55
مكاتيب الأئمّة ج6

قالت : ممّن ؟ قال عليه السلام : مِمَّن خَطَبَكِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَهُ مِن لَيلَةِ كَذَا مِن شَهرِ كَذَا مِن سَنةِ كَذَا بِالرُّوميَّةِ . قالت : من المسيح ووصيّه ؟ قال : فَمِمَّن زَوَّجَكِ المَسِيحُ وَوَصِيُّهُ ، قالت : من ابنك أبي محمّد ؟ قال : فَهَل تَعرِفينَهُ ؟ قالت : وهل خَلَت ليلة من زيارته إيّاي منذ الليلة الّتي أسلمتُ فيها على يد سيّدة النساء اُمّه .
فقال أبو الحسن عليه السلام : يا كَافُورُ ، ادعُ لِي أُختِي حَكيمَةَ . فلمّا دَخَلَت عليه قال عليه السلام لها : هَا هِيَه . فاعتَنَقَتها طويلاً وسرَّت بها كثيراً ، فقال لها مولانا : يا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ ، أُخرِجِيهَا إِلَى مَنزِلِكِ وَعَلِّمِيهَا الفَرائِضَ وَالسُّنَنَ ، فَإِنَّهَا زَوجَةُ أَبِي مُحَمَّدٍ وَأُمُّ القَائِمِ عليه السلام . ۱

21

كتابه عليه السلام إلى عليّ بن محمّد بن زياد ، وعليّ بن مهزيار

في النصّ على القائم وغيبته عليه السلام وانتظار الفرج

۰.سعد بن عبد اللّه قال : حدّثني إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن عليّ بن محمّد بن زياد۲، قال : كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام أسأله عن الفرج ؟ فكتب إليّ :إِذَا غَابَ صَاحِبُكُم عَن دَارِ الظَّالِمينَ فَتَوَقَّعُوا الفَرَجَ . ۳

0.وفي روايةٍ اُخرى : أبي ، عن الحميريّ ، عن محمّد بن عمران الكاتب ، عن عليّ بن محمّد (بن زياد) الصيمريّ ، عن عليّ بن مهزيار 4 ، قال : كتبت إلى أبي

1.إكمال الدين وإتمام النعمة : ج۲ ص۴۱۷ ح۱ ، وراجع : الغيبة للطوسي : ص۲۰۸ ، روضة الواعظين : ص۲۵۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۴ ص۴۴۰ ، بحار الأنوار : ج۵۱ ص۶ ح۱۲ .

2.عليّ بن محمّد بن زياد الصيمريّ : كان من أصحاب أبي الحسن الثالث والعسكري عليهماالسلام ( راجع : رجال الطوسي : ص۳۸۹ الرقم۵۷۲۹ و ص۴۰۰ الرقم ۵۸۵۸ ، رجال البرقي : ص۱۳۸ الرقم۱۶۰۳ و ص۱۴۳ الرقم ۱۶۷۲ ) .

3.إكمال الدين وإتمام النعمة : ج۲ ص۳۸۰ ح۲ ، بحار الأنوار : ج۵۲ ص۱۵۰ ح۷۷ نقلاً عنه .

4.عليّ بن مهزيار الأهوازيّ : أبو الحسن ، دورقي الأصل ، مولى ، كان أبوه نصرانيّا فأسلم ، وقد قيل : إنّ عليّا أيضا أسلم وهو صغير ، ومنّ اللّه عليه بمعرفة هذا الأمر ، وتفقّه ، وروى عن الرضا وأبي جعفر عليهماالسلام ، واختصّ بأبي جعفر الثاني عليه السلام وتوكّل له و عظم محلّه منه ، وكذلك أبو الحسن الثالث عليه السلام ، وتوكّل لهم في بعض النواحي ، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكلّ خير ، و كان ثقة في روايته لا يُطعن عليه ، صحيحا اعتقادُه ، جليل القدر ، واسع الرواية ، له ثلاثة وثلاثون كتابا ، مثل كتب الحسين بن سعيد و . . . ( راجع : رجال النجاشي : ج۲ ص۳۵۳ الرقم۶۶۴ ، الفهرست للطوسي : ص ۱۵۲ الرقم ۳۷۹ ، رجال الطوسي : ص ۳۶۰ الرقم ۵۳۳۶ وص ۳۷۶ الرقم ۵۵۶۸ وص ۳۸۸ الرقم۵۷۰۶ ، رجال البرقي : ص۵۴ و۵۵ و۵۶ ) . أبو يعقوب يوسف بن السخت البصريّ قال : كان عليّ بن مهزيار نصرانيّا فهداه اللّه ، و كان من أهل هندكان قرية من قرى فارس ، ثمّ سكن الأهواز فأقام بها ، قال : كان إذا طلعت الشمس سجد و كان لا يرفع رأسه حتّى يدعو لألفٍ من إخوانه بمثل ما دعا لنفسه ، و كان على جبهته سَجّادة مثل ركبة البعير . وكان عليّ بن أسباط فطحيّا ، ولعليّ بن مهزيار إليه رسالة في النقض عليه مقدار جزء صغير ، قالوا : فلم ينجع ذلك فيه ومات على مذهبه ( راجع : رجال الكشّي : ج۲ ص۸۲۵ الرقم ۱۰۳۸ ـ ۱۰۴۰ و ص۸۳۵ الرقم ۱۰۶۱ ) .


مكاتيب الأئمّة ج6
54

فانتبهت وأنا أقول : وا شوقاه إلى لقاء أبي محمّد . فلمّا كانت الليلة القابلة جاءني أبو محمّد عليه السلام في منامي ، فرأيته كأنّي أقول له : جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبّك .
قال : مَا كَانَ تَأخِيرِي عَنكِ إِلَا لِشرِكِكِ ، وَإِذ قَد أَسلَمتِ فَإِنِّي زَائِرُكِ فِي كُلِّ لَيلَةٍ إِلَى أَن يَجمَعَ اللّهُ شَملَنَا فِي العَيَانِ . فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية .
قال بشر : فقلت لها : وكيف وقعت في الأسر ؟ فقالت : أخبرني أبو محمّد ليلة من الليالي : إِنَّ جَدَّكِ سَيُسَرِّبُ ۱ جُيوشَاً إِلى قِتَالِ المُسلِمِينَ يَومَ كَذَا ، ثُمَّ يَتَبعُهُم ، فَعَلَيكِ بِاللِّحَاقِ بِهِم مُتَنَكِّرَةً فِي زَيِّ الخَدَمِ مَعَ عِدَّةٍ مِنَ الوَصَائِفِ مِن طَرِيقِ كَذَا . ففعلت ، فوقعت علينا طلائع المسلمين ، حتّى كان من أمري ما رأيت وما شاهدت ، وما شعر أحدٌ بي بأنّي ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك ، وذلك باطِّلاعي إيّاك عليه ، ولقد سألني الشيخ الّذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته ، وقلت : نرجس ، فقال : اسم الجواري .
فقلت : العجب أنّك روميّة ولسانك عربيّ ! قالت : بلغ من ولوع جدّي وحمله إيّاي على تعلّم الآداب ، أن أوعز ۲ إلى امرأة ترجمان له في الاختلاف إليَّ ، فكانت تقصدني صباحاً ومساءً وتفيدني العربيّة ، حتّى استمرّ عليها لساني واستقام .
قال بشر : فلمّا انكفأت بها إلى سرّ مَن رَأى دخلت على مولانا أبي الحسن العسكريّ عليه السلام ، فقال لها : كَيفَ أَرَاكِ اللّهُ عِزَّ الإِسلامِ وَذُلَّ النَّصرَانِيِّةِ ، وَشَرَفَ أَهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؟ قالت : كيف أصف لك يا ابن رسول اللّه ما أنت أعلم به منّي ؟ قال : فَإِنِّي أُريدُ أَن أُكرِمَكِ ، فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيكِ ، عَشرَةُ آلافِ دِرهَمٍ ؟ أَم بُشرَى لَكِ فِيها شَرَفُ الأَبَدِ ؟ قالت : بل البشرى .
قال عليه السلام : فَأَبشِرِي بِوَلَدٍ يَملِكُ الدُّنيا شَرقاً وَغَرباً ، وَيَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَعَدلاً كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَجَوَرَاً .

1.أي سيرسل . وفي الغيبة للطوسي : «سيسر» بدل «سيسرب» .

2.أي تقدّم .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 114282
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي