33
حكم النّبي الأعظم ج1

وأمّا عنوان الفصل الثاني فهو «الإسلام» ، ويبدأ بعنوان «الإسلام هو الصراط المستقيم» ، ويستمرّ بذكر التعاليم النبويّة الدالّة على أنّ الدين الإسلامي وحقائقه تتجلّى على مرّ الزمن وفي امتداد التاريخ ، وبطرح الاعتقاد بأنّ أيّ نهج ومذهب فكري لا يمكن أن يعلو على الإسلام ؛ «الإسلامُ يَعلو ولا يُعلى عَلَيهِ» . ۱
ثمّ ذكرنا الأحاديث التي تبيّن تفسير «الإسلام» وتقدّم الصورة الحقيقية عن «المسلم» ، مع التأكيد على أنّ تعاليم الدين تقوم على الهداية وإيصال النفع والفائدة للناس .
وعلى هذا ، لا يوجد في مجموعة تشريعاته ومقرّراته ، حكم وأمر يتسبّبان في الضرر «لا ضَررَ ولا ضِرارَ فِي الإسلامِ» . وفي نهاية هذا الفصل تطالعنا عناوين مثل «حقّ الإسلام» ، «أساس الإسلام» ، وأخيرا «غربة الإسلام» . وفي الفصل الثالث الذي هو الفصل الأخير من هذا الباب ـ أدرجنا حوارا طويلاً للنبيّ صلى الله عليه و آله مع مفكّري الأديان الاُخرى .

الباب الثامن : الإيمان بالمعاد

كان المعاد والحياة الاُخرى عاقبة الإنسان بعد هذه الدنيا ، يستقطب اهتمام الإنسان وتفكيره دوما ، فالإنسان الذي عاش فترة على هذه الأرض ، واستغلّ ما كان فيها حتّى بلغ الذروة ، ثمّ إذا به يهوي إلى الأسفل ليتحلّل ويوضع لحياته فصل الختام ، وهذا ما نعبّر عنه بـ «الموت» ، فماذا سيحدث بعد ذلك ؟ وأين يذهب؟ وماذا سيفعل؟
وقد كان الاستناد إلى كيفية الحياة الاُخروية يشكّل أساس تعاليم الأنبياء والرسل ، وكان التفكير في الموت ودفع الإنسان إلى التفكير به وأن يكون دوما مؤمنا بأنّه راحل عمّا قريب ، من جملة التعاليم التي كان يؤكّد عليها جميع الأنبياء ،

1.راجع : ج ۲ ص ۴۳۲ ح ۲۴۶۶ .


حكم النّبي الأعظم ج1
32

«تكذيب النبيّ صلى الله عليه و آله » ، وسبل تمييز النقول الصحيحة من غير الصحيحة حول السنّة النبويّة .
وكلّ ذلك دالّ على أنّ الإقدام على تغيير السنّة النبويّة كان قد بدأ منذ عصر رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فالنبيّ صلى الله عليه و آله يحذّر من جهة من افتراء الكذب عليه ، ويوعّي الاُمّة من جهة اُخرى بشأن هذا التيار الناشر للفساد ، ويبيّن لهم في النهاية معايير التمييز بين الهدى والضلال .

الباب السابع : بيان الدين والشريعة وخصائص الإسلام

لقد أتى الأنبياء بمجموعة من التشريعات والمقرّرات ، وأبلغوها للناس وقرّروها وفسّروها وجسّدوها ، وهذه التشريعات والمقرّرات تعيّن في الحقيقة حياة الإنسان ، وتحرّره من الجهل والجهالة والقبح والسلوك غير السويّ ، وتبثّ الوعي في ذهنه واُفق حياته ، وتنظّم سلوكه وتصلحه . فكلّ ذلك يُطلق عليه عنوان «الدين» ؛ ذلك لأنّ الأنبياء هم الذين جاؤوا به وأبلغوه للناس ، والاُصول التي انطلقوا منها كلّهم واحدة .
ففي الباب السابع ذكرنا بعض حِكَم النبيّ صلى الله عليه و آله وأقواله الدالّة على وحدة الأديان والشرائع ، والمبيّنة لحقيقة أنّ جميع الأديان ترمي إلى تحقيق هدف واحد .
وعنوان الفصل الأوّل من هذا الباب هو «الدين» ، ويشتمل على عناوين نظير : وحدة شرائع الدين ، أسباب الأحكام الأساسية ، الحثّ على التدبّر في الدين ، الحفاظ على الدين ، وغير ذلك ؛ والتحذير من تحميل الأحكام المسبقة على حقائق الدين ، وكذا أنماط التفكير المختلفة المعدّة مسبقا في تفسير حقائق الدين ، وأخيرا الحديث عن آثار التنظير والإفتاء وانعكاساتهما دون توفّر الشروط اللّازمة والوعي المطلوب ، والتحذير من الحديث في الدين دون امتلاك العلم والمعلومات المطلوبة عنه .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 229330
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي