وأمّا عنوان الفصل الثاني فهو «الإسلام» ، ويبدأ بعنوان «الإسلام هو الصراط المستقيم» ، ويستمرّ بذكر التعاليم النبويّة الدالّة على أنّ الدين الإسلامي وحقائقه تتجلّى على مرّ الزمن وفي امتداد التاريخ ، وبطرح الاعتقاد بأنّ أيّ نهج ومذهب فكري لا يمكن أن يعلو على الإسلام ؛ «الإسلامُ يَعلو ولا يُعلى عَلَيهِ» . ۱
ثمّ ذكرنا الأحاديث التي تبيّن تفسير «الإسلام» وتقدّم الصورة الحقيقية عن «المسلم» ، مع التأكيد على أنّ تعاليم الدين تقوم على الهداية وإيصال النفع والفائدة للناس .
وعلى هذا ، لا يوجد في مجموعة تشريعاته ومقرّراته ، حكم وأمر يتسبّبان في الضرر «لا ضَررَ ولا ضِرارَ فِي الإسلامِ» . وفي نهاية هذا الفصل تطالعنا عناوين مثل «حقّ الإسلام» ، «أساس الإسلام» ، وأخيرا «غربة الإسلام» . وفي الفصل الثالث الذي هو الفصل الأخير من هذا الباب ـ أدرجنا حوارا طويلاً للنبيّ صلى الله عليه و آله مع مفكّري الأديان الاُخرى .
الباب الثامن : الإيمان بالمعاد
كان المعاد والحياة الاُخرى عاقبة الإنسان بعد هذه الدنيا ، يستقطب اهتمام الإنسان وتفكيره دوما ، فالإنسان الذي عاش فترة على هذه الأرض ، واستغلّ ما كان فيها حتّى بلغ الذروة ، ثمّ إذا به يهوي إلى الأسفل ليتحلّل ويوضع لحياته فصل الختام ، وهذا ما نعبّر عنه بـ «الموت» ، فماذا سيحدث بعد ذلك ؟ وأين يذهب؟ وماذا سيفعل؟
وقد كان الاستناد إلى كيفية الحياة الاُخروية يشكّل أساس تعاليم الأنبياء والرسل ، وكان التفكير في الموت ودفع الإنسان إلى التفكير به وأن يكون دوما مؤمنا بأنّه راحل عمّا قريب ، من جملة التعاليم التي كان يؤكّد عليها جميع الأنبياء ،