85
حكم النّبيّ الأعظم ج2

كلام حول دور القضاء والقدر في المصائب والشّرور

إنّ الآيات والأحاديث الواردة في هذا الفصل تشير إلى عدد من الملاحظات البالغة الأهميّة في معرفة مبدأ الخير والشرّ في نظام الخلق ، ودور القضاء والقدر في ظهور المصائب والشرور ، وهذه الملاحظات هي كالتالي :

1 . الخير والشرّ مخلوقان ومقدّران من اللّه

هذا القول يعني أنّ جميع الظواهر ـ سواءً الحوادث الطبيعيّة أم غير الطبيعيّة ـ تقع في دائرة الخلق والتقدير الإلهيين ، وإذا لم يرد اللّه ـ تعالى ـ أن تكون الظاهرة خيرا كانت أم شرّا فسوف لا تتحقّق ، وحتّى الأعمال الّتي يقوم بها الإنسان بإرادته واختياره ، فإنّها ليست بمستثناة من هذا القانون العام ، رغم أنّ اللّه ـ تعالى ـ نهى من الناحية التشريعيّة عن الأعمال القبيحة ، وتشير الآية الكريمة :
«قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ»۱ .
إلى هذا المعنى ، ويسمّى الاعتقاد بهذه الحقيقة التوحيد الأفعالي .
على هذا الأساس فقد عُدّ الثنويّون الذين يفرّقون بين خالق الشرور وخالق الخيرات مشركين ، واعتُبر القدرّيون الذين يرون أنّ الشرور خارج نطاق التقدير الإلهي كافرين .

1.النساء : ۷۸ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
84
  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 175758
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي