421
مكاتيب الأئمّة ج6

وَأُوصِيكَ بِمَغفِرَةِ الذَّنبِ ، وَكَظمِ الغَيظِ ، وَصِلَةِ الرَّحمِ ، وَمؤَاسَاةِ الإِخوَانِ ، وَالسَّعِي فِي حَوَائِجِهِم فِي العُسرِ وَاليُسرِ ، وَالحِلمِ عِندَ الجَهلِ ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ ، وَالتَّثَبُّتِ فِي الأُمورِ ، وَالتَّعَهُّدِ لِلقُرآنِ ، وَحُسنِ الخُلقِ ، وَالأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهِي عَنِ المُنكَرِ ، قَالَ اللّهُ عز و جل : « لا خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ )۱ ، وَاجتِنَابِ الفَوَاحِش كُلِّهَا .
وَعَلَيكَ بِصَلَاة اللَّيلِ ، عَلَيكَ بِصَلاَة اللَّيلِ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أَوصَى عَلِيّاً عليه السلام فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، عَلَيكَ بِصَلَاةِ اللَّيلِ ، عَلَيكَ بِصَلَاةِ اللَّيلِ ، عَلَيكَ بِصَلَاةِ اللَّيلِ . وَمَن استَخَفَّ بِصَلَاةِ اللَّيلِ فَلَيسَ مِنَّا .
فَاعمَل بِوَصِيَّتِي ، وَآمُرُ جَمِيعَ شِيعَتِي بِهَا ، أَمَرتُكَ بِهِ حَتَّى يَعمَلُوا عَلَيهِ ، وَعَلَيكَ بِالصَّبرِ وَانتِظَارِ الفَرَجِ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قَالَ : أَفضَلُ أَعمَالِ أُمَّتِي انتِظَارُ الفَرَجِ ، وَلاَ تَزَالُ شِيعَتُنَا فِي حُزنٍ حَتَّى يَظهَرَ وَلَدِي الَّذِي بَشَّرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، حَيثُ قَالَ : إِنَّهُ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَعَدلاً ، كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَجَوراً .
فَاصبِر ـ يَا شَيخِي وَمُعتَمَدِي أَبَا الحَسَنِ ـ وَأَمُر جَمِيعَ شِيعَتِي بِالصَّبرِ ، فَ « إِنَّ الأَْرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ »۲ .
وَالسَّلَامُ عَلَيكَ ، وَعَلَى جَمِيعِ شِيعَتِنَا ، وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَ « حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ »۳ ، « نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ »۴ .

ونقله القاضي في المجالس ۵ وفي الرياض : ونقل الشهيد والقطب الكيدريّ أيضاً

1.. النساء : ۱۱۴ .

2.. الأعراف : ۱۲۸ .

3.. آل عمران : ۱۷۳ .

4.. الأنفال : ۴۰ ، الحج : ۷۸ .

5.. مجالس المؤمنين : ج ۲ ص ۴۵۳ .


مكاتيب الأئمّة ج6
420

وَعِترَتِهِ الطَّاهِرِينَ . . . .
وَعَلَيكَ بِالصَّبرِ وَانتِظَارِ الفَرَجِ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قال : أَفضَلُ أَعمَالِ أُمَّتِي انتِظَارُ الفَرَجِ ، وَلا تَزَالُ شِيعَتُنَا فِي حُزنٍ حَتَّى يَظهَرَ وَلَدِيَ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، يَملأُ الأَرضَ قِسطاً وَعَدلاً كَمَا مُلِئَت جَوراً وَظُلماً .
فَاصبِر يَا شَيخِي يَا أَبَا الحَسَنِ عَليَّ ، وَأَمُر جَمِيعَ شِيعَتِي بِالصَّبرِ ، فإِنَّ الأَرضَ للّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلَى جَمِيعِ شِيعَتِنَا وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ . ۱

۰.وفي خاتمة مستدرك الوسائل : الشيخ الأقدم والطود الأشمّ ، أبو الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، العالم الفقيه المحدّث الجليل ، صاحب المقامات الباهرة ، والدرجات العالية الّتي تنبّئ عنها مكاتبة الإمام العسكري ، وتوقيعه الشريف إليه ، وصورته على ما رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج۲:بسم اللّه الرحمن الرحيم ، الحَمدُ للّهِ رَبِّ العَالَمَينَ ، وَالعَاقِبَةُ لِلمُوَحِّدِينَ ، وَالنَّارُ لِلمُلحِدِينَ ، وَلَا عُدوَانَ إِلَا عَلَى الظَّالِمِينَ ، وَلَا إِلَهَ إِلَا اللّهُ أَحسَنُ الخَالِقِينَ ، وَالصَّلَاةُ عَلَى خَيرِ خَلقِهِ مُحَمَّدٍ وَعِترَتِهِ الطَّاهِرِينَ .
أَمَّا بَعدُ : أُوصِيكَ يَا شَيخِي وَمُعتَمَدِي وَفَقِيهِي أَبَا الحَسَنِ عَليَّ بنَ الحُسِينِ بنَ بَابَوَيهِ القُمِّيِّ ـ وَفَّقَكَ اللّهُ لِمَرضَاتِهِ ، وَجَعَلَ من وُلدِكَ أَولَاداً صَالِحِينَ بِرَحمَتِهِ ـ بِتَقَوَى اللّهِ ، وَإقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، فَإِنَّهُ لَا تُقبَلُ الصَّلَاةُ مِن مَانِعِي الزَّكَاةِ ،

1.. المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۴۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۳۱۷ ح ۱۴ نقلاً عنه .

2.. في هامش المصدر : هنا حاشية نقلت عن خطّ شيخنا الطهراني ، وهي ما نصّها : لا يوجد هذا التوقيع فيما بأيدينا من نسخ الاحتجاج ، نعم ذكره مرسلاً القاضي في مجالس المؤمنين : ص۱۸۹ ، ونقله عن المجالس صاحب الرياض ، وكذلك في معادن الحكمة لعلم الهدى ولد الفيض ، أورده بتمامه وقال في أوّله : « هذا ما وجدته في بعض الكتب » .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 115320
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي