305
حكم النّبيّ الأعظم ج2

ز ـ رِسالَتُهُ إلَى هَوذَةَ بنِ عَليِّ الحَنفيِّ

۲۰۶۴.الطبقات الكبرى :بَعَثَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله سَليطَ بنَ عَمرِو العامِريِّ ـ وهوَ أحَدُ السِّتَّةِ ـ إلى هَوذَةَ بنِ عليِّ الحَنَفيِّ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا . فَقَدِمَ عَلَيهِ وأنزَلَهُ وحَباهُ ، وقَرَأ كِتابَ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله : ورَدَّ رَدَّا دونَ رَدٍّ ، وكَتَبَ إلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله : ما أحسَنَ ما تَدعو إلَيهِ وأجمَلَهُ ! وأنا شاعِرُ قَومي وخَطيبُهُم ، وَالعَرَبُ تَهابُ مَكاني ، فَاجعَل لي بَعضَ الأمرِ أتَّبِعكَ .
وأجازَ سَليطَ بنَ عَمرٍو بِجائِزَةٍ وكَساهُ أثوابا مِن نَسجِ هَجَرَ ، فَقَدِمَ بِذلِكَ كُلِّهِ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله وأخبَرَهُ عَنهُ بِما قالَ . وقَرَأ كِتابَهُ وقالَ : لَو سَأ لَني سَيابَةً ۱ مِنَ الأرضِ ما فَعَلتُ ، بادَ وبادَ ما في يَدَيهِ! فَلَمَّا انصَرَفَ مِن عامِ الفَتحِ جاءَهُ جَبرَئيلُ فَأخبَرَهُ أ نَّهُ قَد ماتَ . ۲

ح ـ رِسالَتُهُ إلَى جَماعَةٍ كانوا فِي جَبَلِ تِهامَةَ

۲۰۶۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ فيما كَتَبَهُ لِجِماعٍ كانوا في جَبلِ تِهامَةَ قَد غَصَبوا المارَّةَ مِن كِنانَةَ ومُزَينَةَ وَالحَكَمِ وَالقارَةِ، ومَنِ اتَّبَعَهُم مِن العَبيدِ، فَلمَّا ظَهَرَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وَفَدَ مِنهُم وَفدٌ عَلَىالنَّبيِّ صلى الله عليه و آله ، فَكَتَبَ لَهُم رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ـ: بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، هذا كِتابٌ مِن مُحَمَّدٍ النَّبيِّ رَسولِ اللّه ِ لِعِبادِ اللّه ِ العُتَقاءِ ، إنَّهُم إن آمَنوا وأقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ فَعَبدُهُم حُرٌّ ومَولاهُم مُحَمَّدٌ ، ومَن كانَ مِنهُم مِن قَبيلَةٍ لَم يُرَدَّ إلَيها ، وما كانَ فيهِم مِن دَمٍ أصابوهُ أو مالٍ أخَذوهُ فَهُو لَهُم ، وما كانَ لَهُم مِن دَينٍ في النَّاسِ رُدَّ إلَيهِم ، ولا ظُلمَ عَلَيهِم ولا عُدوانَ ، وإنَّ لَهُم عَلى ذلِكَ ذِمَّةَ اللّه ِ وذِمَّةَ مُحَمَّدٍ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم . ۳

1.السَياب ، مثل السحاب : البلح . وهو البسر الأخضر (لسان العرب : ج ۱ ص ۴۷۹ «سيب») .

2.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۶۲ .

3.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۷۸ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
304

و ـ رِسالَتُهُ إلَى الحَارِثِ بنِ أبي شِمر

۲۰۶۳.الطبقات الكبرى :بَعَثَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله شُجاعَ بنَ وَهبٍ الأسَدِيَّ ـ وهوَ أحَدُ السِّتَّةِ ـ إلَى الحارِثِ بنِ أبي شِمرٍ الغَسَّانيِّ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ ، وكَتَبَ مَعهُ كِتابا . قالَ شُجاعٌ : فَأتَيتُ إلَيهِ وهُو بِغَوطَةِ دِمَشقَ ، وهوَ مَشغولٌ بِتَهيِئَةِ الإنزالِ وَالألطافِ لِقَيصَرَ ، وهو جاءٍ مِن حِمصَ إلى إيلياءَ ، فَأقَمتُ عَلى بابِهِ يَومَينِ أو ثَلاثَةً ، فَقُلتُ لِحاجِبِهِ : إنَّي رَسولُ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إلَيهِ ، فَقالَ : لا تَصِلُ إلَيهِ حَتَّى يَخرُجَ يَومَ كَذا وَكَذا . وجَعلَ حاجِبُهُ ـ وكانَ روميَّا اسمُهُ مُرى ـ يَسأ لُني عَن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَكُنتُ أُحَدِّثُهُ عَن صِفَةِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وما يَدعو إلَيهِ ، فَيَرِقُّ حَتَّى يَغلِبُهُ البُكاءُ ويقولَ : إنَّي قَد قَرَأتُ الإنجيلَ فَأجِدُ صِفَةَ هذا النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بِعَينِهِ ، فَأنا اُؤمِنُ بِهِ وأُصَدِّقُهُ وأخافُ مِنَ الحارِثِ أن يَقتُلَني . وكانَ يُكرِمُني ويُحسِنُ ضِيافَتي .
وخَرَجَ الحارِثُ يَوما فَجَلَسَ ووَضَعَ التَّاجَ عَلى رَأسِهِ ، فَأذِنَ لي عَلَيهِ ، فَدَفَعتُ إلَيهِ كِتابَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَقَرَأهُ ثُمَّ رَمى بِهِ وقالَ : مَن يَنتَزِعُ مِنِّي مُلكي ؟! أنا سائرٌ إلَيهِ ولَو كانَ بِاليَمَنِ جِئتُهُ ، عَلَيَّ بالنَّاسِ !
فَلَم يَزَل يَفرِضُ حَتَّى قامَ ، وأمَرَ بِالخُيولِ تُنعَلُ ، ثُمَّ قالَ : أخبِر صاحِبَكَ ما تَرى .
وكَتَبَ إلى قَيصرَ يُخبِرُهُ خَبَري وما عَزَمَ عَلَيهِ ، فَكَتَبَ إلَيهِ قَيصَرُ ألَا تَسيرَ إلَيهِ وَالهُ عَنهُ ووافِني بِإيلياءَ . فَلمَّا جاءَهُ جَوابُ كِتابِهِ دَعاني فَقالَ : مَتى تُريدُ أن تَخرُجَ إلى صاحِبِكَ ؟ فَقُلتُ : غَدا ، فأمَرَ لي بِمِئَةِ مِثقالِ ذَهَبٍ ، ووَصَلَني مُرى ، وأمَرَ لي بِنَفَقَةٍ وكِسوَةٍ ، وقالَ : أقرِئ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مِنِّي السَّلامَ .
فَقَدِمتُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله فَأخبَرتُهُ ، فَقالَ : بادَ مُلكُهُ ! وأقرَأ تُهُ مِن مُرى السَّلامَ ، وأخبَرتُهُ بِما قالَ . فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : صَدَقَ ؛ وماتَ الحارِثُ بنُ أبي شِمرٍ عامَ الفَتحِ . ۱

1.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۶۱ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 205150
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي