575
حكم النّبي الأعظم ج1

1 . ذهبت بعض الأَحاديث إِلى أَنّ صفة الحافظ هي للّه وحدَه: «لا حافظ إِلّا أَنت» . ۱ وفي تبرير هذا الأَمر نقطتان جديرتان بالاهتمام :
الأُولى: إِنّ حدوث المخلوقات وبقاءها يتحقّقان باللّه سبحانه ، ولو لم يتعلّق فيضه وإِرادته بالكائنات لحظة واحدة ، لفنيت ، بناءً على ذلك فالحافظ الحقيقيّ والمطلق لجميع الموجودات هو اللّه وحده ، والثانية : إِذا وُجد كمال الحفظ في الموجودات فهو كغيره من الكمالات يترشّح من اللّه تعالى ويعود إِليه .
2 . إِنّ صفة الحافظ للّه تعالى في الآيات والأَحاديث تأَتي تارةً بمعنى الحفظ من الفناء في الخارج :
«وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَـؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ» . ۲
وتارةً أَخرى بمعنى حفظ الشيء في العلم: «سُبحانَ مَن هُوَ حافِظٌ لا يَنسى» . ۳
وكما جاء في المعنى اللغويّ فإنّ الحفظ في الأَصل يعني «مراعاة الشيء ومنعه من الضياع والتلف» ، ويلاحظ هذا الحفظ أَحيانا وجوديّا وخارجيّا ، وأَحيانا معرفيّا وعلميّا ، وهما ملحوظان في اللغة ، وفي الآيات والأَحاديث على حدّ سواء .

الكتاب

«اللَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِى السَّمَـوَ تِ وَمَا فِى الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىْ ءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَـؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ» . ۴

«وَ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَ مَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ» . ۵

1.راجع : مهج الدعوات : ص ۱۰۰ ، بحارالأنوار : ج ۹۴ ص ۲۱۸ ح ۱۷ .

2.البقرة : ۲۵۵ .

3.راجع : الدعوات : ص ۹۲ ح ۲۲۸ ، بحارالأنوار : ج ۹۴ ص ۲۰۶ ح ۳ .

4.البقرة : ۲۵۵ .

5.الشورى : ۶.


حكم النّبي الأعظم ج1
574

الحديث

۱۲۵۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا بَديعَ السَّماواتِ، يا جاعِلَ الظُّلُماتِ، يا راحِمَ العَبَراتِ. ۱

3 / 16

الحافِظُ ، الحَفيظُ

الحافظ والحفيظ لغةً

الحافظ في اللغة اسم فاعل ، والحفيظ فعيل بمعنى فاعل ، كلاهما من مادّة «حفظ» ، وهو يدلّ على مراعاة الشيء ومنعه من الضياع والتلف . ۲
قال ابن منظور: الحفيظ من صفات اللّه عز و جل: لا يعزب عن حفظه الأَشياء كلّها مثقال ذرّة في السَّماوات والأَرض ، وقد حفظ على خلقه وعباده ما يعملون من خيرٍ أَو شرّ ، وقد حفظ السَّماوات والأَرض بقدرته ولا يؤودُه حفظهما وهو العليّ العظيم.
و قال : الحفظ نقيض النسيان ۳ ، وهو أَيضا منع الشيء من الضياع في العلم والذكر .

الحافظ والحفيظ في القرآن والحديث

ورد اسم «الحافظ» و«الحفيظ» خمس مرّات في القرآن الكريم ، ۴ وقد ذكرت الآيات والأَحاديث خصائص متنوّعة للحافظ والحفيظ كاسمين من أَسماء اللّه تعالى ، أَهمّها اثنتان هما:

1.المصباح للكفعمي : ص ۳۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۸۷ .

2.معجم مقاييس اللغة : ج ۲ ص ۸۷ ، المصباح المنير : ص ۱۴۲ .

3.لسان العرب : ج ۷ ص ۴۴۱ .

4.يوسف : ۶۴ ، هود : ۵۷ ، سبأ : ۲۱ ، الشورى : ۶ ، الحجر : ۹ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 233116
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي