651
حكم النّبي الأعظم ج1

سبحانه لوازم قرب المخلوقات بعضها إِلى البعض الآخر . بناءً على هذا ، في الوقت الذي لا ينسجم قرب المخلوقات بعضها من بعض مع بعدها وتعالي أَحدها على الآخر ، وكذلك ما يستلزمه قرب المخلوقات من الالتصاق والملابسة ، فإنّ قرب اللّه هو في عين بُعده ومصحوب بالتعالي وبلا التصاق وملابسة ومداناة .
والنقطة المهمّة في صفة «القريب» هي أَنّ القرب صنفان:
صنف تكوينيّ : من جهة أَنّ قربه سبحانه من الموجودات الأُخرى لا يتفاوت ، وأَنّه قريب منها بقياس واحد ، وقد جاء في الأَحاديث :
اِستَوى في كُلِّ شَيءٍ فَلَيسَ شَيءٌ أَقرَبَ إِلَيهِ مِن شَيءٍ .۱
وصنف تشريعيّ معنويّ : ومن هذه الجهة هو سبحانه أَقرب إِلى المؤمنين من الملحدين ، والعباد ، بمقدار الإيمان والأَعمال يتقرّبون إِلى اللّه تعالى .

الكتاب

«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» . ۲

الحديث

۱۳۶۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ فِي الدُّعاءِ ـ: يا عالي ؛ القَريبُ في عُلُوِّهِ وَارتِفاعِهِ ودَوامِهِ . ۳

۱۳۶۳.عنه صلى الله عليه و آلهـ أَيضاً ـ: يا قَريبُ ؛ المُجيبُ المُتَداني دونَ كُلِّ شَيءٍ ، يا عالي ؛ الشّامِخُ فِي السَّماءِ فَوقَ كُلِّ شَيءٍ عُلُوُّهُ وَارتِفاعُهُ . ۴

1.راجع : الكافي : ج ۱ ص ۱۲۸ ح ۸ ، التوحيد : ص ۳۱۵ ح ۲ .

2.البقرة : ۱۸۶ وراجع : هود: ۶۱ .

3.جمال الاُسبوع : ص ۲۲۱ عن وهب بن منبه والحسن البصري والإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۵۸ ح ۱۴ .

4.جمال الاُسبوع : ص ۲۲۲ عن وهب بن منبه والحسن البصري والإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۵۸ ح ۱۴ .


حكم النّبي الأعظم ج1
650

۱۳۶۱.عنه صلى الله عليه و آله :كانَ اللّهُ ولَيسَ شَيءٌ غَيرَهُ . ۱

3 / 51

القَريبُ

القريب لغةً

«القريب» فعيل بمعنى فاعل ، مشتقّ من مادّة «قرب» وهو يدلّ على خلاف البُعد . ۲

القريب في القرآن والحديث

وردت مشتقّات مادّة «قرب» منسوبة إلى اللّه خمس مرّات في القرآن الكريم ، فقد جاءت صفة القريب مع صفة «المجيب» مرّةً واحدةً ۳ ، ومع صفة «السميع» مرّة واحدةً أَيضا ۴ ، ووحدها كذلك ۵ . كما عُدَّ النصر الإلهيّ قريبا، مرّةً واحدةً ، وكذا الرحمة الإلهيّة . ۶
لقد أَكّد القرآن والأَحاديث قرب اللّه إِلى الموجودات في العالم بخاصّة الإنسان ، بل قال سبحانه في الإنسان: «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» . ۷
ونطقت الأَحاديث بتفاوت قرب اللّه وقرب الكائنات الأُخرى ، ونفت عن اللّه

1.صحيح ابن حبّان : ج ۱۴ ص ۷ ح ۶۱۴۰ عن عمران بن حصين .

2.معجم مقاييس اللغة : ج ۵ ص ۸۰ .

3.هود : ۶۱ .

4.سبأ : ۵۰ .

5.البقرة : ۱۸۶ .

6.البقرة : ۲۱۴ ، الأعراف : ۵۶ .

7.ق : ۱۶ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 233110
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي