423
مكاتيب الأئمّة ج6

134

كتابه عليه السلام إلى عبد اللّه بن حَمدَوَيه البَيهَقِيّ

۰.قال أبو الحسن عليّ بن محمّد بن قُتيبة : وممّا رقّع ( وقّع ) عبد اللّه بن حَمدَوَيه البَيهقيّ۱وكتبته عن رقعته :
إنّ أهل نَيسابور قد اختلفوا في دينهم وخالف بعضهم بعضاً ويُكفّر بعضهم بعضاً ، وبها قوم يقولون : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله عرف جميع لغات أهل الأرض ولغات الطيور وجميع ما خلق اللّهُ ، وكذلك لابدّ أن يكون في كلّ زمان من يعرف ذلك ويعلم ما يُضمر الإنسان ، ويعلم ما يعمل أهل كلّ بلاد في بلادهم ومنازلهم ، وإذا لقيَ طفلين يعلم أيّهما مؤمنٌ وأيّهما يكون منافقاً ، وأنّه يعرف أسماء جميع من يتولّاه في الدنيا وأسماء آبائهم ، وإذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلّمه .
ويزعمون ـ جُعلت فداك ـ أنّ الوحي لا ينقطع ، والنبيّ صلى الله عليه و آله لم يكن عنده كمال العلم ، ولا كان عند أحد من بعده ، وإذا حدث الشيء في أيّ زمان كان ولم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان ، أوحى اللّهُ إليه وإليهم . فقال :
كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللّهُ وَافتَرَوا إِثماً عَظِيماً .

0.وبها شيخ يقال له فضل بن شاذان ، يخالفهم في هذه الأشياء ويُنكر عليهم أكثرها ، وقوله : شَهادة أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه ، وأنّ اللّه عز و جل في السماء السابعة فوق العرش كما وصف نفسه عز و جل أنّه جسم ، فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وأنّ من قوله : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قد أتى بكمال الدين وقد بلّغ عن اللّه عز و جل ما أمره به وجاهد في سبيله وعبده حتّى أتاه اليقين ، وإنّه عليه السلام أقام رجلاً يقوم مقامه من بعده ، فعلّمه من العلم الّذي أوحى اللّه ، فعرف ذلك الرجل الّذي عنده من العلم الحلال والحرام وتأويل الكتاب وفصل الخطاب ، وكذلك في كلّ زمان لا بدّ من أن يكون واحد يعرف هذا ، وهو ميراث من

1.. اُنظر ترجمته في الرقم ۱۰ .


مكاتيب الأئمّة ج6
422

ـ في كتاب الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة ـ هذا المكتوب من جملة كلام الحسن العسكري عليه السلام ۱ . ۲

133

كتابه عليه السلام إلى أهل قمّ وآبَة

۰.كتب أبو محمّد عليه السلام إلى أهل قمّ وآبَة۳:إِنَّ اللّهَ تَعَالَى بِجُودِهِ وَرَأفَتِهِ قَد مَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ بَشِيراً وَنَذِيراً ، وَوَفَّقَكُم لِقَبُولِ دِينِهِ ، وَأَكرَمَكُم بِهِدَايَتِهِ ، وَغَرَسَ فِي قُلُوبِ أَسلافِكُمُ المَاضِينَ ـ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم ـ وَأَصلابِكُمُ البَاقِينَ ـ تَوَلَّى كِفَايَتَهُم وَعَمَّرَهُم طَوِيلاً فِي طَاعَتِهِ ـ حُبَّ العِترَةِ الهَادِيَةِ ، فَمَضَى مَن مَضَى عَلَى وَتِيرَةِ الصَّوَابِ وَمِنهَاجِ الصِّدقِ وَسَبِيلِ الرَّشَادِ ، فَوَرَدُوا مَوَارِدَ الفَائِزِينَ ، وَاجتَنَوا ثَمَرَاتِ مَا قَدَّمُوا ، وَوَجَدُوا غِبَّ مَا أَسلَفُوا .
ومنها : فَلَم يَزَل نِيَّتُنَا مُستَحكَمَةً ، وَنُفُوسُنَا إِلَى طِيبِ آرَائِكُم سَاكِنَةٌ ، وَالقَرَابَةُ الوَاشِجَةُ بَينَنَا وَبَينَكُم قَوِيَّةً ، وَصِيَّةٌ أُوصيَ بِهَا أَسلافُـنَا وَأَسلافُكُم ، وَعَهدٌ عُهِدَ إِلَى شُبَّانِنَا وَمَشَايِخِكُم ، فَلَم يَزَل عَلَى جُملَةٍ كَامِلَةٍ مِنَ الاعتِقَادِ لِمَا جَعَلَنَا اللّهُ عَلَيهِ مِنَ الحَالِ القَرِيبَةِ وَالرَّحِمِ المَاسَّةِ ، يَقُولُ العَالِمُ سَلامُ اللّهِ عَلَيهِ إِذ يَقُولُ : المُؤمِنُ أَخُو المُؤمِنِ لأُمَّهِ وَأَبِيهِ . ۴

1.. رياض العلماء : ج ۴ ص ۷ .

2.. خاتمة مستدرك الوسائل : ج ۳ ص۲۷۶ .

3.. آبَة : بالباء الموحدة : قال أبو سعد : قال الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه : آبة من قرى أصبهان ، وقال غيره : إنّ آبة قرية من قرى ساوة ، منها جرير بن عبد الحميد الآبي سكن الري . قلت أنا : أمّا آبة ، بليدة تقابل ساوة تُعرف بين العامّة بآوة ، فلا شكّ فيها ، وأهلها شيعة ، وأهل ساوه سنّية ، لا تزال الحروب بين البلدين قائمة على المذهب ( معجم البلدان : ج ۱ ص ۵۰ ) .

4.. المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۴۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۳۱۷ ح ۱۴ نقلاً عنه .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 115256
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي