373
مكاتيب الأئمّة ج6

اللّهُمَّ فَإِن كَانَ فِي المُصَابَرَةِ لِحَرَارَةِ المُعَانِ مِنَ الظَّالِمِينَ وَكَيدِ مَن يُشَاهِدُ مِنَ المُبَدِّلِينَ ، رِضىً لَكَ وَمَثُوبَةً مِنكَ ، فَهَب لَنَا مَزِيداً مِنَ التَّأيِيدِ وَعَوناً مِنَ التَّسدِيدِ إِلَى حِينِ نُفُوذِ مَشِيئَتِكَ فِيمَن أَسعَدتَهُ وَأَشقَيتَهُ مِن بَرِيَّتِكَ ، وَامنُن عَلَينَا بِالتَّسلِيمِ لِمَحتُومَاتِ أَقضِيَتِكَ ، وَالتَّجَرُّعِ لِوَارِدَاتِ أَقدَارِكَ ، وَهَب لَنَا مَحَبَّةً لِمَا أَحبَبتَ فِي مُتَقَدِّمٍ وَمُتَأَخِّرٍ وَمُتَعَجِّلٍ وَمُتَأَجِّلٍ ، وَالإِيثَارُ لِمَا اختَرتَ فِي مُستَقرَبٍ وَمُستَبعَدٍ ، وَلا تُخلِنَا اللّهُمَّ مَعَ ذَلِكَ مِن عَوَاطِفِ رَأفَتِكَ وَرَحمَتِكَ وَكِفَايَتِكَ وَحُسنِ كِلاءَتِكَ ، بِمَنِّكَ وَكَرَمِكَ .

ودعا عليه السلام في قنوته :

۰.يَامَن يَعلَمُ هَوَاجِسَ السَّرَائِرِ وَمَكَامِنَ الضَّمَائِرِ وَحَقَائِقَ الخَوَاطِرِ ، يَامَن هُوَ لِكُلِّ غَيبٍ حَاضِرٌ ، وَلِكُلِّ مَنسِيٍّ ذَاكِرٌ وَعَلى كُلِّ شَيءٍ قَادِرٌ وَإِلَى الكُلِّ نَاظِرٌ ، بَعُدَ المَهَلُ وَقَرُبَ الأَجَلُ وَضَعُفَ العَمَلُ وَأَرَابَ ۱ [أَرأَبَ] الأَمَلُ وَآنَ المُنتَقَلُ ، وَأَنتَ يَا اللّهُ الآخِرُ كَمَا أَنتَ الأَوَّلُ ، مُبيدُ [ مُبدِئٌ ] مَا أَنشَأتَ وَمُصَيِّرُهُم إِلَى البِلَى ۲ ، وَمُقَلِّدُهُم أَعمَالَهُم وَمُحَمِّلُهَا ظُهُورَهُم إِلَى وَقتِ نُشُورِهِم مِن بِعثَةِ قُبُورِهِم عِندَ نَفخَةِ الصُّورِ وَانشِقَاقِ السَّمَاءِ بِالنُّورِ وَالخُرُوجِ بِالمَنشَرِ إِلَى سَاحَةِ المَحشَرِ ، لايَرتَدُّ إِلَيهِم أبصارُهُم [طَرفُهُم] وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ ، مُتَرَاطِمِينَ فِي غُمَّةٍ مِمَّا أَسلَفُوا وَمُطَالِبِينَ بِمَا احتَقَبُوا وَمُحَاسَبِينَ هُنَاكَ عَلى مَا ارتَكَبُوا ، الصَّحَائِفُ فِي الأَعنَاقِ مَنشُورَةٌ وَالأَوزَارُ عَلى الظُّهُورِ مَأزُورَةٌ ، لا انفِكَاكَ وَلا مَنَاصَ وَلا مَحِيصَ عَنِ القِصَاصِ ، قَد أَفحَمَتهُمُ الحُجَّةُ وَحَلُّوا فِي حَيرَةِ المَحَجَّةِ هَمسِ [هَمَسُوا ]الضَّجَّةَ مَعدُولٌ بِهِم عَنِ المَحَجَّةِ

1.. الآراب : قطع اللحم والعقل والدين ( تاج العروس : ج۱ ص۲۹۸ ) . وفي الدعاء : اللّهمّ ارأب بينهم ، أي أصلح بينهم ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۲ ) .

