يستفاد منها الحصر .
هذا ، ولكن يظهر من بعض الروايات ۲ قيام النبيّ صلى الله عليه و آله بذلك العمل بعد نزول آية «وأمُر أهلَكَ بِالصَّلاةِ ...» .
قال أبو سعيد الخُدريّ : لمّا نزلت «وأمُر أهلَكَ بِالصَّلاةِ ...» كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَجيءُ إلى

1.في بعض الروايات : أربعين يوماً (راجع : الدرّ المنثور : ج ۶ ص ۶۰۶ ، المناقب للخوارزمي : ص ۶۰ ح ۲۸ ؛ الأمالي للصدوق : ص ۴۲۹ ح ۱) وفي بعضٍ آخر : شهراً واحداً، (راجع : مسند أبي داوود الطيالسيّ : ص ۲۷۴ ، أسد الغابة : ج ۵ ص ۳۸۱ الرقم ۵۳۹۰) وفي بعضها : ستّة أشهر ، (راجع : تفسير الطبري : ج ۱۲ الجزء ۲۲ ص ۶ ، الدرّ المنثور : ج ۶ ص ۶۰۶ وص ۷۰۶ ، ينابيع المودّة : ج۲ ص۱۱۹ ، ذخائر العقبى : ص۲۴ ؛ العمدة : ص۴۵ ح۳۲) وفي بعضٍ منها : سبعة أشهر ، (راجع : البداية والنهاية : ج۵ ص۳۲۱ ، تفسير الطبري : ج۱۲ الجزء ۲۲ ص۶) وفي بعضٍ آخر : ثمانية أشهر، (راجع : الدرّ المنثور : ج۶ ص۶۰۶ ، كفاية الطالب : ص۳۷۷) وفي بعضٍ : تسعة أشهر ، (راجع : المناقب للخوارزمي : ص۶۰ ح۲۹ ، مشكل الآثار : ج۱ ص۳۳۷ ؛ العمدة : ص۴۱ ح۲۷ ، ذخائر العقبى : ص۲۵ ، كفاية الطالب :ص ۳۷۶) .

2.راجع : شواهد التنزيل : ج ۲ ص ۴۷ ح ۶۶۷ و ۶۶۸ ؛ الأمالي للصدوق : ص ۴۲۹ ح ۱ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۳۲۲ ح ۲۲ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج3
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 168360
الصفحه من 676
طباعه  ارسل الي