۱۶۰۸.المعجم الكبير عن ابن عبّاسـ في قَولِهِ :«فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَ سَعِيدٌ»ـ: إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كانَ يَحرِصُ أن يُؤمِنَ جَميعُ النّاسِ ويُتابِعوهُ عَلَى الهُدى ، فَأَخبَرَهُ اللّه ُ أنَّهُ لا يُؤمِنُ إلّا مَن سَبَقَ لَهُ مِنَ السَّعادَةِ فِي الذِّكرِ ۱ الأَوَّلِ ، ولا يَضِلُّ إلّا مَن سَبَقَ لَهُ مِنَ الشَّقاءِ فِي الذِّكرِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ قالَ عز و جللِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «لَعَلَّكَ بَـخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَا يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ»۲ يَقولُ : «إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ ءَايَةً فَظَـلَّتْ أَعْنَـقُهُمْ لَهَا خَـضِعِينَ»۳ . ۴
۱۶۰۹.كتاب سليم بن قيس عن سليم :قُلتُ لِابنِ عَبّاسٍ : أخبِرني بِأَعظَمِ ما سَمِعتُم مِن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ما هُوَ ؟ قالَ سُلَيمٌ : فَأَتاني بِشَيءٍ قَد كُنتُ سَمِعتُهُ أنَا مِن عَلِيٍّ عليه السلام .
قالَ عليه السلام : دَعاني رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وفي يَدِهِ كِتابٌ فَقالَ : يا عَلِيُّ دونَكَ هذَا الكِتابَ ، فَقُلتُ : يا نَبِيَّ اللّه ِ وما هذَا الكِتابُ ؟
قالَ : كِتابٌ كَتَبَهُ اللّه ُ ،فيهِ تَسمِيَةُ أهلِ السَّعادَةِ وأهلِ الشَّقاوَةِ مِن اُمَّتي إلى يَومِ القِيامَةِ ، أمَرَني رَبّي أن أدفَعَهُ إلَيكَ . ۵
۱۶۱۰.التوحيد عن عبد اللّه بن سلام :سَأَلتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : أخبِرني أيُعَذِّبُ اللّه ُ عز و جل خَلقا بِلا حُجَّةٍ ؟
فَقالَ صلى الله عليه و آله : مَعاذَ اللّه ِ .
قُلتُ : فَأَولادُ المُشرِكينَ فِي الجَنَّةِ أم فِي النّارِ ؟
فَقالَ صلى الله عليه و آله : اللّه ُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أولى بِهِم ، إنَّهُ إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ وجَمَعَ اللّه ُ عز و جلالخَلائِقَ لِفَصلِ القَضاءِ يَأتي بِأَولادِ المُشرِكينَ ، فَيَقولُ لَهُم : عَبيدي وإمائي مَن رَبُّكُم وما دينُكُم وما أعمالُكُم ؟
قالَ : فَيَقولونَ : اللّهُمَّ رَبَّنا أنتَ خَلَقتَنا ولَم نَخلُق شَيئا ، وأنتَ أمَتَّنا ولَم نُمِت شَيئا ، ولَم تَجعَل ۶ لَنا ألسِنَةً نَنطِقُ بها ولا أسماعا نَسمَعُ بِها ولا كِتابا نَقرَؤُهُ ولا رَسولاً فَنَتَّبِعَهُ ، ولا عِلمَ لَنا إلّا ما عَلَّمتَنا .
قالَ : فَيَقولُ لَهُم عز و جل : عَبيدي وإمائي إن أمَرتُكُم بِأَمرٍ أتَفعَلوهُ ؟ فَيَقولونَ : السَّمعُ وَالطّاعَةُ لَكَ يا رَبَّنا .
قالَ : فَيَأمُرُ اللّه ُ عز و جل نارا يُقالُ لَهَا الفَلَقُ أشَدُّ شَيءٍ في جَهَنَّمَ عَذابا ، فَتَخرُجُ مِن مَكانِها سَوداءَ مُظلِمَةً بِالسَّلاسِلِ وَالأَغلالِ ، فَيَأمُرُهَا اللّه ُ عز و جل أن تَنفُخَ في وُجوهِ الخَلائِقِ نَفخَةً ، فَتَنفُخُ ، فَمِن شِدَّةِ نَفخَتِها تَنقَطِعُ السَّماءُ وتَنطَمِسُ النُّجومُ وتَجمُدُ البِحارُ وتَزولُ الجِبالُ وتُظلِمُ الأَبصارُ وتَضَعُ الحَوامِلُ حَملَها ، ويَشيبُ الوِلدانُ مِن هَولِها يَومَ القِيامَةِ ، ثُمَّ يَأمُرُ اللّه ُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أطفالَ المُشرِكينَ أن يُلقوا أنفُسَهُم في تِلكَ النّارِ ، فَمَن سَبَقَ لَهُ في عِلمِ اللّه ِ عز و جل أن يَكونَ سَعيدا ألقى نَفسَهُ فيها ، فَكانَت عَلَيهِ بَردا وسَلاما كَما كانَت عَلى إبراهيمَ عليه السلام ، ومَن سَبَقَ لَهُ في عِلمِ اللّه ِ عز و جل أن يَكونَ شَقِيّا امتَنَعَ فَلَم يُلقِ نَفسَهُ فِي النّارِ ، فَيَأمُرُ اللّه ُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ النّارَ فَتَلتَقِطُهُ لِتَركِهِ أمرَ اللّه ِ وَ امتِناعِهِ مِنَ الدُّخولِ فيها ، فَيَكونُ تَبَعا لِابائِهِ في جَهَنَّمَ وذلِكَ قَولُهُ عز و جل : «فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَ سَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِى النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ * خَــلِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّمَـوَ تُ وَ الْأَرْضُ إِلَا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ * وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِى الْجَنَّةِ خَــلِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّمَـوَ تُ وَ الْأَرْضُ إِلَا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَـاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ»۷ . ۸
1.الذِكرُ : الكُتُبُ ـ السماويّة ـ كلّها ذكر (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۳۸ «ذكر») .
2.الشعراء : ۳ .
3.الشعراء : ۴ .
4.المعجم الكبير : ج ۱۲ ص ۱۹۷ ح ۱۳۰۲۵ عن ابن عبّاس .
5.كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۸۰۴ ح ۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۱۸۷ ح ۷۲ .
6.هكذا في المصدر ، والظاهر «نجعل» وهو أنسب للسياق .
7.هود : ۱۰۵ ـ ۱۰۸ .
8.التوحيد : ص ۳۹۰ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۲۹۱ ح ۷ .