263
مكاتيب الأئمّة ج6

عليه عليه السلام ، فقال لنا :يَا أَحمَدُ يَا مُحَمَّدُ ، ادخُلَا مِنَ البَابِ الَّذِي بِجَانِبِ الدَّارِ ، فَانظُرَا إِلَى مَا حَمِلتُمَاهِ إِلَينَا عَلَى الإِبِلِ ، فَلَم تَفقِدَا ( فلن نَفقِد ) مِنهُ شَيئَاً .
فدخلنا فإذا نحن بالمتاع كما وعيناه وشددناه لم يتغيّر منه شيء ، ووجدنا فيه الصرّة الحمراء والدنانير بختمها ، وكنّا رددناها على أيّوب .
فقلنا : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، هذه الصرّة أليس قد رددناها على أيّوب ؟ فما نصنع هاهنا ؟ فواسوأتاه من سيّدنا . فصاح بنا من مجلسه :
مَا لَكُمَا سَوأَتكُمَا .
فسمعنا الصوت فأتينا إليه .
فقال : آمَنَ أَيُّوبُ فِي وَقتِ رَدِّ الصُّرَّةِ عَلَيهِ ، فَقَبِلَ اللّهُ إِيمَانَهُ وَقَبِلنَا هَدِّيَتَهُ . فحمدنا اللّه وشكرناه على ذلك . 1

6

كتابه عليه السلام إلى هارون بن مسلم

0.سعد بن عبد اللّه ، عن هارون بن مسلم 2 ، قال : كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام بعد مضيّ أبي

1.. مدينة المعاجز : ج ۷ ص ۶۶۱ ح ۲۶۵۱ نقلاً عن الهداية الكبرى للحضيني : ص ۳۴۲ .

2.. هارون بن مسلم بن سعدان الأنباري : عدّه الشيخ من أصحاب مولانا العسكري عليه السلام قائلاً : كوفيّ تحوّل إلى البصرة ، ثمّ إلى بغداد ومات بها ( رجال الطوسي : ص ۴۰۳ الرقم ۵۹۱۲ ) . وذكره في الفهرست أيضا من غير جرح وتعديل ( الفهرست : ص ۱۷۶ ، الرقم ۷۶۳ ) . قال النجاشي : « وكان قد نزل بسُرِّ مَن رَأى ، يُكنّى : أبا القاسم ، ثقة وجه ، وكان له مذهب في الجبر والتشبيه ، لقي الإمامين الهادي والعسكري عليهماالسلام ، وله مسائل إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام ( رجال النجاشي : ص ۴۳۸ الرقم ۱۱۸۰ ) . أورده العلاّمّة في القسم الأوّل ( خلاصة الأقوال : ص ۲۹۱ الرقم ۵ ) وابن داوود في القسم الثاني ( رجال ابن داوود : ص ۳۸۳ الرقم ۵۴۰ ) ووثّقه المجلسيان ( الوجيزة : ص ۱۶۸ طبع إيران ، تعليقة الوحيد على منهج المقال : ص۳۸۷ ) .


مكاتيب الأئمّة ج6
262

فلمّا أن تعالى النهار ، رأينا قوماً من الشيعة على أشدّ قلق ممّا نحن فيه ، فأخفينا أثر الرسالة ولم نظهره .
فلمّا جنّ علينا الليل جلسنا بلا ضوء حزناً على سيّدنا أبي الحسن عليه السلام ، نبكي ونشتكي إلى اللّه فقده ، فإذا نحن بيدٍ قد دخلت علينا من الباب ، فأضاءت كما يضيء المصباح ، وقائل يقول : يا أحمد يا محمّد ، ( خذا ) هذا التوقيع فاعملا بما فيه . فقمنا على أقدامنا وأخذنا التوقيع فإذا فيه :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ ، مِنَ الحَسَنِ المُستَكِينَ للّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، إِلَى شِيعَتِهِ المَسَاكِينَ .
أَمَّا بَعدُ ، فَالحَمدُ للّهِ عَلَى مَا نَزَلَ بِنَا مِنهُ ، وَنَشكُرُ إِلَيكُم جَمِيلَ الصَّبرِ عَلَيهِ ، وَهُوَ حَسبُنَا فِي أَنفُسِنَا وَفِيكُم وَنِعمَ الوَكِيلِ ، رُدُّوا مَا مَعَكُم لَيسَ هَذَا أَوَانُ وُصُولِهِ إِلَينَا ، فَإِنَّ هَذَا الطَّاغِيَةُ قَد بَثَّ عَسَسَهُ 1 وَحَرَسَهُ حَولَنَا ، وَلَو شِئنَا مَا صَدَّكُم ، وَأَمرُنَا يُرَدَّ عَلَيكُم ، وَمَعَكُمَا صُرَّةٌ فِيهَا سَبعَةُ عَشَرَ دِينَاراً فِي خِرقَةٍ حَمرَاءَ « لِأَيَّوبَ بنِ سُلَيمَانَ الآبِي » ، فَرِدَّاهَا عَلَيهِ ، فَإِنَّهُ مُمتَحَنٌ بِمَا فَعَلَهُ ، وَهُوَ مِمَّن وَقَفَ عَلَى جَدِّي مُوسَى بنِ جَعفَرٍ عليهماالسلام . فَردِّا صُرَّتَهُ عَلَيهِ وَلَا تُخبِرَاهُ .
فرجعنا إلى قمّ وأقمنا بها سبع ليالٍ ، فإذا قد جاءنا أمره :
قَد أَنفذَنَا إِلَيكُمَا إِبِلاً غَيرَ إِبلِكُمَا ، فَاحمِلَا مَا قَبلَكُمَا عَلَيهَا وَخَلَّيَا لَهَا السَّبِيلَ ، فَإنَّها وَاصِلَةٌ إِلَينَا .

0.قالا : وكانت الإبل بغير قائدٍ ولا سائق توقيع بها الشرح ، وهو مثل ذلك التوقيع الّذي أوصلته إلينا بالدسكرة تلك اليد ، فحلمنا لها ما عندنا واستودعناها اللّه وأطلقناها . فلمّا كان من قابل خرجنا نريده عليه السلام ، فلمّا وصلنا إلى سُرَّ مَن رَأى دخلنا

1.. العَسَس : جمع العاس ، الّذين يطوفون باللّيل ويحرسون الناس ويكشفون أهل الريبة ( راجع : لسان العرب : ج۶ ص۱۳۹ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 114336
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي