4 . الاستعانة باللّه عز و جل
إنّ التعليم الرابع في السلوك إلى اللّه هو التضرّع إلى اللّه ـ جلّ شأنه ـ والاستعانة به ، وللدعاء في إِيصال السالك إلى الهدف طريقيّة وموضوعيّة ، وتعود طريقيّته إلى أنّه مصدر توفيق الإنسان للقيام بسائر برامج السلوك ، أَمّا موضوعيّته فتؤول إلى أنّه لُبُّ العبادة . ۱
بل يمكن أن نقول إِذا تحقّقت شروط الدعاء فإنّه من أَقرب طرق الوصول إلى الهدف ، بل هو نفسه الطريق الأَقرب إلى ذلك ، كما قال تعالى :
«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» . ۲
من هنا ، يعير الأَنبياء وأَولياء اللّه أَهميّة خاصّة للدعاء ومناجاة اللّه سبحانه ، وكانوا يستمدّونه قبل غيرهم . قال الإمام الباقر عليه السلام ـ في تفسير قوله تعالى : «إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَأَوَّ هٌ حَلِيمٌ »۳ ـ :
الأوّاهُ هُوَ الدَّعّاءُ .۴
قال الإمام الصادق عليه السلام في جدّه أَميرالمؤمنين عليه السلام :
كانَ أميرُالمُؤمِنينَ عليه السلام رَجُلاً دَعّاءً .۵
1.كما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «الدعاء مخّ العبادة» (سنن الترمذي : ج ۵ ص ۴۵۶ ح ۳۳۷۱ ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۶۲ ح ۳۱۱۴ ؛ الدعوات : ص ۱۸ ح ۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۰۰) .
2.البقرة : ۱۸۶ .
3.توبة : ۱۱۴ .
4.الكافي : ج ۲ ص ۴۶۶ ح ۱ ، عدّة الداعي : ص ۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۹۹ .
5.الكافي : ج ۲ ص ۴۶۸ ح ۸ ، عدّة الداعي : ص ۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۰۴ ح ۳۹ .