المقدّمة
الحمد للّه ربّ العالمين ، و صلّى اللّه على رسوله محمّد و آله الطاهرين ، و اللعن على أعدائهم و منكري فضائلهم و ولايتهم من الأوّلين و الآخرين .
اللّهمّ صلّ على وليّ أمرك القائم المؤمّل و العدل المنتظر ، و حفّه بملائكتك ، و أيّده بنصرك ، و أعزّه بجندك ، و أحيي به ما أماته الظالمون من معالم دينك . اللّهمّ أعزّه و اعزز به ، و انصره و انتصر به ، و انصره نصرا عزيزا ، و افتح له فتحا يسيرا ، و اجعلنا من شيعته و أعوانه و أنصاره . آمين ربّ العالمين .
و بعد ، فبفضل اللّه و منّه تسلّمت الدعوة من المؤتمر العالمي للإمام الرّضا ـ صلوات اللّه عليه ـ سنة 1365 ه . ش ، الموافق لسنة 1406 ه . ق ، فاغتنمت الفرصة لتلبيتها ؛ لتقبيل العتبة السامية ، و التشرّف بزيارة الإمام الثامن ـ سلام اللّه عليه ـ و الحضور في هذا المجمع الحافل بالعلماء المحقّقين . و حضرت المؤتمر و استفدت من محتوياته العالية ؛ من خطبة تُلقى ، و كتاب تحقيقيّ يُهدى ، و رسالة جامعة تُقرأ ، كلّها حول عظمة الإمام و تاريخ حياته و ... .
و بما أنّني لم أكن قد أعددت شيئا لهذه المناسبة ، فقد حثّني بعض الإخوان ـ بحسن ظنّهم ـ على أن أكتب شيئا و لو قليلاً كهدبة النملة ، فرجعت إلى ما كنت قد جمعته في طوال السنين الغابرة ـ لعلّه منذ ثلاثين سنة ـ من كتب الإمام الرّضا عليه السلام ، من دون أيّ تحقيق حول مصادر الكتاب و أسانيده ، أو تحقيق حول مضامينه . رجعت إليه و أهديته إلى المؤتمر ، معتذرا لثامن الأئمّة عن التقصير ، و لعلّ القليل