21
كتابه عليه السلام إلى جماعة
۰.محمّد بن عيّاش۱قال :تذاكرنا آيات الإمام ، فقال ناصبيّ : إن أجاب عن كتابٍ بلا مِداد علمت أنّه حقّ . فكتبنا مسائل وكتب الرجل بلا مِدادٍ على ورقٍ ، وجعل في الكتب وبعثنا إليه ، فأجاب عن مسائلنا ، وكتب على ورقه اسمه واسم أبويه .
فدهش الرجل ، فلمّا أفاق اعتقد الحقّ . ۲
22
كتابه عليه السلام إلى أبي طاهر بن بُلبُل
0.قال أبو جعفر العَمريّ 3 : إنّ أبا طاهر بن بُلبُل 4 حجّ فنظر إلى عليّ بن جعفر
1.. لم نجده في التراجم بهذا العنوان ، لعلّه أحمد بن محمّد بن عيّاش مع سقط « أحمد بن » في العنوان .
2.. المناقب لابن شهر آشوب : ج۴ ص۴۴۰ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۲۸۹ ح۶۲ نقلاً عنه وفيه : « عبّاس » بدل « عيّاش » ، مدينة المعاجز : ج۷ ص۶۵۲ ح۲۶۴۷ .
3.. محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ ، يُكنّى أبا جعفر ، وأبوه يُكنّى أبا عمرو ، وكيلان من جهة مولانا صاحب الزمان ـ عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ـ ، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة ( رجال الطوسي : ص ۳۴۷ الرقم ۶۳۵۱ ) ، وهو أحد القرّاء الأربعة في الغيبة الصغرى رضوان اللّه تعالى عليهم .
ذكره العلّامة في القسم الأوّل قائلاً : « . . . وكان محمّد قد حفر لنفسه قبرا وسوّاه بالساج ، فسُئل عن ذلك فقال : للنّاس أسباب ، ثمّ سُئل بعد ذلك فقال : قد أُمرت أن أجمع أمري ، فمات بعد شهرين من ذلك في جُمادى الاُولى سنة خمس وثلاثمئة ، وقيل : سنة أربع وثلاثمئة ، وكان يتولّى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة ، وقال عند موته أُمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح ، وأوصى إليه ، وأوصى أبو القاسم بن روح إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد السمريّ ، فلمّا حضرت السمريّ الوفاة ، سُئل أن يوصي ، فقال : للّه أمر هو بالغه ، والغيبة الثانية هي الّتي وقعت بعد مضي السمّريّ ( خلاصة الأقوال : ص ۱۴۹ الرقم ۵۷ ) .
روى الشيخ بإسناده عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ قال : خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري ـ قدّس اللّه روحه ـ في التعزية بأبيه ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ وفي فصل من الكتاب : « إنّا للّه وإنّا إليه راجعون تسليما لأمره ورضا بقضائه ، عاش أبوك سعيدا ومات حميدا فرحمه اللّه وألحقه بأوليائه ومواليه عليهم السلام ، فلم يزل مجتهدا في أمرهم ساعيا فيما يقرّ به إلى اللّه عز و جل وإليهم ، نضّر اللّه وجهه وأقاله عثرته » .
وفي فصلٍ آخر : « أجزل اللّه لك الثواب وأحسن لك العزاء ، رُزئت ورُزئنا ، وأوحشك فراقه وأوحشنا ، فسرّه اللّه في منقلبه ، وكان من كمال سعادته أن رزقه اللّه تعالى ولدا مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحّم عليه . وأقول : الحمد للّه ، فإنّ الأنفس طيّبة بمكانك ، وما جعله اللّه عز و جل فيك وعندك ، أعانك اللّه وقوّاك وعضدك ووفّقك ، وكان لك وليّا وحافظا وراعيا وكافيا » ( الغيبة للطوسي : ص ۳۶۱ ، في ذكر السفراء المحمودين في زمان الغيبة ) .
وقبره في شارع باب الكوفة في المواضع الّذي كانت دوره ومنازله فيه . . . ( الغيبة للطوسي : ص ۲۲۲ ) . ومات سنة ۳۰۵ ( الكامل في التاريخ : ج ۸ ص ۱۰۹ ) .
4.. أبو طاهر بن بُلبُل : الظاهر وقوع التصحيف في عنوان «بلبل» بدل «بلال » ؛ لورود هذا الخبر في موضعٍ آخر من الغيبة ، وفيه صرّح به أبو طاهر بن بلال ( الغيبة : ص ۳۵۰ ح ۳۰۸ ) ، وهو محمّد بن عليّ بن بلال المكنّى بأبي طاهر .
عدّه الشيخ تارةً في أصحاب مولانا العسكري قائلاً : « ثقة » ، واُخرى في الكنّى من أصحاب مولانا الهادي عليه السلام قائلاً : « أبو طاهر محمّد ، وأبو الحسن وأبو المتطبّب بنو عليّ بن بلال بن راشتة المتطبّب » . وعدّه البرقي أيضا من أصحاب العسكري عليه السلام ( راجع : رجال الطوسي : ص ۳۹۴ الرقم ۵۸۴ وص ۴۰۱ الرقم ۵۸۸۸ ، رجال البرقي : ص۶۱ ) .
وقال الميرزا في رجاليه : «قال ابن طاووس في ربيع الشيعة : من السفراء الموجودين في الغيبة الصغرى ، والأبواب المعروفين الّذي لا يختلف الإمامية القائلون بإمامة الحسن بن عليّ فيهم : محمّد بن عليّ بن بلال » ( معجم رجال الحديث : ج ۱۷ ص ۳۳۲ الرقم ۱۱۳۰۵ ) . عدّه ابن شهر آشوب من ثقات أبي محمّد العسكري عليه السلام ( المناقب : ج ۴ ص ۴۲۳ ) .
قال السيّد الخوئي في ترجمته : فلا شكّ في أنّ الرجل كان مستقيما ثقة ، وقد روى عنه أبو القاسم الحسين بن روح حال استقامته ، وقال : اختلف أصحابنا في التفويض وغيره ، فمضيت إلى أبي طاهر بن بلال في أيّام استقامته فعرّفته الخلاف ، فقال : أخّرني ، فأخّرته أيّاما فعدت إليه ، فأخرج إليّ حديثا بإسناده إلى أبي عبد اللّه عليه السلام . . . الحديث ( الغيبة للطوسي : ص ۳۸۷ ح ۳۵۱ ) . ويظهر من هذه الرواية ، أنّه كان من الجلالة والعظمة بمرتبة كان يراجعه أبو القاسم الحسين بن روح . . . ومع هذا كلّه ، فقد أخلد إلى الأرض واتّبع هواه وادّعى البابيّة . قال الشيخ : « . . . المذمومين الّذين ادّعوا البابيّة ـ لعنهم اللّه ـ : أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال ، وقصّته معروفة فيما جرى بينه وبين أبي جعفر محمّد بن عثمان العمريّ ـ نضّر اللّه وجهه ـ وتمسّكه بالأموال الّتي كانت عنده للإمام وامتناعه من تسليمها ، وادّعائه أنّه الوكيل حتّى تبرّأت الجماعة منه ولعنوه ، وخرج فيه من صاحب الزمان ما هو معروف» .
وقال أيضا : والمتلخّص من جميع ما ذكرناه أنّ الرجل كان ثقة مستقيما ، وقد ثبت انحرافه وادّعاؤه البابيّة ، ولم يثبت عدم وثاقته ، فهو ثقة فاسد العقيدة ، فلا مانع من العمل برواياته ، بناءً على كفاية الوثاقة في حجّيّة الرواية كما هو الصحيح » ( معجم رجال الحديث : ج ۷ ص ۳۳۲ ـ ۳۳۵ الرقم ۱۱۳۰۵ ) .