131
مكاتيب الأئمة ج5

70

كتابه عليه السلام إلى الحسن بن عليّ بن فضّال

في متابعة المأموم الإمامَ

0.أبو جعفر ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال 1 ، قال : كتبت إلى الرّضا عليه السلام في الرّجل

1.الحسن بن عليّ بن فضّال ، كوفيّ ، يكنّى أبا محمّد ابن عمر بن أيمن مولى تيم اللّه . روى عن الرّضا عليه السلام ، و كان خصيصا به ، كان جليل القدر عظيم المنزلة ، زاهدا ورعا ، ثقة في الحديث و في رواياته. وفي مدحه : قال الفضل بن شاذان : كنت في قطيعة الرّبيع في مسجد الرّبيع أقرأ على مقرئ يقال له إسماعيل بن عبّاد ، فرأيت قوما يتناجون ، فقال أحدهم : بالجبل رجل يقال له ابن فضّال أعبد من رأينا أو سمعنا به ، قال : فإنّه ليخرج إلى الصّحراء فيسجد السّجدة فيجيء الطّير فيقع عليه فما يظنّ إلّا أنّه ثوب أو خرقة ، و إنّ الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما قد آنست به ، و إنّ عسكر الصّعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال قومٍ فإذا رأوا شخصه طاروا في الدّنيا فذهبوا . قال أبو محمّد : فظننت أنّ هذا رجلٌ كان في الزّمان الأوّل ، فبينا أنا بعد ذلك بيسير قاعد في قطيعة الرّبيع مع أبي رحمه اللهإذ جاء شيخ حلوّ الوجه حسن الشّمائل ، عليه قميص نرسي ورداء نرسي ، وفيرجله نعل مخصّر ، فسلّم على أبي ، فقام إليه أبي فرحّب به وبجّله ، فلمّا أن مضى يريد ابن أبي عمير قلت : من هذا الشّيخ ؟ فقال : هذا الحسن بن عليّ بن فضّال . قلت : هذا ذلك العابد الفاضل ؟ قال : هو ذاك . قلت : ليس هو ذاك ذاك بالجبل ؟ قال : هو ذاك كان يكون بالجبل . قال : ماأغفل عقلك من غلامٍ ، فأخبرته بما سمعت من القوم فيه قال : هو ذاك . فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي ، ثمّ خرجت إليه بعد إلى الكوفة ، فسمعت منه كتاب ابن بكير و غيره من الأحاديث ، و كان يحمل كتابه ويجيء إلى الحجرة فيقرؤه عليّ. فلمّا حجّ ختن طاهر بن الحسين ، و عظّمه النّاس لقدره و ماله و مكانه من السّلطان ، و قد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن فأرسل إليه : أحبّ أن تصير إليّ فإنّه لا يمكنني المصير إليك ، فأبى و كلّمه أصحابنا في ذلك فقال : ما لي و لطاهر ، لا أقربهم ، ليس بيني و بينهم عمل ، فعلمت بعد هذا ( بعدها ) أنّ مجيئه إليَّ كان لدينه . و كان مصلّاه بالكوفة في الجامع عند الاُسطوانة الّتي يقال لها السّابعة و يقال لها أُسطوانة إبراهيم عليه السلام . و كان يجتمع هو و أبو محمّد الحجّال و عليّ بن أسباط ، و كان الحجّال يدّعي الكلام و كان ( فكان ) من أجدل النّاس ، فكان ( و كان ) ابن فضّال يغري بيني و بينه في الكلام في المعرفة ، و كان يجيبني جوابا سديدا . و كان الحسن عمره كلّه فطحيّا مشهورا بذلك ، حتّى حضره الموت فمات ، و قد قال بالحقّ رضى الله عنه . وعبد اللّه بن زرارة بن أعين قال : كنّا في جنازة الحسن ، فالتفت إليّ و إلى محمّد بن الهيثم التّميميّ فقال لنا : ألا أُبشّركما ؟ فقلنا له : و ما ذاك ؟ فقال : حضرت الحسن بن عليّ قبل وفاته و هو في تلك الغمرات و عنده محمّد بن الحسن بن الجهم ، فسمعته يقول له : يابا محمّد تشهّد ، قال : فتشهّد الحسن فعبر عبد اللّه و صار إلى أبي الحسن عليه السلام فقال له محمّد بن الحسن : و أين عبد اللّه ؟ فسكت ، ثمّ عاد فقال له : تشهّد ، فتشهّد و صار إلى أبي الحسن عليه السلام فقال له : و أين عبد اللّه ؟ يردّد ذلك عليه ثلاث مرّات ، فقال الحسن : قد نظرنا في الكتب فما رأينا لعبد اللّه شيئا ) راجع : رجال النجاشي : ج۱ ص۱۲۷الرقم ۷۱ ، الفهرست للطوسي : ص ۹۷ الرقم ۱۶۴ ، رجال الطوسي : ص ۳۵۴ الرقم ۵۲۴۱ ، رجال البرقي : ص۵۴ ، رجال الكشّي : ج۲ ص۸۰۱ الرقم ۹۹۳ و ص۸۳۰ الرقم ۱۰۵۰ ) .


مكاتيب الأئمة ج5
130

المريض يُغمى عليه أيّاما ، فقال بعضهم : يقضي صلاة يومه الّذي أفاق فيه ، وَ قال بعضهم : يَقضي صلاة ثلاثة أيّام وَ يدع ما سوى ذلك ، وَ قال بعضهم : إنّه لا قضاء عليه . فكتب :يَقضي صَلاةَ اليَومِ الّذي يُفيقُ فيهِ . 1

69

كتابه عليه السلام إلى الفضل الواسطيّ

في صلاة الآيات

۰.محمّد بن عبد الحميد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال۲، عن الفضل الواسطيّ۳، قال : كتبت إليه عليه السلام : كسفت الشّمس و القمر و أنا راكب . قال : فكتب إليَّ :صَلِّ عَلى مَركَبِكَ الّذي أَنتَ عَلَيهِ . ۴

1.تهذيب الأحكام : ج۳ ص۳۰۵ ح۱۷ ، الاستبصار : ج۱ ص۴۵۹ ح۱۷.

2.راجع : ص ۱۲۳ الرقم ۷۰ .

3.قد وقع السقط في أوّل اسم هذا الرّاوي ، والصحيح منه «عليّ بن موسى بن الفضل [ الفضيل ]الواسطي» ؛ لورود هذه الرّواية في الكافي والفقيه والتهذيب ، وفيها «عليّ بن الفضل الواسطي » ( راجع : الكافي : ج۳ ص۴۶۵ ح ۷ وكتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۵۴۸ ح ۱۵۲۸ وتهذيب الأحكام : ج ۳ ص ۲۹۱ ح ۵ ) . وعُدّ من أصحاب الرّضا عليه السلام والكاظم عليه السلام ، ووصفه الصدوق بصاحب الرّضا عليه السلام ( راجع : رجال الطوسي : ص ۳۶۱ الرقم ۵۳۴۳ ورجال البرقي : ص ۲۵ الرقم ۱۴۲۴ ومشيخة من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۷۴ ) .

4.قرب الإسناد : ص۳۹۳ ح۱۳۷۷ ، بحار الأنوار : ج۱۸ ص۹۶ ح۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119706
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي