559
حكم النّبي الأعظم ج1

إِحداث الأَشياء وإِنشائها .

الكتاب

« بَدِيعُ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ » . ۱

« بَدِيعُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَـحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَىْ ءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ » . ۲

« وَ هُوَ الَّذِى يَبْدَؤُاْ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِى السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » . ۳

« يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَـعِلِينَ » . ۴

«إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ» . ۵

الحديث

۱۲۲۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ الَّذي كانَ في أَزَلِيَّتِهِ ۶ وَحدانِيّا . . . اِبتَدَأَ مَا ابتَدَعَ ، وأنشَأَ ما خَلَقَ عَلى غَيرِ مِثالٍ كانَ سَبَقَ بِشَيءٍ مِمّا خَلَقَ . ۷

۱۲۲۹.عنه صلى الله عليه و آلهـ فِي الدُّعاءِ ـ: يا بَديعَ البَدائِعِ ومُعيدَها بَعدَ فَنائِها بِقُدرَتِهِ . ۸

1.البقرة : ۱۱۷ .

2.الأنعام : ۱۰۱.

3.الروم : ۲۷.

4.الأنبياء : ۱۰۴.

5.البروج : ۱۲ و ۱۳ .

6.الأَزَلُ : القِدَم (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۲۲) .

7.التوحيد : ص ۴۴ ح ۴ عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۴۵ ح ۱۸ .

8.جمال الاُسبوع : ص ۲۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۲۲۳ ح ۳ .


حكم النّبي الأعظم ج1
558

بناءً على ما تقدّم ، فالبديء والبديع في اللغة هو الذي أَحدث الأَشياء ابتداءً وبلا سابق مثالٍ .

البديء والبديع في القرآن والحديث

وردت مشتقّات مادّة «بدأَ» اثنتي عشرة مرّةً في القرآن الكريم فيما يتعلّق باللّه سبحانه، وورد اسم «البديع» مرّتين بلفظ «بَدِيعُ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ»۱ ، ونسبت الأَحاديث مزيّتين أَساسيتين لهذين الاسمين من أَسماء الجلالة ، إِحداهما كونه «لا مِن شيءٍ» ، والأُخرى كونه «عَلى غَيرِ مِثالٍ» . على سبيل المثال : «اِبتَدَأَ الأَشياءَ لا مِن شَيءٍ»۲ ؛ «اِبتَدَأتَ الخَلقَ لا مِن شَيءٍ كانَ مِن أصلٍ يُضافُ إلَيهِ فِعلُكَ»۳ ؛ «المُبتَدِع لِلأَشياءِ مِن غَيرِ شَيءٍ»۴ ؛ «اِبتَدَعَ الخَلقَ عَلى غَيرِ مِثالٍ امتَثَلَهُ» .۵
وحريّ بالقول في توضيح هاتين المزيّتين أنّ المعنى اللغوي للبديء والبديع افتتاح الشيء ، والإنشاء والإحداث الابتدائيّ بلا سابقة ، وسابقة الشيء وعدم ابتدائيّته إِمّا من جهة المادّة ، أَو من جهة الصورة .
بعبارة أُخرى: وجود سابقة للشيء إِمّا يتمثّل في أَنّ المادّة الأَوّليّة لذلك الشيء كانت موجودة سابقا وأَنشأَ الصانع الشيء منها ، أَو يتمثّل في وجود صورة الشيء من قبل ، وهذان النوعان من السابقة يلاحظان بوضوح في عمل الخيّاط الذي يقصّ القماش على أَساس عيّنةٍ موجودة سابقا ويخيطه فيصير لباسا كان قد صُوِّر في تلك العيّنة ۶ ، في حين نفت الأَحاديث كلا النوعين من السابقة للّه في

1.البقرة : ۱۱۷ .

2.راجع : علل الشرائع : ص ۴۹۰ ح ۱ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۲۲۳ ، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۲۴۷ ح ۳۶ .

3.راجع : المزار الكبير : ص ۱۰۰ .

4.راجع : بحارالأنوار : ج ۹۳ ص ۹۱ .

5.راجع : نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ ، التوحيد : ص ۵۰ ح ۱۳ ، بحارالأنوار : ج ۴ ص ۲۷۵ ح ۱۶ .

6.راجع : ص ۵۵۰ هامش رقم ۶ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 229501
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي