عَمَّا يَدِينُ بِهِ أَهلُ التَّفوِيضِ عُلُوَّاً كَبِيرَاً .
لَكِن نَقُولُ : إِنَّ اللّهَ جَلَّ وَعَزَّ خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهِ ، وَمَلَّكَهُم اِستِطَاعَةً تَعَبَّدَهُم بِهَا ، فَأَمَرَهُم وَنَهَاهُم بِمَا أَرَادَ ، فَقَبِلَ مِنهُمُ اتِّباعَ أَمرِهِ ، وَرَضِيَ بِذَلِكَ لَهُم ، وَنَهَاهُم عَن مَعصِيَتِهِ ، وَذَمَّ مَن عَصَاهُ وَعَاقَبَهُ عَلَيهَا ، وَللّهِِ الخِيَرَةُ فِي الأَمرِ وَالنَّهيِ ، يَختارُ مَا يُريدُ وَيَأمُرُ بِهِ ، وَيَنهَى عَمَّا يَكرَهُ وَيُعَاقِبُ عَلَيهِ ، بِالاِستِطَاعَةِ الَّتِي مَلَّكَها عِبادَهُ لِاتِّباعِ أَمرِهِ ، وَ اجتِنابِ مَعَاصِيهِ ؛ لِأَنَّهُ ظَاهِرُ العَدلِ وَالنَّصَفَةِ وَالحِكمَةِ البَالِغَةِ ؛ بَالَغَ الحُجَّةَ بِالإِعذَارِ وَالإِنذَارِ ، وَإلَيهِ الصَّفوَةُ ، يَصطَفِي مِن عِبَادِهِ مَن يَشَاءُ لِتَبلِيغِ رِسَالَتِهِ وَاحتِجَاجِهِ عَلَى عِبَادِهِ ، اصطَفَى مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله وَبَعَثَهُ بِرِسَالاتِهِ إِلَى خَلقِهِ ، فَقَالَ مَن قَالَ مِن كُفَّارِ قَومِهِ حَسَدَاً وَاستِكبَارَاً : «لَوْلَا نُزِّلَ هَـذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ »۱ ، يَعنِي بِذَلِكَ أُمَيَّةَ بنَ أَبِي الصَّلتِ ، وَأَبَا مَسعُودٍ الثَّقَفِيَّ ۲ ، فَأَبطَلَ اللّهُ اختِيارَهُم ، وَلَم