301
حكم النّبيّ الأعظم ج2

د ـ رِسالَتُهُ إلَى كِسرى مَلِكِ إيرانَ

۲۰۵۸.الطبقات الكبرى :بَعَثَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَبدَاللّه ِ بنَ حُذافَةَ السَّهميِّ ـ وهوَ أحَدُ السِّتَّةِ ـ إلى كِسرى يَدعوهُ إلَى الإسلامِ ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا .
قالَ عَبدُ اللّه ِ : فَدَفَعتُ إلَيهِ كتابَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقُرِئَ عَلَيهِ ، ثُمَّ أخَذَهُ فَمَزَّقَهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذلِكَ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قالَ : اللَّهُمَّ مَزِّق مُلكَهُ !
وكَتَبَ كِسرى إلى باذانَ عامِلِهِ عَلى اليَمَنِ أنِ ابعَث مِن عِندِكَ رَجُلَينِ جَلدَينِ إلى هذا الرَّجُلِ الَّذي بِالحِجازِ فَليَأتِياني بِخَبَرِهِ .
فَبَعَثَ باذانُ قَهرمانَهُ ورَجُلاً آخَرَ وكَتَبَ مَعَهُما كِتابا . فَقَدِما المَدينَةَ فدَفَعا كِتابَ باذانَ إلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ، فَتَبَسَّمَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ودَعاهُما إلَى الإسلامِ وفَرائِصُهُما تَرعُدُ ، وقالَ : ارجِعا عَنِّي يَومَكُما هذا حَتَّى تَأتِياني الغَدَ فَأُخبِرَكُما بِما أُريدُ ، فَجاءاهُ مِنَ الغَدِ ، فَقالَ لَهُما : أبلِغا صاحِبَكُما أنَّ رَبِّي قَد قَتَلَ رَبَّهُ كِسرى في هذهِ اللَّيلَةِ لِسَبعِ ساعاتٍ مَضَت مِنها ؛ وهِيَ لَيلةُ الثَّلاثاءِ لِعَشرِ لَيالٍ مَضَينَ مِن جُمادَى الأُولى سَنَةَ سَبعٍ ؛ وأ نَّ اللّه َ تَبارَكَ وتَعالى سَلَّطَ عَلَيهِ ابنَهُ شِيرَوَيهَ فَقَتلَهُ ؛ فَرَجَعا إلى باذانَ بِذلِكَ فَأسلَمَ هُوَ وَالأبناءُ الَّذينَ بِاليَمَنِ . ۱

1.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۵۹ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
300

۲۰۵۷.صحيح مسلم عن أبي سفيان :بَينا أنا بِالشَّامِ إذ جيءَ بِكِتابٍ مِن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إلى هِرَقلَ ... فَقالَ هِرَقلُ : هَل هاهُنا أحَدٌ مِن قَومِ هذا الرَّجُلِ الَّذي يَزعُمُ أ نَّهُ نَبِيٌّ ؟
قالوا : نَعَم .
قالَ : فَدُعيتُ في نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ ، فَدَخَلنا عَلى هِرَقلَ فأجلَسَنا بَينَ يَدَيهِ ... وأجلَسوا أصحابي خَلفي ... .
ثُمَّ قالَ لِتَرجُمانِهِ : سَلهُ ، كَيفَ حَسَبُهُ فيكُم ؟ قالَ : قُلتُ : هُوَ فينا ذو حَسَبٍ . قالَ : فَهَل كانَ مِن آبائِهِ مَلِكٌ ؟ قُلتُ : لا . قالَ : فَهَل كُنتُم تَتَّهِمونَهُ بِالكَذِبِ قَبلَ أن يَقولَ ما قالَ ؟ قُلتُ : لا . قالَ : ومَن يَتَّبِعُهُ ؛ أشرافُ النَّاسِ أم ضُعَفاؤهُم ؟ قالَ : قُلتُ : بَل ضُعَفاؤهُم . قالَ : أيَزيدونَ أم يَنقُصونَ ؟ قالَ : قُلتُ : لا ، بَل يَزيدونَ ، قالَ : هَل يَرتَدُّ أحَدٌ مِنهُم عَن دينهِ بَعدَ أن يَدخُلَ فيهِ سَخطَةً لَهُ ؟ قالَ : قُلتُ : لا . قالَ : فَهَل قاتَلتُموهُ ؟ قُلتُ : نَعَم . قالَ : فَكَيفَ كانَ قِتالُكُم إيَّاهُ ؟ قالَ : قُلتُ : تَكونُ الحَربُ بَينَنا وبَينَهُ سِجالاً ، يُصيبُ مِنَّا ونُصيبُ مِنهُ . قالَ : فَهَل يَغدِرُ ؟ قُلتُ : لا ، ونَحنُ مِنهُ في مُدَّةٍ لا نَدري ما هُوَ صانِعٌ فيها ... قالَ : فَهَل قالَ هذا القَولَ أحَدٌ قَبلَهُ ؟ قالَ : قُلتُ : لا ... .
قالَ : إن يَكُن ما تَقولُ فيهِ حَقَّا فَإنَّهُ نَبِيٌّ ، وقَد كُنتُ أعلَمُ أ نَّهُ خارِجٌ ، ولَم أكُن أظُنُّهُ مِنكُم ، ولَو أ نَّي أعلَمُ أنَّي أخلُصُ إلَيهِ لَأحبَبتُ لِقاءَهُ ، ولَو كُنتُ عِندَهُ لَغَسَلتُ عَن قَدَمَيهِ ، وليَبلُغَنَّ مُلكُهُ ما تَحتَ قَدَمَيَّ .
قالَ : ثُمَّ دَعا بِكِتابِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقَرَأهُ ، فَإذا فيهِ : بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّه ِ إلى هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ ، سَلامٌ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى . أ مّا بَعدُ ، فَإنّي أدعوكَ بِدِعايَةِ الإسلامِ ، أسلِم تَسلَم ، وأسلِم يُؤتِكَ اللّه ُ أجرَكَ مَرَّتَينِ ، وإن تَوَلَّيتَ فَإنَّ عَلَيكَ إثمَ الأريسيِّينَ ، «قُلْ يَـأَهْلَ الْكِتَـبِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَآءِم بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَا نَعْبُدَ إِلَا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ ...»۱ .
فَلَمَّا فَرَغَ مِن قِراءَةِ الكِتابِ ارتَفَعَتِ الأصواتُ عِندَهُ وكَثُرَ اللَّغطُ ، وأمَرَ بِنا فَأُخرِجنا . قالَ : فَقُلتُ لِأصحابي حينَ خَرَجنا : لَقَد أمِرَ ۲ أمرُ ابنِ أبي كَبشَةَ ! ۳

1.آل عمران : ۶۴.

2.أمِرَ أمرُ ابن أبي كبشة : أي كَثُرَ وارتَفَعَ شأنُه ؛ يعني النبيّ صلى الله عليه و آله (النهاية : ج ۱ ص ۶۵ «أمر») .

3.صحيح مسلم : ج ۳ ص ۱۳۹۳ ح ۷۴ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 205213
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي