206
كتابه عليه السلام إلى المتوكّل
فيمن نذر الصدقة بمالٍ كثير
۰.يوسف بن السخت قال : اشتكى المتوكّل شكاةً شديدة ، فنذر للّه إن شفاه اللّه يتصدّق بمالٍ كثير ، فعوفي من علّته ، فسأل أصحابه عن ذلك ، فأعلموه أنّ أباه تصدّق بثمانمئة ألف ألف درهم ، وإن أراه تصدّق بخمسة ألف ألف درهم ، فاستكثر ذلك ، فقال أبو يحيى بن أبي منصور المنجّم : لو كتبت إلى ابن عمّك ـ يعني أبا الحسن عليه السلام ـ . فأمر أن يُكتب له فيسأله ، فكتب إليه ، فكتب أبو الحسن عليه السلام :تَصَدَّقَ بِثَمَانِينَ دِرهَمَا .
فقالوا : هذا غلط ، سلوه من أين ؟ قال :
هَذَا مِن كِتَابِ اللّهِ ، قَالَ اللّهُ لِرَسُولِهِ : «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ»۱ ، وَالمَوَاطِنُ الَّتِي نَصَرَ اللّهُ رَسُولَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ السَّلامُ فِيهَا ثَمانُونَ مَوطِناً ، فَثَمَانِينَ دِرهَماً مِن حِلِّهِ مَالٌ كَثِيرٌ . ۲
0.وفي الاحتجاج : عن أبي عبد اللّه الزياديّ قال : لمّا سُمّ المتوكّل ، نذر للّه إنّ رزقه اللّه العافية أن يتصدّق بمالٍ كثير ، فلمّا سلم وعوفي سأل الفقهاء عن حدّ المال الكثير كم يكون؟ فاختلفوا ، فقال بعضهم : ألف درهم ، وقال بعضهم : عشرة آلاف ، وقال بعضهم : مئة ألف ، فاشتبه عليه هذا ، فقال له الحسن حاجبه : إن أتيتك يا أمير المؤمنين من هذا أخبرك بالحقّ والصواب فما لي عندك؟
فقال المتوكّل : إن أتيت بالحقّ فلك عشرة آلاف درهم ، وإلاّ أضربك مئة مقرعة .