في جواب هذا السؤال توجد وجهتا نظر:
1 . تأويل الآيات والروايات
عمد فريق إلى تأويل ظواهر الآيات والروايات الدالّة على تسبيح الموجودات وتحميدها مستبعدا أن تتمتّع كلّ الموجودات بالشعور والمعرفة، وقالوا : إنّ المقصود منها هو لسان «حالها» لا «قولها». يؤكد أمين الدين الطبرسي في تفسير الآية 44 من سورة الإسراء قائلاً:
معنى التسبيح هاهنا الدلالة على توحيد اللّه وعدله وأنه لا شريك له في الإلهية وجرى ذلك مجرى التسبيح باللفظ وربما يكون التسبيح من طريق الدلالة أقوى لأنّه يؤدي الى العلم «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» أي ليس شيء من الموجودات إلّا ويسبّح بحمد اللّه تعالى من جهة خلقته إذ كلّ موجود سوى القديم حادث يدعو إلى تعظيمه لحاجته إلى صانع غير مصنوع صنعه أو صنع من صنعه فهو يدعو إلى تثبيت قديم غنيّ بنفسه عن كلّ شيء سواه ولا يجوز عليه ما يجوز على المحدثات. ۱
2 . الأخذ بظاهر مفاد الآيات والروايات
أخذ فريق من الباحثين بظاهر مفاد الآيات والروايات ۲ في معرض ردّهم استبعاد أصحاب التأويل، وهم يرون أنّ جميع الموجودات تتمتّع بمرتبة من الشعور والمعرفة ، وأنّها كلّها تسبّح خالقها وتحمّده من باب الحقيقة، يقول العلّامة الطباطبائي في تفسير الآية المُشار إليها:
والتسبيح تنزيه قولي كلامي وحقيقة الكلام الكشف عمّا في الضمير بنوع من الإشارة