205
حكم النّبي الأعظم ج1

وترى هذه الروايات أنّ الأعمال الصالحة ثمرة العلم ، وبدونها ينطفئ مصباح العلم في وجود الإنسان .

الطريق إلى كسب نور العلم

سوف تلاحظ في هذا الكتاب أنّ مبدأ العلوم المتعارفة هو الحسّ والعقل ، ۱ وأنّ طريق كسبها التعليم والتعلّم ، ۲ ومبدأ نور العلم القلب ، ۳ بَيْد أنّ هذا العلم ليس قابلاً للتعلّم ، وطريق كسبه في الخطوة الاُولى إزالة الحجب ، وفي الخطوة الثانية إعداد الارضية اللّازمة لظهوره . ۴
إنّ نور العلم متأصّل في فطرة الإنسان ، وكسبه يعني تهيئة الارضية لازدهار الفطرة ، وحينئذٍ يظهر العلم نفسه كما روي عن الإمام عليّ عليه السلام :
العِلمُ مَجبولٌ في قُلوبِكُم ، تَأدَّبوا بِآدابِ الرَّوحانِيّينَ يَظهَرُ لَكُم .۵
إنّ دور الانسان في كسب نور العلم هوإعداد الأرضيّة لظهوره فحسب ، وإلّا فإنّ نور العلم ، هديّة إلهيّة للصالحين ، تفاض عليهم من عالم الغيب ، فتنير أعماق قلوبهم :
العِلمُ نورٌ وضياءٌ يَقذِفُهُ اللّهُ في قُلوبِ أولِيائِهِ .۶

1.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم السادس / الفصل الأوّل : مبادئ العلم والحكمة والفصل الثاني : أسباب المعارف العقليّة) .

2.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم السادس / الفصل الثاني : أسباب المعارف العقليّة) .

3.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم السادس / الفصل الأوّل : أضواء على مبادئ العلم والحكمة / القلب والمبدأ الأصلي لجميع الإدراكات والفصل الثالث : أسباب المعارف القلبيّة) .

4.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم السابع / الفصل الأوّل : حُجُب العلم والحكمة والفصل الثاني : مايزيل الحُجُب) .

5.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الأوّل : حقيقة العلم : ح ۱۲۸۵) .

6.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الأوّل : حقيقة العلم : ح ۱۲۸۲) .


حكم النّبي الأعظم ج1
204

موقفه بجزمٍ وصراحة ، فقال :
«إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَـؤُا»۱ .
والنّقطة الجديرة بالتأمّل هي ملازمة العلم خشيةَ اللّه في القرآن عند الحديث عن مجموعة من العلوم الطبيعيّة ، وفيما يأتي نصّ الآية الكريمة :
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَ تٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَ نُهَا وَ مِنَ الْجِبَالِ جُدَدُ بِيضٌ وَ حُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَ نُهَا وَ غَرَابِيبُ سُودٌ * وَ مِنَ النَّاسِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَنْعَـمِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَ نُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَـؤُاْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» . ۲
من هنا يمكن أن تؤدّي العلوم الطبيعيّة إلى خشية اللّه أيضا بشرط أن يرافقها النور الهادي من حقيقة العلم ، وينظر العالم إلى الطبيعة بنور العلم ، ويتأمّل به في ظواهرها المدهشة .

5 . الأخلاق الحميدة من بركات نور العِلم

من بركات الحقيقة النورانيّة للعلم ، بناء النفس والأخلاق الفاضلة والصفات المحمودة ، وقد حظِيَت هذه الخاصيّة المهمّة بالاهتمام في روايات كثيرة . ۳ قال الإمام عليّ عليه السلام :
كُلَّمَا ازدادَ عِلمُ الرَّجُلِ زادَت عِنايَتُهُ بِنَفسِهِ ، وبَذَلَ في رِياضَتِها وصَلاحِها جُهدَهُ .۴

6 . اقتران جوهر العلم والعمل الصالح

إنّ العمل الصالح أحد الخصائص البارزة لنور العلم وقد أُكّد ذلك في روايات جمّة ، ۵

1.فاطر : ۲۸ .

2.فاطر : ۲۷ و ۲۸ .

3.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الثالث / الصلاح) .

4.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الثالث / الصلاح : ح ۱۵۳۵) .

5.موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الثالث / العمل) .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 233099
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي