تاريخ الإسلام ، حتّى إنّه صلوات اللّه عليه قال في هذا الصدد :
بُعِثتُ بَينَ جاهِلِيَّتَينِ ؛ لَاُخراهُما شَرٌّ مِن اُولاهُما.۱
أسباب النكوص
هناك ثمّة قضيّة ذات أهمّيّة لابدّ من تسليط الأضواء عليها ، تلك هي معرفة أسباب النكوص إلى عهد الجاهليّة ، وهو ما عبّر عنه القرآن بالانقلاب على الأعقاب ، وأمّا تلك الأسباب لمثل هذا الرجوع القهقرى ، فهي نفس الأمراض التيتهدّد أساس النظام الإسلاميّ ، ومن أبرزها الاختلاف الذي قال فيه رسول للّه صلى الله عليه و آله :
مَا اختَلَفَت اُمَّةٌ بَعدَ نَبِيِّها إلّا ظَهَرَ أهلُ باطِلِها عَلى أهلِ حَقِّها.۲
ومن العوامل الاُخرى للعودة إلى الجاهليّة ـ وهو أخطرها طبعا ـ زعامة أئمّة الضلال ، وهو ما قال فيه الرسول صلى الله عليه و آله :
إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلى اُمَّتي الأَئِمَّةُ المُضِلّونَ.۳
وقد ورد أيضا أنّ عمر بن الخطّاب سأل كعبا : إنّي أسألك عن أمر فلا تكتمني ، قال: لا واللّه ، لا أكتمك شيئا أعلمه، قال : ما أخوف شيء تخافه على اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله ؟ قال: أئمّة مضلّين ، قال عمر : صدقت ، قد اُسِرَّ إليّ ذلك وأعلمنيه رسول للّه صلى الله عليه و آله . ۴
إنّ لأئمّة الضلال خطرا على الإسلام ودورا في إعادة المسلمين إلى عصر الجاهليّة إلى الحدّ الذي جعل رسول للّه صلى الله عليه و آله يؤكّد في حديث معتبر ومتّفق عليه بين المسلمين أنّه :
1.الأمالي للشجري : ج ۲ ص ۲۷۷ .
2.كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۸۳ ح ۹۲۹ . ورد هذا المضمون أيضا في نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .
3.كنز العمّال : ج ۱۰ ص ۱۸۸ ح ۲۸۹۸۶ .
4.كنز العمّال : ج ۵ ص ۷۵۶ ح ۱۴۲۹۳ .