19
حكم النّبي الأعظم ج1

ويدور الحديث في الفصل السابع حول الجهل وأبعاده ، والتحذير من التبلور بمحورية الجهل والوقوع في قبضة المتبلورين حول هذا المحور ، وضرورة اجتناب مثل هؤلاء الأشخاص ، وأخيرا علامة الجهل والمتبلورين حوله ، وبيان من هو الجاهل والتعريف به ، ومن هو المتبلور حول الجهل ، وما الذي يجب أن يفعله الإنسان إذا ما وقع في هذا الفخّ المرئي أو غير المرئي ، وكيف يحرّر نفسه من مصيدة الجهل وأجواء الجهلة الملوّثة بالجهل؟ وقد جاء كلّ ذلك في أحاديث الفصل الثامن والتاسع والعاشر .
وقد دار الحديث بشكل متكرّر في المفاهيم الدينية والمعارف القرآنية عن «الجاهلية الاُولى» ، فما هي الجاهلية الاُولى؟ وما هي خصوصياتها؟ وما هو المفهوم الذي ستكتسبه إذا قارنّاها مع «الجاهلية الجديدة»؟ وما هي القواعد التي تعتمد عليها؟ وقد قرّرنا كلّ ذلك في الفصلين الحادي عشر والثاني عشر من هذا الباب ، مع التحذير من أن يعود المجتمع المسلم إلى الجاهلية وتسيطر عليه خصوصية الجهلة ، ونظرة إلى عوامل «الرجعة إلى الجاهليّة» وأرضيّاتها .

الباب الثاني : العلم والمعرفة والحكمة

تطرّقنا في هذا الباب في البدء وقبل أن ندرج بعض الأحاديث عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله حول «العلم» ، «المعرفة» و«الحكمة» ، إلى المفهوم اللغوي لهذه الكلمات ، ثمّ معنى «العلم» و «المعرفة» من منظار الكتاب والسنّة ، وأوضحنا أنّ العلم والمعرفة استُخدما أحيانا في النصوص الدينية الإسلامية في مفهومهما الحقيقي ، وأحيانا في مفهومهما الاصطلاحي والظاهري .
إنّ حقيقة العلم والمعرفة هي نور يوجّه أنواع العلوم والمعارف البشرية المتعارفة والتي تعتبر قشرة العلم ، باتّجاه سعادة الإنسان وتكامله . والخطر الكبير الذي يهدّد المجتمع البشري اليوم هو أنّ قشرة العلم والمعرفة قد نمت ، ولكنّها تفقد اتّجاهها وفلسفتها الحقيقيّين بانفصالها عن اللبّ وحقيقة العلم ، ولذلك فإنّها تُستخدم باتّجاه انحطاط الإنسان .


حكم النّبي الأعظم ج1
18

ثمّ قدّمنا أربعة معان ل «الجهل» ؛ بهدف الفهم الصحيح للآيات والأحاديث الواردة في ذمّ الجهل والجاهل ، وضرورة إزالة الجهل من المجتمع ، وبيّنا أخطر أنواع الجهل على الإنسان . وأخيرا فإنّ هذا البحث يجيب على السؤال التالي : إنّ المتعارف هو قيام العلم مقابل الجهل ، فلماذا طُرح «الجهل» في النصوص الإسلامية وتبعا لها في مصادر الحديث في مقابل «العقل» خلافا للمتعارف عليه؟
وبعد هذا البحث التمهيدي أدرجنا أقوال رسول اللّه صلى الله عليه و آله السامية والحكمية حول العقل والجهل في اثني عشر فصلاً ، فذكرنا في هذا الباب وفي خلال أحاديث الفصلين الأوّل والثاني حقيقة العقل ، خلق العقل والجهل ، الحثّ على التعقّل والتفكّر ، التحذير من عاقبة مظاهر الفوضى والاضطراب المختلفة في عدم استخدام العقل ، وعدم الالتفات إلى ما يقتضيه التعقّل والتفكّر . وبحثنا في الفصل الثالث حُجّية العقل من منظار الدين ، ودوره الخلّاق في رفع الإنسان إلى المكانة الرفيعة في هذه الدنيا ، والأجر الإلهي في الآخرة .
إنّ منزلة بهذا السموّ ومكانة بهذه القيمة ، لهي ممّا يستحقّ أن يلتفت إليها الإنسان ويسعى من أجل فهم ثباتها واتّساعها وعمقها . ثمّ أوردنا في الفصل الرابع الأحاديث التي تتناول عوامل تعزيز العقل واتّساع التعقّل ، والتي يمكن للإنسان من خلال أخذها بنظر الاعتبار ـ حيث إنّ البعض منها مادّي والبعض الآخر معنوي ـ أن ينال «الحفظ» أيضا .
ويستعرض الفصل الخامس علامات العقل والتعقّل ، فمن هو العاقل حقّا؟ وكيف لنا أن ندرك أنّ شعاع العقل قد نوّر وجود الإنسان؟ وكيف يكتمل العقل؟ وما هي العلامات التي تجسّد وتُظهر كمال العقل في الإنسان؟
وقد قرّرت كلّ ذلك روايات الفصل الخامس كي تُهيِّئ الأرضية لمعرفة آفات العقل وأضراره وقبائحه ، والتي جاءت في الفصل السادس ، كي يواجه الإنسان كلّ ذلك ويحاربه حتّى يحقّق العقل والتعقّل وقيم العقل ، ويحيط علما بآفات العقل وأضراره ، وينتفع في النهاية من الدور الخلّاق للعقل ومقدرته على الإرشاد والهداية في نطاقي الذهن والحياة الخارجية .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 233136
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي