الفصل الخامس : علامات المحبّين للّه
5 / 1
النَّصَبُ للّه ِِ
۱۹۰۳.المحجّة البيضاء عن عمر :نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلى مُصعَبِ بنِ عُمَيرٍ مُقبِلاً وعَلَيهِ إهابُ كَبشٍ قَد تَنَطَّقَ بِهِ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : اُنظُروا إلى هذَا الرَّجُلِ الَّذي قَد نَوَّرَ اللّه ُ قَلبَهُ ، لَقَد رَأَيتُهُ بَينَ أبَوَيهِ يَغذُوانِهِ بِأَطيَبِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ ، فَدَعاهُ حُبُّ اللّه ِ وحُبُّ رَسولِهِ إلى ما تَرَونَ . ۱
5 / 2
حُبُّ الخَيرِ وأهلِهِ
۱۹۰۴.السنّة لابن أبي عاصم عن عبد اللّه بن مسعود :كُنّا عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَأَقبَلَ راكِبٌ حَتّى أناخَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا رَسول اللّه ِ ، إنّي أتَيتُكَ مِن مَسيرَةِ سَبعٍ ـ أنصَبتُ بَدَني ، وأسهَرتُ لَيلي ، وأظمَأتُ نَهاري ، وأنصَبتُ راحِلَتي ـ ؛ لِأَسأَلَكَ عَن خَصلَتَينِ أسهَرَتاني . فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : مَا اسمُكَ ؟
فَقالَ : زَيدُ الخَيلِ .
قالَ : أنتَ زَيدُ الخَيرِ ، سَل ، فَرُبَّ مُعضِلَةٍ قَد سُئِلَ عَنها .
فَقالَ : أسأَلُكَ عَن عَلامَةِ اللّه ِ تَعالى فيمَن يُريدُ وعَلامَتِهِ فيمَن لا يُريدُ ؟
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : كَيفَ أصبَحتَ ؟
قالَ : أصبَحتُ اُحِبُّ الخَيرَ ومَن يَعمَلُ بِهِ ، وإن عَمِلتُ بِهِ أيقَنتُ ثَوابَهُ ، وإن فاتَني مِنهُ شَيءٌ حَنَنتُ إلَيهِ .
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : هيهِ ، هذِهِ عَلامَةُ اللّه ِ فيمَن يُريدُ ، وعَلامَتُهُ فيمَن لا يُريدُ أن لَو أرادَكَ لِلآخَرينَ ۲ لَهَيَّأَكَ لَها ثُمَّ لا يُبالي بِأَيِّ وادٍ هَلَكتَ . ۳