387
مكاتيب الأئمّة ج6

الأَشيَاءِ ، وَأَمَتَّ بِهِ جَمِيعَ الأَحيَاءِ ، وَجَمَعتَ بِهِ كُلَّ مُتَفَرِّقٍ ، وَفَرَّقتَ بِهِ كُلَّ مُجتَمِعٍ ، وَأَتمَمتَ بِهِ الكَلِمَاتِ ، وَرَأَيتَ بِهِ كُبرَى الآيَاتِ ، وَتُبتَ بِهِ عَلى التَّوَّابِينَ ، وَأَخسَرتَ بِهِ عَمَلَ المُفسِدِينَ ، فَجَعَلتَ عَمَلَهُم هَبَاءً مَنثُوراً ، وَتَبَّرتَهُم تَتبِيراً ، أَن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَن تَجعَلَ شِيعَتِي مِنَ الَّذِينَ حُمِّلُوا فَصَدَّقُوا ، وَاستُنطِقُوا فَنَطَقُوا آمِنِينَ مَأمُونِينَ .
اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ لَهُم تَوفِيقَ أَهلِ الهُدَى ، وَأَعمَالَ أَهلِ اليَقِينِ ، وَمُنَاصَحَةَ أَهلِ التَّوبَةِ ، وَعَزمَ أَهلِ الصَّبرِ ، وَتَقِيَّةَ أَهلِ الوَرَعِ ، وَكِتمَانَ الصِّدِّيقِينَ حَتَّى يَخَافُوكَ . اللّهُمَّ مَخَافَةً تَحجُزُهُم عَن مَعَاصِيكَ ، وَحَتَّى يَعمَلُوا بِطَاعَتِكَ لِيَنَالُوا كَرَامَتَكَ ، وَحَتَّى يُنَاصِحُوا لَكَ وَفِيكَ خَوفاً مِنكَ ، وَحَتَّى يُخلِصُوا لَكَ النَّصِيحَةَ فِي التَّوبَةِ حُبّاً لَهُم ، فَتُوجِبَ لَهُم مَحَبَّتَكَ الَّتِي أَوجَبتَهَا لِلتَّوَّابِينَ ، وَحَتَّى يَتَوَكَّلُوا عَلَيكَ فِي أُمُورِهِم كُلِّهَا حُسنَ ظَنٍّ بِكَ ، وَحَتَّى يُفَوِّضُوا إِلَيكَ أُمُورَهُم ثِقَةً بِكَ .
اللّهُمَّ لا تُنَالُ طَاعَتُكَ إلّا بِتَوفِيقِكَ ، وَلا تُنَالُ دَرَجَةٌ مِن دَرَجَاتِ الخَيرِ إلّا بِكَ .
اللّهُمَّ يَا مَالِكَ يَومِ الدِّينِ ، العَالِمَ بِخَفَايَا صُدُورِ العَالَمِينَ ، طَهِّرِ الأَرضَ مِن نَجَسِ أَهلِ الشِّركِ ، وَأَخرِسِ الخَرَّاصِينَ عَن تَقَوُّلِهِم عَلى رَسُولِكَ الإِفكَ . اللّهُمَّ اقصِمِ الجَبَّارِينَ ، وَأَبِرِ المُفتَرِينَ ، وَأَبِدِ الأَفَّاكِينَ ، الَّذِينَ إِذَا تُتلَى عَلَيهِم آيَاتُ الرَّحمَنِ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ، وَأَنجِز لِي وَعدَكَ إِنَّكَ لا تُخلِفُ المِيعادَ ، وَعَجِّل فَرَجَ كُلِّ طَالِبٍ مُرتَادٍ إِنَّكَ لَبِالمِرصَادِ لِلعِبَادِ .
أَعُوذُ بِكَ مِن كُلِّ لَبسٍ مَلبُوسٍ ، وَمِن كُلِّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِكَ مَحبُوسٍ ، وَمِن نَفسٍ تَكفُرُ إِذَا أَصَابَهَا بُؤسٌ ، وَمِن وَاصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعكُوسٌ ، وَمِن طَالِبٍ لِلحَقِّ وَهُوَ عَن صِفَاتِ الحَقِّ مَنكُوسٌ ، وَمِن مُكتَسِبِ إِثمٍ بِإِثمِهِ مَركُوسٌ ، وَمِن وَجهٍ


مكاتيب الأئمّة ج6
386

اللّهُمَّ اكفُفِ العَذَابَ عَنِ المُستَجِيرِينَ ، وَاصبُبهُ عَلى المُغتَرِّينَ .
اللّهُمَّ بَادِر عُصبَةَ الحَقِّ بِالعَونِ ، وَبَادِر أَعوَانَ الظُّلمِ بِالقَصمِ .
اللّهُمَّ أَسعِدنَا بِالشُّكرِ ، وَامنَحنَا النَّصرَ ، وَأَعِذنَا مِن سُوءِ البَدَاءِ وَالعَاقِبَةِ وَالخَتر ۱ .

ودعا عليه السلام في قنوته :

۰.يَا مَن تَفَرَّدَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَتَوَحَّدَ بِالوَحدَانِيَّةِ ، يَا مَن أَضَاءَ بِاسمِهِ النَّهَارُ ، وَأَشرَقَت بِهِ الأَنوَارُ ، وَأَظلَمَ بِأَمرِهِ حِندِسُ ۲ اللَّيلِ ، وَهَطَلَ بِغَيثِهِ وَابِلُ السَّيلِ ، يَا مَن دَعَاهُ المُضطَرُّونَ فَأَجَابَهُم ، وَلَجَأَ إِلَيهِ الخَائِفُونَ فَآمَنَهُم ، وَعَبَدَهُ الطَّائِعُونَ فَشَكَرَهُم ، وَحَمِدَهُ الشَّاكِرُونَ فَأَثَابَهُم ، مَا أَجَلَّ شَأنَكَ ، وَأَعلَى سُلطَانَكَ ، وَأَنفَذَ أَحكَامَكَ .
أَنتَ الخَالِقُ بِغَيرِ تَكَلُّفٍ ، وَالقَاضِي بِغَيرِ تَحَيُّفٍ ، حُجَّتُكَ البَالِغَةُ وَكَلِمَةُ الدَّامِغَةُ ، بِكَ اعتَصَمتُ ، وَتَعَوَّذتُ مِن نَفَثَاتِ العَنَدَةِ وَرَصَدَاتِ المُلحِدَةِ ، الَّذِينَ أَلحَدُوا فِي أَسمَائِكَ ، وَرَصَدُوا بِالمَكَارِهِ لأَولِيَائِكَ ، وَأَعَانُوا عَلى قَتلِ أَنبِيَائِكَ وَأَصفِيَائِكَ ، وَقَصَدُوا لإِطفَاءِ نُورِكَ بِإِذَاعَةِ سِرِّكَ ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ ، وَصَدُّوا عَن آيَاتِكَ ، وَاتَّخَذُوا مِن دُونِكَ وَدُونِ رَسُولِكَ وَدُونِ المُؤمِنِينَ وَلِيجَةً رَغبَةً عَنكَ وَعَبَدُوا طَوَاغِيتَهُم وَجَوَابِيتَهُم بَدَلاً مِنكَ ، فَمَنَنتَ عَلى أَولِيَائِكَ بِعَظِيمِ نَعمَائِكَ ، وَجُدتَ عَلَيهِم بِكَرِيمِ آلائِكَ ، وَأَتمَمتَ لَهُم مَا أَولَيتَهُم بِحُسنِ جَزَائِكَ ، حِفظاً لَهُم مِن مُعَانَدَةِ الرُّسُلِ وَضَلالِ السُّبُلِ ، وَصَدَقَت لَهُم بِالعُهُودِ أَلسِنَةُ الإِجَابَةِ ، وَخَشَعَت لَكَ بِالعُقُودِ قُلُوبُ الإِنَابَةِ .
أَسأَلُكَ اللّهُمَّ بِاسمِكَ الَّذِي خَشَعَت لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ ، وَأَحيَيتَ بِهِ مَوَاتَ

1.. الختر : شبيه بالغدر والخديعة ( لسان العرب : ج ۴ ص ۲۲۹ ) .

2.. الحندس : الظلمة ، وفي الصحاح : الليل الشديد الظلمة ( لسان العرب : ج ۶ ص ۵۸ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 115247
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي