171
مكاتيب الأئمّة ج6

فقال : قد رضيت ، فأتى أبا الحسن العسكريّ عليه السلام فسأله عن ذلك ، فقال أبو الحسن عليه السلام : قُل لَه :يَتَصَدَّقُ بِثَمَانِينَ دِرهَماً .
فرجع إلى المتوكّل فأخبره ، فقال : سله ما العلّة في ذلك ؟ فسأله فقال :
إنَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ» 1 . فعددنا مواطن رسول اللّه صلى الله عليه و آله فبلغت ثمانين موطناً .
فرجع إليه فأخبره ، ففرح وأعطاه عشرة آلاف درهم . 2

باب الأطعمة والأشربة

207

كتابه عليه السلام إلى نصر بن محمّد

في أكل لحم الحُمُر الوحشيّة

۰.سهل بن زياد عن نصر بن محمّد۳، قال : كتبتُ إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن لحوم حُمُر الوحش ؟ فكتب عليه السلام :يَجُوزُ أَكلُهُ لِوَحشَتِهِ ، وتَركُهُ عِندِي أَفضَلُ . ۴

1.التوبة :۲۵ .

2.الاحتجاج : ج۲ ص۴۵۳ .

3.نصر بن محمّد الهمدانيّ : ثقة كان من أصحاب الهادي عليه السلام ( راجع : رجال الطوسي : ۳۹۳ الرقم ۵۷۹۴ ، الخلاصة : ص۱۷۴ نقلاً عنه ، رجال ابن داوود : ص ۳۶۰ ) . أثبته البرقي النصر بن محمّد الهمدانيّ في عداد أصحاب مولانا الهادي عليه السلام أيضا من دون توثيق ، وفي الطبع الموجود ثبت « النضر » بدل « النصر » ( راجع : رجال البرقي : ص۶۹ ) . عدّه ابن شهر آشوب في المناقب من ثقات أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام ( المناقب لابن شهرآشوب : ج۴ ص۴۰۲ ) .

4.الكافي : ج۶ ص۳۱۳ ح۱ ، وسائل الشيعة : ج۲۵ ص۵۰ ح۳۱۱۴۳ ، بحار الأنوار : ج۶۲ ص۱۷۹.


مكاتيب الأئمّة ج6
170

206

كتابه عليه السلام إلى المتوكّل

فيمن نذر الصدقة بمالٍ كثير

۰.يوسف بن السخت قال : اشتكى المتوكّل شكاةً شديدة ، فنذر للّه إن شفاه اللّه يتصدّق بمالٍ كثير ، فعوفي من علّته ، فسأل أصحابه عن ذلك ، فأعلموه أنّ أباه تصدّق بثمانمئة ألف ألف درهم ، وإن أراه تصدّق بخمسة ألف ألف درهم ، فاستكثر ذلك ، فقال أبو يحيى بن أبي منصور المنجّم : لو كتبت إلى ابن عمّك ـ يعني أبا الحسن عليه السلام ـ . فأمر أن يُكتب له فيسأله ، فكتب إليه ، فكتب أبو الحسن عليه السلام :تَصَدَّقَ بِثَمَانِينَ دِرهَمَا .
فقالوا : هذا غلط ، سلوه من أين ؟ قال :
هَذَا مِن كِتَابِ اللّهِ ، قَالَ اللّهُ لِرَسُولِهِ : «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ»۱ ، وَالمَوَاطِنُ الَّتِي نَصَرَ اللّهُ رَسُولَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ السَّلامُ فِيهَا ثَمانُونَ مَوطِناً ، فَثَمَانِينَ دِرهَماً مِن حِلِّهِ مَالٌ كَثِيرٌ . ۲

0.وفي الاحتجاج : عن أبي عبد اللّه الزياديّ قال : لمّا سُمّ المتوكّل ، نذر للّه إنّ رزقه اللّه العافية أن يتصدّق بمالٍ كثير ، فلمّا سلم وعوفي سأل الفقهاء عن حدّ المال الكثير كم يكون؟ فاختلفوا ، فقال بعضهم : ألف درهم ، وقال بعضهم : عشرة آلاف ، وقال بعضهم : مئة ألف ، فاشتبه عليه هذا ، فقال له الحسن حاجبه : إن أتيتك يا أمير المؤمنين من هذا أخبرك بالحقّ والصواب فما لي عندك؟
فقال المتوكّل : إن أتيت بالحقّ فلك عشرة آلاف درهم ، وإلاّ أضربك مئة مقرعة .

1.التوبة :۲۵ .

2.تفسير العيّاشي : ج۲ ص۸۴ ، بحار الأنوار : ج۱۰۱ ص۲۲۷ ح۵۶ ، وسائل الشيعة : ج۲۳ ص۳۰۰ ح۲۹۶۰۹ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 127822
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي