49
حكم النّبي الأعظم ج1

بلفت الأنظار إلى دور الاقتداء في التربية ، وذكر القدوات السامية في تاريخ الإنسان ، القمم الشاهقة للكرامة ، الإيمان ، الصدق والشباب ، بعض الأنبياء (مثل إبراهيم الخليل ونبيّ الإسلام) ، أهل البيت عليهم السلام والعلماء الإلهيّين ، ويتواصل بطرح موضوع جهاد النفس ودوره في تكوين شخصية الإنسان .
وقد ينزلق الإنسان خلال سيره في طريق الحياة وفي مسار بلوغه النقطة النهائية لهذه المرحلة من الحياة والتي ذُكرت سلفا وتعدّ الممهّدة للمرحلة الاُخرى والمكوّنة لها ، فلا يواصل سيره كما ينبغي . وكلّ ذلك من شأنه أن يخفّف عن الإنسان المؤمن من أن يبتلي بالغضب والعذاب الإلهيّين ، وإذا ما حدث ذلك ، فإنّ العبد يعود إلى رشده ليتدارك ما فاته . وبالإضافة إلى ذلك فإنّه يؤدّي إلى أن لا يدور المؤمن حول النواهي منذ البدء خوفا ؛ ممّا ذُكر ، ويمنع نفسه من أن تجمع في مسرح الحياة . وهكذا ، فإنّ الخوف هو أهمّ عوامل كبح جماح النفس البشرية .
وفي الفصل الثالث من هذا الباب أدرجنا الحِكَم النبويّة حول ما جاء ، بعناوين مثل : «مكانة الخوف من اللّه » ، حيث يؤكّد على لزوم الخوف من اللّه وكأنّنا نراه ، وثمرة الخوف من اللّه بعد المزالق هو الانتباه واليقظة ، وبذلك يؤوب العبد ويرتدع عمّا فعله .
وأمّا موضوع الفصل الرابع فهو «التوبة» ، الترغيب في التوبة ، أهمّية التوبة ، وإلى أيّ مرحلة زمنية تُقبل التوبة ، التوبة النصوح ، التأخير والمماطلة في التوبة ، وما إلى ذلك . والإنسان يصل إلى الحياة الهادفة من خلال الرجوع إلى الحقّ وولوجه الطريق الصواب ، والتأمّل فيما يجب أن يفعله ، وإدراك حقيقة أنّ كلّ شيء يحدث في هذه الدنيا ليس عبثا ، فيدفعه ذلك إلى أن يسلك سبيل التقوى ويبادر إلى «الورع» .
وأمّا عنوان الفصل الخامس فهو «التقوى» ، أهمّية التقوى ، وأنّ التقوى هي حصن للإنسان ومفتاح كرامته ، وبيان الموضوع القيّم المتمثّل في معرفة معنى «حقّ


حكم النّبي الأعظم ج1
48

المرحلة ، ثمّ أدرجنا بحثا حول الأساليب المختلفة لتربية الطفل ، ثمّ «اُسلوب الإسلام التربوي» ، وكلمة حول «التربية الجنسيّة» للطفل مع ذكر الحِكَم النبويّة في هذا المجال ، بعد تحليل في مجال ترسيخ «العفّة الجنسيّة» في الإنسان . وذكرنا بعد ذلك الأحاديث التي تحثّ على الرفق بالأطفال ودور الوفاء بالوعد في تربية الأطفال ، وسلّطنا الضوء على قيمة «اللعب» ودوره في تكوين شخصية الطفل . والروايات المتعلّقة بـ «اللعب» كثيرة ، وخاصّة بين روايات النبيّ صلى الله عليه و آله ، ولذلك فقد جاء بعد ذكر الروايات العديدة بحث بعنوان «دور اللعب في نموّ الطفل من منظار علم النفس ...» .
وأحاديث هذا القسم مثيرة للإعجاب بشكلٍ ما ، وتدلّ على ضرورة التربية الدقيقة للاطفال والصبيان ، وقد اهتمّت الأحاديث النبويّة ـ بالإضافة إلى ما ذُكر ـ بواجبات الاطفال تجاه الوالدين وتجاه أترابهما ، ولاشكّ في أنّ على الوالدين أن يسعوا في بيان هذه الوظائف للاطفال .

الباب الثالث : تربية الشباب

ذكرنا بعد الأحاديث المتعلّقة بتربية الأطفال والصبيان الحِكَم النبويّة المرتبطة بـ «تربية الشباب» ، مع التأكيد على أنّ فرصة الشباب هي ربيع عمر الانسان ، حيث يكون الإنسان منعما بالطاقة والقدرة والإمكانيات ، وأنّ على مربّي المجتمع أن يلتفتوا إليها . وقد قدّمنا في فصول هذا الباب الاُخرى مواضيع حول الشباب ومرحلة تكوين الشخصية ، دور الشباب في التعليم والتعلّم ، شباب القادة الإلهيّين ، الأنبياء ، والأولياء عند الاضطلاع بمسؤولية الهداية ، والمكانة السامية للعبادة في فترة الشباب .

الباب الرابع : عوامل البناء الذاتي

يدور الحديث في الباب الرابع من هذا القسم عن «تكوين شخصية الإنسان» ، ويبدأ

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 233197
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي