73
مكاتيب الأئمّة ج6

الكتاب ، فأخذه ففضّه ليقرأه ، فلم يتبيّن قراءة في ذلك الوقت ، فدعا بسراج ، فأخذته فقرأته عليه في السراج في المسجد ، فإذا خطّ مستوٍ ليس حرفٌ ملتصقاً بحرفٍ ، وإذا الخاتم مستوٍ ليس بمقلوب ، فقال لي الرجل : عد إليّ غداً حتّى أكتب جواب الكتاب . فغدوت ، فكتب الجواب فمضيت به إليه . فقال :
أَلَيسَ قَد وَجَدتَ الرَّجُلَ حَيثُ قُلتُ لَكَ ؟ فقلت : نعم . قال : أَحسَنتَ . ۱

39

توقيعه عليه السلام لمحمّد بن الفَرج

۰.محمّد بن الفَرج۲قال : قال لي عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام :إِذَا أَردَتَ أَن تَسأَلَ مَسأَلَةً فَاكتُبهَا ، وَضَعِ الكِتَابَ تَحتَ مُصَلَاكَ ، وَدَعهُ سَاعَةً ، ثُمَّ أَخرجِهُ وَانظُر فيهِ . قال : ففعلت ، فوجدت جواب ما سألت عنه موقّعاً فيه . ۳

40

كتابه عليه السلام لمن سأله

0.قال السيّد ابن طاووس بإسناده من كتاب الرسائل للكليني عمّن سمّاه ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام : أنّ الرجل يجب 4 أن يفضي 5 إلى إمامه ما يجب أن يفضي إلى

1.الخرائج و الجرائح : ج۱ ص۴۰۸ ح۱۴ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۱۵۳ ح۴۰ نقلاً عنه .

2.اُنظر ترجمته في الرقم ۶ .

3.الخرائج والجرائح : ج۱ ص۴۱۹ ح۲۲ ، كشف المحجّة : ص۱۵۳ ، كشف الغمّة : ج۳ ص۱۸۹ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۱۵۵ ح۴۱ .

4.في البحار : « يحبّ » بدل « يجب » وكذا بعده .

5.الإفضاء : في الحقيقة الانتهاء ( راجع : لسان العرب : ج۱۵ ص۱۵۷ ) .


مكاتيب الأئمّة ج6
72

فرفع الفرس رأسه وأخرج العنان من موضعه ، ثمّ مضى إلى ناحية البستان حتّى لا نراه في ظهر الفازة ، فبال وراث ، وعاد إلى مكانه . فدخلني من ذلك ما اللّه به عليم ، فوسوس الشيطان في قلبي ، فقال :
يا أَحمَدُ ، لا يُعَظِّمُ عَلَيكَ مَا رَأَيتَ ، إِنَّ مَا أَعطَى اللّهُ مُحَمَّدَاً وَآلَ مُحَمَّدٍ أَكثَرُ مِمَّا أَعطَى دَاوُودَ وَآلَ دَاوُودَ .
قلتُ : صدق ابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فما قال لك وما قلت له فهمته .
فقال : قَالَ لِي الفَرَسُ : قُم فَاركَب إِلَى البَيتِ حَتَّى تَفرُغَ عَنِّي ، قُلتُ : مَا هَذَا القَلَقُ ؟ قال : قَد تَعِبتُ ، قُلتُ : لِي حَاجَةٌ أُرِيدُ أَن أكتُبُ كِتَاباً إِلَى المَدِينَةِ ، فَإِذَا فَرَغتُ رَكِبتُكَ ، قَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَن أَرُوثَ وَأَبُولَ ، وَأَكرَهُ أَن أَفعَلَ ذَلِكَ بَينَ يَدَيكَ ، فَقلُتُ : اذهَب إِلَى نَاحِيَةِ البُستانِ فَافعَل مَا أَرَدتَ ، ثُمَّ عُد إِلَى مَكانِكَ . فَفَعَلَ الَّذِي رَأَيتَ .
ثمّ أقبل الغلام بالدواة والقرطاس ـ وقد غابت الشمس ـ فوضعها بين يديه ، فأخذ في الكتابة حتّى أظلم الليل فيما بيني وبينه ، فلم أر الكتاب ، وظننت أنّه قد أصابه الّذي أصابني . فقلت للغلام : قم فهات بشمعة من الدار حتّى يبصر مولاك كيف يكتب .
فمضى ، فقال للغلام : لَيسَ إِلَى ذَلِكَ حَاجَةٌ . ثمّ كتب كتاباً طويلاً إلى أن غاب الشفق ، ثمّ قَطَعه فقال للغلام : أَصلِحهُ.
وأخذ الغلام الكتاب ، وخرج من الفازة ليصلحه ، ثمّ عاد إليه وناوله ليختمه ، فختمه من غير أن ينظر الخاتم مقلوباً أو غير مقلوب ، فناولني ( الكتاب ) فأخذت ، فقمت لأذهب ، فعرض في قلبي قبل أن أخرج من الفازة أصلّي قبل أن آتي المدينة .
قال : يا أَحمَدُ صَلِّ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ فِي مَسجِدِ الرَّسُول صلى الله عليه و آله ثُمَّ اطلُبِ الرَّجُلَ فِي الرَّوضَةِ ، فَإِنَّكَ تُوَافِيهُ ، إِن شَاءَ اللّهُ .
قال : فخرجت مبادراً ، فأتيت المسجد وقد نودي العشاء الآخرة ، فصلّيت المغرب ثمّ صلّيت معهم العتمة ۱ و طلبت الرجل حيث أمرني فوجدته ، فأعطيته

1.العتمة : صلاة العشاء أو وقت صلاة العشاء الآخرة . قيل : والوجه في تسمية صلاة العشاء بالعتمة ؛ لأنّ الأعراب يعتمون بالإبل في المرعى ، فلا يأتون بها إلّا بعد العشاء الآخرة ، فيسمّون ذلك الوقت : عتمة ( مجمع البحرين : ج۳ ص۱۱۹ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 114219
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي