فمات ، فَأَمر به أن يُقتل ، فقال الرّجل : إنّي كنت في منزلي فسمعت الغوث فخرجت مسرعا و معي سيفي ، فمررت على هذا و هو على شفير بئرٍ فدفعته فوقع في البئر .
فسأل المأمون الفقهاء في ذلك ، فقال بعضهم : يُقاد به ، و قال بعضهم : يُفعل به كذا و كذا ، فسأل أبا الحسن عليه السلام عن ذلك و كتب إليه . فقال :دِيَتُهُ عَلى أَصحابِ الغَوثِ الَّذِينَ صاحوا الغَوثَ .
قال : فاستعظم ذلك الفقهاء ، فقالوا للمأمون : سله من أين قلت هذا ؟ فسأل ، فقال عليه السلام :
إِنَّ امرأَةً استَعدَت إِلى سُلَيمانَ بنِ داوودَ عليه السلام عَلى ريحٍ ، فَقالَت : كُنتُ عَلى فَوقِ بَيتي فَدَفَعَتني ريحٌ فَوَقَعتُ إِلى الدَّارِ فانكَسَرَت يَدي !
فَدَعا سُلَيمانُ عليه السلام بِالرِّيحِ فَقالَ لَها : ما حَمَلَكِ عَلى ما صَنَعتِ بِهذِهِ المَرأَةِ ؟
فَقالَت الرِّيحُ : يا نَبيَّ اللّهِ ، إِنَّ سَفينَةَ بَني فُلانٍ كانَت في البَحرِ قَد أَشرَفَ أَهلُها عَلى الغَرَقِ ، فَمَرَرتُ بِهذِهِ المَرأَةِ وَ أَنا مُستَعجِلَةٌ ، فَوَقَعَت فانكَسَرَت يَدُها . فَقَضى سُلَيمانُ عليه السلام بِأَرشِ يَدِها عَلى أَصحابِ السَّفينَةِ . 1