ذَكَرتَ مَا اختَلَفَ فِيهِ مَوَالِيَّ ، فَإِذَا كَانَتِ الوَصِيَّةُ وَالكِبَرُ فَلا رَيبَ .
وَمَن جَلَسَ بِمَجَالِسِ الحُكمِ فَهُوَ أَولَى بِالحُكمِ ، أَحسِن رِعَايَةَ مَنِ استَرعَيتَ ، فَإِيَّاكَ وَالإِذَاعَةَ وَطَلَبَ الرِّئَاسَةِ ، فَإِنَّهُمَا تَدعُوَانِ إِلَى الهَلَكَةِ .
ذَكَرتَ شُخُوصَكَ إِلَى فَارِسَ فَاشخَص (عَافَاكَ اللّهُ) خَارَ اللّهُ لَكَ ، وَتَدخُلُ مِصرَإِن شَاءَ اللّهُ آمِناً ، وَاقرأ مَن تَثِقُ بِهِ مِن مَوَالِيَّ السَّلامَ ، وَمُرهُم بِتَقوَى اللّهِ العَظِيمِ ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، وَأَعلِمهُم أَنَّ المُذِيعَ عَلَينَا (سرّنا) حَربٌ لَنَا .
۰.قال : فلمّا قرأتُ : « وَتَدخُلُ مِصرَ » لم أعرف له معنىً ، وقدمت بغداد وعزيمتي الخروج إلى فارس ، فلم يتهيّأ لي الخروج إلى فارس ، وخرجت إلى مصر فعرفت أنّ الإمام عرف أنّي لا أخرج إلى فارس .۱
وفي تحف العقول : وكتب إليه بعض شيعته يعرّفُه اختلاف الشيعة ، فكتب عليه السلام :إِنَّمَا خَاطَبَ اللّهُ العَاقِلَ ، وَالنَّاسُ فِيَّ عَلَى طَبَقَاتٍ : المُستَبصِرُ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، مُتَمَسِّكٌ بِالحَقِّ ، مُتَعَلِّقٌ بِفَرعِ الأَصلِ ، غَيرُ شَاكٍّ وَلا مُرتَابٍ ، لا يَجِدُ عَنِّي مَلجَأً .
وَطَبَقَةٌ لَم تَأخُذِ الحَقَّ مِن أَهلِهِ ، فَهُم كَرَاكِبِ البَحرِ ، يَمُوجُ عِندَ مَوجِهِ وَيَسكُنُ عِندَ سُكُونِهِ .
وَطَبَقَةٌ استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشَّيطانُ ، شَأنُهُمُ الرَّدُّ عَلَى أَهلِ الحَقِّ وَدَفعُ الحَقِّ بِالبَاطِلِ حَسَداً مِن عِندِ أَنفُسِهِم .
فَدَع مَن ذَهَبَ يَمِيناً وَشِمَالاً ، فَإِنَّ الرَّاعِيَ إِذَا أَرَادَ أَن يَجمَعَ غَنَمَهُ جَمَعَهَا بِأَهوَنِ سَعيٍ .