339
حكم النّبي الأعظم ج1

۷۶۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن جَبرَئيل عليه السلام :إنَّ يونس بن مَتَّى عليه السلام بعَثَه اللّهُ إلى قومه وهو ابنُ ثلاثين سَنَةً ... فلم يؤمِن به ولم يتَّبِعه من قومه إلّا رَجلان، اسمُ أحدهِما روبيلُ واسمُ الآخَر تَنوخا، وكان روبيلُ من أهل بيت العلم والنُّبوَّة والحِكمة، وكان قديمَ الصُّحبَة ليونُسَ بن مَتَّى مِن قَبِل أن يبَعَثَه اللّهُ بالنُّبوَّة، وكان تنوخا رجلاً مستضعَفاً عابِداً زاهِداً منهَمِكاً في العبادة، وليس له عِلمٌ ولا حُكمٌ، وكان روبيلُ صاحِبَ غَنَمٍ يَرعاها ويَتَقَوَّتُ منها، و كان تنوخا رَجلاً حَطَّاباً يحتَطِبُ على رأسه ويأكُلً من كسبه، وكان لروبيل منزلةٌ من يونس غيرُ منزلةِ تَنوخا لِعلمِ روبيلَ وحكمتِه وقديمِ صُحبَتِه. ۱

1.تفسير العيّاشي: ج ۲ ص ۱۲۹ ح ۴۴ عن أبي عبيدة الحذّاء عن الإمام الباقر عليه السلام عن بعض كتب أمير المؤمنين عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۱۴ ص ۳۹۲ ح ۱۲.


حكم النّبي الأعظم ج1
338

وبِحارُ ماءٍ لا تَغورُ .
يَحلِفُ قُسٌّ ما هذا بِلَعِبٍ ، وإنَّ مِن وَراءِ هذا لَعَجَباً ، ما لي أرَى النّاسَ يَذهَبونَ فَلا يَرجِعونَ ! أرَضوا بِالمُقامِ فَأَقاموا ؟! أم تُرِكوا فَناموا ؟! يَحلِفُ قُسٌّ يَميناً غَيرَ كاذِبَةٍ ، إنَّ للّهِِ ديناً هُوَ خَيرٌ مِنَ الدّينِ الَّذي أنتُم عَلَيهِ .
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : رَحِمَ اللّهُ قُسًّا يُحشَرُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ .
قالَ : هَل فيكُم أحَدٌ يُحسِنُ مِن شِعرِهِ شَيئاً؟
فَقالَ بَعضُهُم : سَمِعتُهُ يَقولُ :

فِي الأَوَّلينَ الذّاهِبينَ
مِنَ القُرونِ لَنا بَصائِر

لَمّا رَأَيتُ مَوارِدَ
لِلمَوتِ لَيسَ لَها مَصادِر

ورَأَيتُ قَومي نَحوَها
تَمضِي الأَكَابِرُ وَالأَصاغِر

لا يَرجِعُ الماضِي إلَيَّ
ولا مِنَ الباقينَ غابِر۱

أيقَنتُ أنّي لا مَحالَةَ
حَيثُ صارَ القَومُ صائِر

وبَلَغَ مِن حِكمَةِ قُسِّ بنِ ساعِدَةَ ومَعرِفَتِهِ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَسأَلُ مَن يَقدَمُ عَلَيهِ مِن أيادٍ مِن حِكَمِهِ ويُصغي إلَيهِ سَمعَهُ . ۲

۷۶۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ في صِفَةِ المثرمِ بنِ رغيبِ بنِ الشَّيقبان۳ـ: كانَ مِن أحَدِ العُبّادِ ، قَد عَبَدَ اللّهَ تَعالى مِئَتَينِ وسَبعينَ سَنَةً ، لَم يَسأَلهُ حاجَةً إلّا أجابَهُ ، إنَّ اللّهَ عز و جلأسكَنَ في قَلبِهِ الحِكمَةَ ، وألهَمَهُ بِحُسنِ طاعَتِهِ لِرَبِّهِ . ۴

1.الغابر : الباقي (لسان العرب : ج ۵ ص ۳).

2.كمال الدين : ص ۱۶۶ ح ۲۲ عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۱۸۳ ح ۸ وراجع : مروج الذهب : ج ۱ ص ۶۹ .

3.في بحار الأنوار : «المثرم بن رعيب» .

4.الفضائل : ص ۴۹ عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۱۰۰ ح ۳۳ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 283114
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي