249
مكاتيب الأئمّة ج6

( عليّ بن محمّد ) عليه السلام يوماً فقلت : يا سيّدي ، إنّ هذا الرجل قد أطرحني وقطع رزقي وملّلني ، وما أتّهمُ في ذلك إلّا علمه بملازمتي لك ، فإذا سألته شيئاً منه يلزمه القبول منك ، فينبغي أن تتفضّل عليّ بمسألته . فقال :تُكفَى إِن شَاءَ اللّهُ .
فلمّا كان في الليل طرقني رُسل المتوكّل ، رسولٌ يتلو رسولاً ، فجئت والفتح على الباب قائم فقال : يا رجل ، ما تأوي في منزلك بالليل ، كدّني هذا الرجل ممّا يطلبك .
فدخلت وإذا المتوكّل جالس على فراشه ، فقال : يا أبا موسى ، نشغل عنك وتُنسينا نفسك ، أيّ شيء لك عندي ؟
فقلت : الصلة الفلانيّة ، والرزق الفلانيّ ، وذكرت أشياء ، فأمر لي بها وبضعفها .
فقلت للفتح : وافَى عليُّ بن محمّد إلى هاهنا ؟
فقال : لا .
فقلت : كتب رقعة ؟
فقال : لا .
فولّيت منصرفاً فتبعني ، فقال لي : لست أشكّ أنّك سألته دعاءً لك ، فالتمس لي منه دعاء !
فلمّا دخلت إليه عليه السلام قال لي :
يا أَبَا مُوسَى ، هَذَا وَجهُ الرِّضَا .
فقلت : ببركتك يا سيّدي ، ولكن قالوا لي : إنّك ما مضيت إليه ولا سألته . فقال :
إِنَّ اللّهَ تَعَالَى عَلِم مِنَّا أَنَّا لا نَلجَأُ فِي المُهِمَّاتِ إِلَا إِلَيهِ ، وَلا نَتَوَكَّلُ فِي المُلِمَّاتِ إِلَا عَلَيهِ ، وَعَوَّدنَا إِذَا سَأَلنَا الإِجَابَةَ ، وَنَخَافُ أَن نَعدِلَ فَيَعدِلَ بِنَا .
قلت : إنّ الفتح قال لي كيت وكيت ! قال :
إِنُّهُ يُوَالِينَا بِظَاهِرِهِ ، وَيُجانِبُنَا بِبَاطِنِهِ ، الدُّعَاءُ لِمَن يَدعُو بِهِ ، إِذَا أَخلَصتَ فِي طَاعَةِ اللّهِ ، وَاعتَرفَتَ بِرَسُولِ اللّه صلى الله عليه و آله وَبِحَقِّنَا أَهلَ البَيتِ ، وَسَأَلَت اللّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَيئاً لَم يَحرِمكَ .


مكاتيب الأئمّة ج6
248

266

كتابه عليه السلام إلى عليّ بن جعفر

۰.محمّد بن مسعود قال : قال يوسف بن السخت : كان عليّ بن جعفر وكيلاً لأبي الحسن عليه السلام ، وكان رجلاً من أهل همينيا ، قرية من قرى سواد بغداد ، فسعى به إلى المتوكّل ، فحبسه فطال حبسه ، واحتال من قبل عبيد اللّه بن خاقان بمالٍ ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار ، وكلّمه عبيد اللّه بن خاقان ، فعرض جامعه على المتوكّل ، فقال : يا عبيد اللّه ، لو شككت فيك لقلت أنّك رافضيّ ، هذا وكيل فلان وأنا على قتله .
قال : فتأدّى الخبر إلى عليّ بن جعفر ، فكتب إلى أبي الحسن عليه السلام : يا سيّدي ، اللّه اللّه فيّ ، فقد واللّه خفت أن أرتاب . فوقّع عليه السلام في رقعته :
أَمَّا إِذَا بَلَغَ بِكَ الأَمرُ مَا أَرَى فَسَأَقصُدُ اللّهَ فِيكَ .
وكان هذا في ليلة الجمعة ، فأصبح المتوكّل محموماً فازدادت علّته حتّى صُرخ عليه يوم الاثنين ، فأمر بتخلية كلّ محبوس عرض عليه اسمه ، حتّى ذكر هو عليّ بن جعفر .
فقال لعبيد اللّه : لِمَ لم تعرض عليّ أمره ؟ فقال : لا أعود إلى ذكره أبداً . قال : خلّ سبيله الساعة ، وسله أن يجعلني في حلٍّ . فخلّى سبيله وصار إلى مكّة بأمر أبي الحسن عليه السلام ، فجاور بها ، وبرأ المتوكّل من علّته . ۱

حسن الختام

دعاؤه عليه السلام في الزيارة

0.أبو محمّد الفحّام قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد ( بن عبد اللّه المنصوري ) ، قال : حدّثني عمّ أبي ( موسى عيسى بن أحمد بن عيسى ) ، قال : قصدت الإمام

1.رجال الكشّي : ج۲ ص۸۶۵ الرقم ۱۱۲۹ وراجع : ص۸۶۶ الرقم ۱۱۳۰ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۱۸۳ ح۵۸ نقلاً عنه.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 114266
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي