37
حكم النّبي الأعظم ج1

يبتلى الناس بمن يقودهم إلى «سراب» الحيرة والضلال ، نظرا إلى أنّ فطرتهم متعطّشة لـ «ماء الحياة» . ولذلك ونظرا إلى بعض الادّعاءات الواهية حول هذا النوع من الأحاديث ، فقد أوردنا بعد ذكرها بحثا حول هذه الروايات ، مداره حول الإمام الذي يجب أن يبحث الإنسان عنه وما هي خصائصه .
وأدرجنا بعد كلّ ذلك ، أحاديث عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله تدلّ على أنّ الإمام يجب أن يكون معيّنا من قِبَل اللّه ، وما هي الخصوصيات والخصال التي يجب أن يتحلّى بها ، وأن يكون منزَّها عن الصفات القبيحة والأرجاس والأهواء والصفات الذميمة ، وأن ينشر العدالة ، ويعيش في الناس بالمحبّة والرحمة والصفاء عندما يمسك بزمام الاُمور . وهكذا، يتناول الفصل السابع من هذا القسم بالبيان والتفصيل مسؤوليات الإمام تحت عنوان «واجبات الإمام» . ومن الواضح أنّ الإمام الذي تمّ تعيينه في المجتمع لتحقيق التعاليم الإلهيّة إن لم يواكب الاُمّة وينسجم معها ، فسوف لا يكون كفوءاً ، وسوف لايكون لصوته صدى .
وعلى هذا ، فإنّ الإمام الذي يتمتّع بهذه الخصائص له حقوق على الاُمّة ، ذُكرت في الفصل الثامن بعناوين مثل : الطاعة ، التضحية ، التكريم ، الإجلال ، وغير ذلك . ثمّ جاءت بعد ذلك الأحاديث النبويّة حول عدد الأئمّة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله .
وفي الفصل التاسع ذُكرت الروايات المختلفة والتعبيرات المتفاوتة التي وصلتنا حول الأئمّة بطرق مختلفة، مثل : «اثنا عشر أميرا» ، «إماما» ، «وصيّا» ، وخُتم هذا الفصل ببحث حول الأحاديث النبويّة بشأن عدد الأئمّة عليهم السلام ، من حيث السند والمضمون وفقه الحديث ، مع تقرير الآراء المختلفة ، الأسئلة المرتبطة بوجهة النظر المقبولة والإجابة على الأسئلة .
وحينئذٍ ، أوردنا بحث «حديث الثقلين» برواية مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، وكذلك مدرسة الخلفاء ، مع تقرير طريف عن الأمكنة التي بيَّن فيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله حديث الثقلين ، مع تحليل لمعنى «العترة» في هذا الحديث .


حكم النّبي الأعظم ج1
36

وتعتبر الإمامة أهمّ المواضيع التي واجهتها الاُمّة الإسلامية وأكثرها حساسية وخلقا للأدوار . يقول الشهرستاني :
ما سُلّ سيف في الإسلام على قاعدة دين بمثل ما سُلّ على الإمامة في كلّ زمان . ۱
وحقّا فإنّ هذه حقيقة مرّة ، وفي الحقيقة فإنّ القيادة والإمامة أهمّ قضية ابتليت بها المجتمعات البشرية دوما . كما كانت قضية الإمامة أهمّ قضية واجهتها الاُمّة الإسلامية بعد النبيّ صلى الله عليه و آله . وقد حدّد النبيّ صلى الله عليه و آله مبدأ الإمامة ومكانتها السامية في الفكر الإسلامي من جهة ، وعيّن من جهة اُخرى الإمام الذي يجب أن يتبوّأ هذا المنصب ويحقّق حقّ الخلافة وخلافة الحقّ على الأرض .
وقد انتظم هذا القسم في بابين .

الباب الأوّل : الإمامة والقيادة

يختصّ الباب الأوّل من هذا القسم بـ «الإمامة والقيادة» في أحد وعشرين فصلاً . وقد دار الحديث في الفصل الأوّل عن ضرورة استمرار الإمامة والهداية بعد النبيّ صلى الله عليه و آله ، وتحدّثنا بعد ذلك عن مكانة الإمامة وحكمة الإمامة والمعرفة العميقة والدقيقة للإمام ، وذكرنا في هذا القسم روايات مثيرة حول أنّ المؤمن يجب أن يعرف إمامه ، حيث حذّرت من أن لا يعرف الإنسان إمامه ويواصل حياته دون معرفته ويرحل عنها :
مَن ماتَ ولا يَعرِفُ إمامَهُ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً .۲
والهدف في ذلك كلّه هو أن تعرف الاُمّة أنّه ينبغي أن تسلّم قياد حياتها للشخص الذي يتمتّع بصلاحية قيادة المجتمع نحو ينابيع النور ، وهو في الحقيقة تحذير من أن

1.الملل والنحل : ج ۱ ص ۲۴ .

2.راجع : ص ۱۸۶ ح ۲۲۱ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 229374
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي