237
مكاتيب الأئمّة ج6

وأمير المؤمنين مشتاقٌ إليك يحبّ إحداث العهد بك والنظر إليك ، فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت ، شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك ، على مهلةٍ وطمأنينة ، ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت ، وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرتحلون برحيلك ويسيرون بسيرك ، فالأمر في ذلك إليك ، وقد تقدّمنا إليه بطاعتك ، فاستخر اللّه حتّى توافي أمير المؤمنين ، فما أحدٌ من إخوته وولده وأهل بيته وخاصّته ألطف منه منزلةً ، ولا أحمد لهم أثرة ، ولا هو لهم أنظر وعليهم أشفق وبهم أبرّ وإليهم أسكن منه إليك ، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته .
وكتب إبراهيم بن العبّاس في شهر كذا من سنة ثلاث وأربعين ومئتين .
فلمّا وصل الكتاب إلى أبي الحسن عليه السلام تجهّز للرحيل ، وخرج معه يحيى بن هرثمة ، حتّى وصل إلى سرّ من رأى ، فلمّا وصل إليها تقدّم المتوكّل بأن يحجب عنه في يومه ، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك ، وأقام فيه يومه ، ثمّ تقدّم المتوكّل بإفراد دارٍ له ، فانتقل إليها . . . ۱

257

كتابه عليه السلام إلى بعض شيعته ببغداد

في فتنة الجِدال في القرآن

۰.سعد بن عبد اللّه قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطينيّ ، قال : كتب عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام إلى بعض شيعته ببغداد :بِسمِ اللّهِ الرَحمنِ الرَّحِيم
عَصَمَنَا اللّهُ وَإِيَّاكَ مِنَ الفِتنَةِ ، فَإِن يفعَل فَأَعظِم بِهَا نِعمَةً ، وَإِلَا يَفعَل فَهِيَالهَلَكَةُ ،

1.الإرشاد : ج۲ ص۳۰۹ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۲۰۰ ح۱۲ وراجع : روضة الواعظين : ج۱ ص۲۴۵ ، كشف الغمّة : ج۲ ص۳۸۲ .


مكاتيب الأئمّة ج6
236

وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند مشيّعين لك يرحلون برحيلك ويسيرون بسيرك ، والأمر في ذلك إليك حتّى توافي أمير المؤمنين ، فما أحدٌ من إخوته وولده وأهل بيته وخاصّته ألطف منه منزلةً ولا أحمد له أثرةً ، ولا هو لهم أنظر وعليهم أشفق ، وبهم أبرّ وإليهم أسكن منه إليك إن شاء اللّه تعالى ، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته .
وكتب إبراهيم بن العبّاس ، وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم . ۱
في الإرشاد : وكان سبب شخوص أبي الحسن عليه السلام إلى سرّ من رأى أنّ عبد اللّه بن محمّد كان يتولّى الحرب والصلاة في مدينة الرسول صلى الله عليه و آله ، فسعى بأبي الحسن عليه السلام إلى المتوكّل ، وكان يقصده بالأذى ، وبلغ أبا الحسن سعايته به ، فكتب إلى المتوكّل يذكر تحامل عبد اللّه بن محمّد ويكذّبه فيما سعى به ، فتقدّم المتوكّل بإجابته عن كتابه ، ودعائه فيه إلى حضور العسكر على جميلٍ من الفعل والقول ، فخرجت نسخة الكتاب وهي :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
أمّا بعد ، فإنّ أمير المؤمنين عارفٌ بقدرك ، راع لقرابتك ، موجبٌ لحقّك ، مؤثرٌ من الاُمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح اللّه به حالك وحالهم ، ويُثبت به عزّك وعزّهم ، ويدخل الأمن عليك وعليهم ، يبتغي بذلك رضى ربّه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم ، وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد اللّه بن محمّد عمّا كان يتولّاه من الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه و آله ، إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقّك واستخفافه بقدرك ، وعند ما قرفك به ونسبك إليه من الأمر الّذي علم أمير المؤمنين براءتك منه ، وصدق نيّتك في برّك وقولك وأنّك لم تؤهّل نفسك لما قرفت بطلبه ، وقد ولّى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمّد بن الفضل ، وأمره بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك ، والتقرّب إلى اللّه وإلى أمير المؤمنين بذلك .

1.الكافي : ج۱ ص۵۰۱ ح۷.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 114227
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي