89
منتخب نهج الذكر

إنّها جزء من الصلاة .
رغم أنّ حكمة هذه الخصائص وحقيقتها ليستا بمعلومتين تماما لنا إلّا أن هذه الخصائص تدل دون شك على عظمة هذا الذكر ودوره المؤثر والمصيري في بناء النفس . كما أن آداب قول هذا الذكر ۱ وكتابته وتأكيد التعامل باحترام مع كتابة هذا الذكر دليل آخر على أهميته .

7. فضيلة تعليم «بسم اللّه »

إنّ عظمة هذا الذكر ودوره في بناء النفس وتقويمها تستوجب أن يتمتع تعليمه بفضيلة بالغة الأهمية ، لذلك فليس من العجب أن يُروى عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
إنَّ المُعَلِّمَ إذا قالَ لِلصَّبِيِّ : قُل :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ»، فَقالَ الصَّبِيُّ :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ»، كَتَبَ اللّهُ بَراءَةً لِلصَّبِيِّ ، وبَراءَةً لِلمُعَلِّمِ ، وبَراءَةً لِأَبَوَيهِ مِنَ النّارِ .۲

8. بركات ذكر «بسم اللّه »

كما أن ذكر «بسم اللّه » في بداية كل عمل هو علامة عبودية الذاكر للّه ، فإنّه يدل أيضا على صبغة العمل الإلهيّة ، بمعنى أن هذا الذكر يوجه العمل باتجاه الأهداف التي يرتضيها اللّه سبحانه ، لذلك فإنّ العمل الذي يبدأ ب «بسم اللّه » يكتسب الصبغة الإلهيّة ، وبما أن اللّه ـ تعالى ـ هو الباقي ومصدر البركات ، فإن ذلك العمل سيكون باقيا وسيكون منشأ البركة والفائدة ، كما جاء في الحديث القدسي . ۳
على هذا الأساس فإن ما جاء في « عنوان آثار البسملة » في بيان خواص « بسم

1.راجع : ص ۱۰۸ (آداب البسملة) .

2.تفسير القرطبي : ج ۱ ص ۳۳۶ ؛ مجمع البيان : ج ۱ ص ۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۵۷ ح ۵۲ .

3.راجع : ص ۱۰۴ ح ۳۲۶ .


منتخب نهج الذكر
88

5. معنى ذكر «بسم اللّه »

استنادا إلى ما رواه الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السلام في تفسير هذا الذكر فإنّ ذكر «بسم اللّه » يعني في الحقيقة وسم عبودية اللّه وهذا هو نصّ الرواية :
مَعنى قَولِ القائِلِ : «بِسمِ اللّهِ» أي أسِمُ عَلى نَفسي سِمَةً مِن سِماتِ اللّهِ عز و جل وهِيَ العِبادَةُ .۱
ويعني هذا التفسير الجميل الدقيق أن الشخص الوحيد الذي يصدق في قول هذا الذكر عند القيام بالأعمال ، هو الذي لا يرى نفسه مستقلاً حقيقةً بل يرى نفسه عبد اللّه ، ذلك لأن هذا الذكر علامة العبوديّة .
وبتعبير آخر ، فلا أحد يمكنه قول «بسم اللّه » صادقا إلّا إذا آمن أن «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » . ومثل هذا الشخص يمكنه أن يقول هذا الذكر حسب الرواية المنقولة عن أمير المؤمنين في تفسير «بسم اللّه » .
بِهذَا الاِسمِ أعمَلُ هذَا العَمَلَ .۲
وأمّا الذي لا يرى للّهِِ ـ تعالى ـ دورا في عمله ، فليس من حقّه أن يسم نفسه بسمة العبودية وينطق بصدق الذكر الشريف «بسم اللّه » .

6. عظمة ذكر «بسم اللّه »

لقد ذُكرت في الأحاديث الإسلامية ست خصوصيات بارزة ل «بسم اللّه الرحمن الرحيم» وهي : أوّلاً ـ إنها أقرب الأسماء الإلهيّة إلى الاسم الأعظم ، ثانيا ـ إنّ بداية جميع الكتب السماوية بهذا الاسم ، ثالثا ـ إنّها أوّل كلام نزل على النبي الأعظم صلى الله عليه و آله ، رابعا ـ إنّها أعظم آية في القرآن ، خامسا ـ إنّها تاج جميع سور القرآن ۳ ، سادسا ـ

1.التوحيد : ص ۲۲۹ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۳ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۳۰ ح ۹ .

2.راجع : ص ۹۳ ح ۲۷۷ .

3.عدا سورة التوبة .

  • نام منبع :
    منتخب نهج الذكر
    المساعدون :
    الافقی، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 213271
الصفحه من 368
طباعه  ارسل الي