2.. بلى ـ بالكسر والقصر ـ وبلاء ـ بالضمّ والمدّ ـ :خلق،فهو بال،وبلى الميت:أفنته الأرض(مجمع البحرين:ج۱ص۲۴۹) .


مكاتيب الأئمّة ج6
372

عَن مَعرِفَتِكَ ، وَالغَائِصِ [ الفَائِضِ ] المَأمُونِ عَن مَكنُونِ سَرِيرَتِكَ بِمَا أَولَيتَهُ مِن نِعَمِكَ وَمَعُونَتِكَ ، وَعَلى مَن بَينَهُمَا مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ .
وَأَسأَلُكَ اللّهُمَّ حَاجَتِيَ الَّتِي بَينِي وَبَينَكَ لا يَعلَمُهَا أَحَدٌ غَيرُكَ ، أَن تَأتِيَ عَلى قَضَائِهَا وَإِمضَائِهَا فِي يُسرٍ مِنكَ [ وَعَافِيَةٍ ] وَشَدِّ أَزرٍ وَحَطِّ وِزرٍ ، يَا مَن لَهُ نُورٌ لا يُطفَأ ، وَظُهُورٌ لَا يَخفَى ، وَأُمُورٌ لا تُكفَى .
اللّهُمَّ إِنِّي دَعَوتُكَ دُعَاءَ مَن عَرَفَكَ وَتَسَبَّلَ [تَبَتَّلَ] إِلَيكَ وَآلَ بِجَمِيعِ بَدَنِهِ إِلَيكَ .
سُبحَانَكَ طَوَتِ الأَبصَارُ فِي صَنعَتِكَ مَدِيدَتَهَا ، وَثَنَتِ الأَلبَابُ عَن كُنهِكَ أَعِنَّتَهَا ، فَأَنتَ المُدرِكُ غَيرُ المُدرَكِ ، وَالمُحِيطُ غَيرُ المُحَاطِ ، وَعِزَّتِكَ لَتَفعَلَنَّ ، وَعِزَّتِكَ لَتَفعَلَنَّ ، وَعِزَّتِكَ لَتَفعَلَنَّ .

قنوت الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام :

۰.اللّهُمَّ إِنَّ عَدُوِّي قَدِ استَسَنَّ فِي غُلوائِهِ ، وَاستَمَرَّ فِي عُدوَانِهِ ، وَأَمِنَ بِمَا شَمِلَهُ مِنَ الحِلمِ عَاقِبَةَ جُرأَتِهِ عَلَيكَ ، وَتَمَرَّدَ فِي مُبَايَنَتِكَ ، وَلَكَ اللّهُمَّ لَحَظَاتُ سَخَطٍ بَياتاً وَهُم نائِمُونَ ، وَنَهَاراً وَهُم غَافِلُونَ ، وَجَهرَةً وَهُم يَلعَبُونَ ، وَبَغتَةً وَهُم سَاهُونَ ، وَأنَّ الخِنَاقَ قَدِ اشتَدَّ وَالوَثَاقَ قَدِ احتَدَّ وَالقُلُوبَ قَد شُجِيَت وَالعُقُولَ قَد تَنَكَّرَت وَالصَّبرَ قَد أَودَى وَكَادَ يَنقَطِعُ حَبَائِلُهُ ، فَإِنَّكَ لَبِالمِرصَادِ مِنَ الظَّالِمِ وَمُشَاهَدَةٍ مِنَ الكَاظِمِ ، لا يَعجِّلُكَ فَوتُ دَركٍ وَلا يُعجِزُكَ احتِجَازُ مُحتَجِزٍ ، وَإِنَّمَا مُهِّلِ [مَهَّلتَهُ ]استِثبَاتاً ، وَحُجَّتُكَ عَلى الأَحوَالِ البَالِغَةِ الدَّامِغَةِ وَبِعُبَيدِكَ [لِعَبدِكَ] ضَعفُ البَشَرِيَّةِ وَعَجزُ الإِنسَانِيَّةِ ، وَلَكَ سُلطَانُ الإِلَهِيَّةِ وَمَلكَةُ البَرِيَّةِ [مَلِكَةُ الرُّبُوبِيَّةِ] وَبَطشَةُ الأَنَاةِ وَعُقُوبَةُ التَّأبِيدِ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 115262
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي