397
مكاتيب الأئمّة ج6

بِأَفضَلِ صَلَوَاتِكَ ، وَصَلِّ عَلى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلِينَ الَّذِينَ بَلَّغُوا عَنكَ الهُدَى وَعَقَدُوا لَكَ المَوَاثِيقَ بِالطَّاعَةِ ، وَصَلِّ عَلى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، يَا مَن لا يُخلِفُ المِيعادَ أَنجِز لِي مَا وَعَدتَنِي ، وَاجمَع لِي أَصحَابِي وَصَبِّرهُم ، وَانصُرنِي عَلى أَعدَائِكَ وَأَعدَاءِ رَسُولِكَ ، وَلا تُخَيِّب دَعوَتِي ، فَإِنِّي عَبدُكَ ابنُ عَبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ أَسِيرٌ بَينَ يَدَيكَ ، سَيِّدِي أَنتَ الَّذِي مَنَنتَ عَلَيَّ بِهَذَا المَقَامِ وَتَفَضَّلتَ بِهِ عَلَيَّ دُونَ كَثِيرٍ مِن خَلقِكَ ، أَسأَلُكَ أَن تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَن تُنجِزَ لِي مَا وَعَدتَنِي ، إِنَّكَ أَنتَ الصَّادِقُ وَلا تُخلِفُ المِيعَادَ ، وَأَنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ . ۱

الظاهر أنّ «المدرج» أيضاً لم يكن جزء من تركة أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ رضى الله عنه حتّى يقسّم بين الورثة ، بل كان من شؤون النيابة ومختصّاً بالنائب ، كما أنّ الظاهر كون «المدرج» كالعكّاز والحقّة من عطايا الإمام أبي محمّد عليه السلام لأبي جعفر ، فحينئذٍ يكون من مكاتيبه عليه السلام أو من إملائه عليه السلام لأبي جعفر ، ولذلك أوردناه هنا في مكاتيبه عليه السلام .

124

كتابه عليه السلام إلى القاسم بن العلاء الهمدانيّ

في الثالث من شعبان

0.خرج إلى القاسم بن العلاء الهمدانيّ 2 وكيل أبي محمّد عليه السلام : أنّ مولانا الحسين عليه السلام وُلد

1.. مهج الدعوات : ۶۵ ـ ۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۱۱ .

2.. القاسم بن العلا الهمدانيّ ( أبو الحسن ) : عدّه الشيخ في رجاله فيمَن لم يروِ عنهم عليهم السلام ، قائلاً : القاسم بن العلاء الهمدانيّ روى عنه الصفوانيّ ( رجال الطوسي : ص ۴۳۶ الرقم ۶۲۴۴ ) . كان من أهل آذربيجان ، ذكره ابن طاووس في ربيع الشيعة من وكلاء الناحية وممّن رأى الحجّة عليه السلام . عُدّ من مشايخ الكليني ذكره مترحّما عليه . روى الكشّي في كتاب الرجال عن عليّ بن محمّد بن قتيبة ، عن أحمد بن إبراهيم المراغيّ ، قال : ورد على القاسم بن العلاء ، وذكر توقيعا شريفا يقول فيه : فإنّه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يؤدّيه ( يرويه ) عنّا ثقاتنا ، قد عرفوا بأنّنا نفاوضهم سرّنا ونحملهم إيّاه إليهم ، الحديث ( رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۱۶ الرقم ۱۰۲۰ ) . عن محمّد بن أحمد الصفوانيّ رحمه الله ، قال : رأيت القاسم بن العلاء وقد عمّر مئة سنة وسبع عشر سنة ، منها ثمانون سنة صحيح العينين ، لقي مولانا أبا الحسن وأبا محمّد العسكريين عليهماالسلام . وحجب بعد الثمانين ، ردّت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيّام . وذلك أنّي كنت مقيما عنده بمدينة الران من أرض آذربايجان ، وكان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان عليه السلام على يد أبي جعفر بن محمّد عثمان العمري ، وبعده على [ يد ] أبي القاسم [ الحسين ] بن روح قدّس اللّه روحهما ، فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين ، فقلق لذلك ، فبينا نحن عنده نأكل ، إذ دخل البوّاب مستبشرا ، فقال له : فيج العراق لا يسمّى بغيره ، فاستبشر القاسم وحوّل وجهه إلى القبلة فسجد ، ودخل كهل قصير يرى أثر الفيوج عليه ، وعليه جبّة مصريّة ، وفي رجله نعل محامليّ ، وعلى كتفه مخلاة . . . الحديث ( الغيبة للطوسي : ص ۳۱۱ ، فرج المهموم : ص۲۴۹ ، الثاقب في المناقب : ص ۵۹۰ ، الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۴۶۷ ح ۱۴ ) .


مكاتيب الأئمّة ج6
396

خَلقَكَ فِي الأَرحَامِ كَيفَ تَشَاءُ ، وَبِهِ تَسُوقُ إِلَيهِم أَرزَاقَهُم فِي أَطبَاقِ الظُّلُمَاتِ مِن بَينِ العُرُوقِ وَالعِظَامِ ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي أَلَّفتَ بِهِ بَينَ قُلُوبِ أَولِيَائِكَ ، وَأَلَّفتَ بَينَ الثَّلجِ وَالنَّارِ ، لا هَذَا يُذِيبُ هَذَا وَلا هَذَا يُطفِئُ هَذَا ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي كَوَّنتَ بِهِ طَعمَ المِيَاهِ ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي أَجرَيتَ بِهِ المَاءَ فِي عُرُوقِ النَّبَاتِ بَينَ أَطبَاقِ الثَّرَى ، وَسُقتَ المَاءَ إِلَى عُرُوقِ الأَشجَارِ بَينَ الصَّخرَةِ الصَّمَّاءِ ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي كَوَّنتَ بِهِ طَعمَ الثِّمَارِ وَأَلوَانَهَا ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي بِهِ تُبدِئُ وَتُعِيدُ ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الفَردِ الوَاحِدِ المُتَفَرِّدِ بِالوَحدَانِيَّةِ المُتَوَحِّدِ بِالصَّمَدَانِيَّةِ ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي فَجَّرتَ بِهِ المَاءَ مِنَ الصَّخرَةِ الصَّمَّاءِ وَسُقتَهُ مِن حَيثُ شِئتَ ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي خَلَقتَ بِهِ خَلقَكَ وَرَزَقتَهُم كَيفَ شِئتَ وَكَيفَ شَاؤُوا .
يَا مَن لا تُغَيِّرُهُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي ، أَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ نُوحٌ حِينَ نَادَاكَ فَأَنجَيتَهُ وَمَن مَعَهُ وَأَهلَكتَ قَومَهُ ، وَأَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ [ بِهِ ] إِبرَاهِيمُ خَلِيلُكَ حِينَ نَادَاكَ فَأَنجَيتَهُ وَجَعَلتَ النَّارَ عَلَيهِ بَرداً وَسَلاماً ، وَأَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ مُوسَى كَلِيمُكَ حِينَ نَادَاكَ فَفَلَقتَ [فَفَرَّقتَ ] لَهُ البَحرَ فَأَنجَيتَهُ وَبَنِي إِسرَائِيلَ وَأَغرَقتَ فِرعَونَ وَقَومَهُ فِي اليَمِّ ، وَأَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ عِيسَى رُوحُكَ حِينَ نَادَاكَ فَنَجَّيتَهُ مِن أَعدَائِهِ وَإِلَيكَ رَفَعتَهُ ، وَأَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ حَبِيبُكَ وَصَفِيُّكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله فَاستَجَبتَ لَهُ وَمِنَ الأَحزَابِ نَجَّيتَهُ وَعَلى أَعدَائِكِ نَصَرتَهُ ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبتَ ، يَا مَن لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ ، يَا مَن أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلماً ، يا مَن أَحصى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً ، يَا مَن لا تُغَيِّرُهُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي ، وَلا تَتَشَابَهُ عَلَيهِ الأَصوَاتُ ، وَلا تَخفَى عَلَيهِ اللُّغَاتُ ، وَلا يُبرِمُهُ إِلحَاحُ المُلِحِّينَ .
أَسأَلُكَ أَن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، فَصَلِّ عَلَيهِم

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 115258
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي