487
حكم النّبي الأعظم ج1

بين حاجات الإنسان الغذائية وبين سعيه وجهده الطبيعي ، دليل آخر على التوحيد ومعرفة اللّه سبحانه ، قال تعالى :
«هَلْ مِنْ خَــلِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ» ؟! ۱

6 . الزوج

لو فرضنا جدلاً أنّ رجلاً قد خلق عن طريق الصِّدَف المتوالية ، فهل يمكن التصديق بخلق موجود آخر من نفس الجنس باسم المرأة وعن طريق الصدفة أَيضا ، وبعث الطمأنينة في الحياة المشتركة بينهما على أساس العشق والمحبة لأجل الحفاظ على النسل؟! أليس هذا البرهان كافيا لِئَن يُثبت أنّ وراء عالم الوجود خالقا حكيما وقادرا ؟ بلى ، قال تعالى :
«وَ مِنْ ءَايَـتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَ جًا لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَايَـتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»۲ .

7 . اللباس

إِنّ وجود مصادر اللباس في الأَرض مثل وجود مصادر الغذاء والماء ، يثبت أنّ العالم وُجِد وفق خطّة حكيمة وحسابات دقيقة لم تخفَ فيها عن النظر الثاقب لموجدها حتّى أَبسط المسائل الجزئية مادامت ضرورية لإدامه الحياة ، إِنه يعلم أنّ الإنسان لا يمتلك المقاومة إِزاء الحرّ والبرد مثل باقي الحيوانات ، فضلاً عن أنّ رعاية شؤون العفّة والحفاظ على القيم الأَخلاقية لا يتيسران بدون وجود اللباس ، من هنا وفّر الخالق للإنسان المصارد التي يحتاج إِليها لأَجل تهيئة اللباس والمسكن ، كما وفّر له المواد اللازمة لصناعة الملابس التي يحتاج إِليها للزينة أو

1.الفاطر : ۳ .

2.الروم : ۲۱ .


حكم النّبي الأعظم ج1
486

القادر على كلّ شيء ، ويعتبر ذلك واحدة من الآيات الإلهية والأَدلة التي لا تقبل الإنكار على وجود اللّه تعالى ، فبناءً على هذه الحقيقة يتوجه أَحيانا باللوم إِلى المنكرين ، قال تعالى :
«كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنتُمْ أَمْوَ تًا فَأَحْيَـكُمْ» . ۱

4 . النوم

النوم هو الأَساس لتجديد القوى المنهكة ورمزٌ للنشاط والحيوية ، وهو يستهلك نحو ثلث عمر الإنسان ، وقد ثبت أن قلّه النوم والأَرَق يؤديان إِلى سلب النشاط والحيوية ، فضلاً عن تلف الأَعصاب وإِنهاك القوى وضعف جهاز التفكّر ، كما أنّ إِدامة الأرق يؤدي إِلى الموت المحقق ، حتّى أنّه قيل :
إِنّه من الممكن بقاء الإنسان حيّا بدون غذاء إِلى ستّة أسابيع ، ولكنه سيموت إِذا لم ينم عشرة أَيام بلياليها . ۲
بناءً على ما تقدّم فإنّ تدبير النوم لحياة الإنسان واحدة من الدلالات التي تشير إِلى معرفة الخالق ـ جل وعلا ـ ، قال تعالى :
«وَ مِنْ ءَايَـتِهِ مَنَامُكُم بِالَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ ابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَأيَـتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ» . ۳

5 . الرزق

إِنّ توفير مصادر التغذية التي يحتاج إِليها الإنسان ، وكلّ الأَحياء الأُخرى والتوفيق

1.البقرة : ۲۸ .

2.دانستنيهاى جهان علم (بالفارسية) : ص ۲۵۰ .

3.الروم : ۲۳ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 229339
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي