389
مكاتيب الأئمّة ج6

يُلحِفُكَ ۱
[ يُحلِفُكَ ] سَائِلٌ وَإِن أَلَحَّ وَضَرَعَ ، مُلكُكَ لا يَلحَقُهُ [يُخلِقُهُ] التَّنفِيدُ ، وَعِزُّكَ البَاقِي عَلى التَّأبِيدِ ، وَمَا فِي الأَعصَارِ مِن مَشِيئَتِكَ بِمِقدَارٍ ، وَأَنتَ اللّهُ لا إِلَهَ إلّا أَنتَ الرَّؤوفُ الجَبَّارُ .
اللّهُمَّ أَيِّدنَا بِعَونِكَ ، وَاكنُفنَا بِصَونِكَ ، وَأَنِلنَا مَنَالَ المُعتَصِمِينَ بِحَبلِكَ المُستَظِلِّينَ بِظِلِّكَ .

ودعا عليه السلام في قنوته وأمر أهل قم بذلك لمّا شكوا من موسى بن بغي :

۰.الحَمدُ للّهِ شَاكِراً لِنَعمَائِهِ ، وَاستِدعَاءً لِمَزِيدِهِ ، وَاستِخلاصاً لَهُ وَبِهِ دُونَ غَيرِهِ ، وَعِيَاذاً بِهِ مِن كُفرَانِهِ وَالإِلحَادِ فِي عَظَمَتِهِ وَكِبرِيَائِهِ ، حَمدَ مَن يَعلَمُ أَنَّ مَا بِهِ مِن نَعمَائِه فَمِن عِندِ رَبِّهِ ، وَمَا مَسَّهُ مِن عُقُوبَةٍ فَبِسُوءِ جِنَايَةِ يَدِهِ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِهِ وَرَسُولِهِ وَخِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ ، وَذَرِيعَةِ المُؤمِنِينَ إِلَى رَحمَتِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وُلاةِ أَمرِهِ .
اللّهُمَّ إِنَّكَ نَدَبتَ إِلَى فَضلِكَ ، وَأَمَرتَ بِدُعَائِكَ وَضَمِنتَ الإِجَابَةَ لِعِبَادِكَ ، وَلَم تُخَيِّب مَن فَزَعَ إِلَيكَ بِرَغبَةٍ وَقَصَدَ إِلَيكَ بِحَاجَةٍ ، وَلَم تَرجِع يَدٌ طَالِبَةٌ صِفراً مِن عَطَائِكَ وَلا خَائِبَةً مِن نِحَلِ هِبَاتِكَ ، وَأَيُّ رَاحِلٍ رَحَلَ إِلَيكَ فَلَم يَجِدكَ قَرِيباً ، أَو [أَيُّ] وَافِدٍ وَفَدَ عَلَيكَ فَاقتَطَعَتهُ عَوَائِقُ [عَوَائِدُ] الرَّدِّ دُونَكَ ، بَل أَيُّ مُحتَفِرٍ مِن فَضلِكَ لَم يُمهِهِ فَيضُ جُودِكَ ، وَأَيُّ مُستَنبِطٍ لِمَزِيدِكَ أَكدَى دُونَ استِمَاحَةِ سِجَالِ ۲ عَطِيَّتِكَ .
اللّهُمَّ وَقَد قَصَدتُ إِلَيكَ بِرَغبَتِي ، وَقَرَعَت بَابَ فَضلِكَ يَدُ مَسأَلَتِي ، وَنَاجَاكَ بِخُشُوعِ الاستِكَانَةِ قَلبِي ، وَوَجَدتُكَ خَيرَ شَفِيعٍ لِي إِلَيكَ ، وَقَد عَلِمتَ مَا يَحدُثُ مِن

1.. ألحف في المسألة يلحف إلحافاً : إذا ألحّ فيها ولزمها ( النهاية: ج ۴ ص ۲۳۷ ) .

2.. السجال : جمع سجل ، وهي الدلو المملوءة ( لسان العرب : ج ۲ ص ۱۸۵ ) .


مكاتيب الأئمّة ج6
388

عِندَ تَتَابُعِ النِّعَمِ عَلَيهِ عَبُوسٌ ، أَعُوذُ بِكَ مِن ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَمِن نَظِيرِهِ وَأَشكَالِهِ وَأشباهِه وَأَمثَالِهِ ، إِنَّكَ عليٌّ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .

قنوت مولانا الوفي الحسن بن عليّ العسكريّ عليه السلام :

۰.يَا مَن غَشِيَ نُورُهُ الظُّلُمَاتِ ، يَامَن أَضَاءَت بِقُدسِهِ الفِجَاجُ المُتَوَعِّرَاتُ ، يَامَن خَشَعَ لَهُ أَهلُ الأَرضِ وَالسَّمَاوَاتِ ، يَامَن بَخَعَ ۱ لَهُ بِالطَّاعَةِ كُلُّ مُتَجَبِّرٍ عَاتٍ ، يَاعَالِمَ الضَّمَائِرِ المُستَخفِيَاتِ ، وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمَةً وَعِلماً ، فَاغفِر لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ، وَقِهِم عَذابَ الجَحِيمِ ، وَعَاجِلهُم بِنَصرِكَ الَّذِي وَعَدتَهُم إِنَّكَ لا تُخلِفُ المِيعادَ ، وَعَجِّلِ اللّهُمَّ اجتِيَاحَ ۲ ، أَهلِ الكَيدِ ، وَآوِهِم [أَوِّبهُم] إِلَى شَرِّ دَارٍ فِي أَعظَمِ نَكَالٍ وَأَقبَحِ مَثَابٍ .
اللّهُمَّ إِنَّكَ حَاضِرُ أَسرَارِ خَلقِكَ وَعَالِمٌ بِضَمَائِرِهِم ، وَمُستَغنٍ لَولا النَّدبُ بِاللَّجَاَ إِلَى تَنَجُّزِ مَا وَعَدتَ اللاّجِينَ عَن كَشفِ مَكَامِنِهِم ، وَقَد تَعلَمُ يَا رَبِّ مَا أُسِرُّهُ وَأُبدِيهِ ، وَأَنشُرُهُ وَأَطوِيهِ ، وَأُظهِرُهُ وَأُخفِيهِ عَلى مُتَصَرِّفَاتِ أَوقَاتِي ، وَأَصنَافِ حَرَكَاتِي مِن جَمِيعِ حَاجَاتِي ، وَقَد تَرَى يَا رَبِّ مَا قَد تَرَاطَمَ فِيهِ أَهلُ وَلايَتِكَ ، وَاستَمَرَّ عَلَيهِم مِن أَعدَائِكَ ، غَيرَ ظَنِينٍ فِي كَرَمٍ ، وَلا ضَنِينٍ بِنِعَمٍ ، لَكِنَّ الجُهدَ يَبعَثُ عَلى الاستِزَادَةِ ، وَمَا أَمَرتَ بِهِ مِنَ الدُّعَاءِ إِذَا أُخلِصُ لَكَ اللَّجَأَ يَقتَضِي إِحسَانُكَ شَرطَ الزِّيَادَةِ ، وَهَذِهِ النَّوَاصِي وَالأَعنَاقُ خَاضِعَةٌ لَكَ بِذُلِّ العُبُودِيَّةِ ، وَالاعتِرَافِ بِمَلَكَةِ الرُّبُوبِيَّةِ ، دَاعِيَةٌ بِقُلُوبِهَا ، وَمُحَصَّنَاتٍ [مُشَخِّصَاتٍ] إِلَيكَ فِي تَعجِيلِ الإِنَالَةِ ، وَمَا شِئتَ كَانَ ، وَمَا تَشَاءُ كَائِنٌ ، أَنتَ المَدعُوُّ المَرجُوُّ المَأمُولُ المَسؤُولُ ، لا يَنقُصُكَ نَائِلٌ وَإِنِ اتَّسَعَ ، وَلا

1.. بخع الأرض : أي قهر وأذلّ ( لسان العرب : ج ۸ ص ۵ ) .

2.. الجوح : الاستئصال ( لسان العرب : ج ۲ ص ۴۳۱ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 114328
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي