فقال أيّوب بن نوح : كتبت في هذه السنة أذكر شيئاً من هذا . فكتب إليّ :إِذَا رُفِعَ عِلمِكُم 1 مِن بَينِ أَظهُرِكُم ، فتَوَقَّعُوا الفَرَجَ مِن تَحتِ أَقَدَامِكُم . 2
۰.وفي روايةٍ اُخرى : عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن أيّوب بن نوح ، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام :إِذَا رُفِعَ عِلمُكُم مِن بَينِ أظهُرِكُم فَتَوَقَّعُوا الفَرَجَ مِن تَحتِ أَقدَامِكُم . ۳
23
كتابه عليه السلام لأعرابي
في مكارم أخلاقه وكرمه عليه السلام
۰.إنّ أبا الحسن عليه السلام كان يوماً قد خرج من سُرَّ مَن رَأى إلى قريةٍ لمهمّ عرض له ، فجاء رجل من الأعراب يطلبه ، فقيل له : قد ذهب إلى الموضع الفلاني ، فقصده ، فلمّا وصل إليه قال له : مَا حَاجَتُكَ ؟
فقال : أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسّكين بوَلاية جدّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وقد ركبني دين فادح أثقلني حمله ، ولم أرَ من أقصده لقضائه سواك .
فقال له أبو الحسن عليه السلام : طِب نَفساً وَقَرَّ عَيناً . ثمّ أنزله ، فلمّا أصبح ذلك اليوم قال له أبو الحسن عليه السلام :
أُريدُ مِنكَ حَاجَةً ، اللّهَ اللّهَ أَن تُخَالِفَنِي فِيهَا .
فقال الأعرابيّ : لا أخالفك . فكتب أبو الحسن عليه السلام ورقة بخطّه ، معترفاً فيها أنّ عليه للأعرابيّ مالاً عيّنه فيها يرجَحُ على دَينه ، وقال : خُذ هَذَا الخَطَّ ، فَإِذَا وَصَلتُ إِلَى سُرِّ مَن رَأَى أَحضُر إِليَّ وَعِندِي جَمَاعَةٌ ، فَطَالِبنِي بِهِ ، وَأَغلِظِ القَولَ عَلَيَّ فِي تَركِ إِبقَائِكَ إِيَّاهُ ، اللّهَ اللّهَ فِي