المِزاجُ بِالتَّبريدِ وَ التَّرطيبِ ، وَ يَنفَعُ فيهِ شُربُ اللَّبَنِ الرَّائبِ ۱ ، وَ يُجتَنَبُ فيهِ الجِماعُ وَ المُسهِلُ ، وَ يُقَلُّ مِنَ الرِّياضَةِ ، وَ يُشَمُّ مِنَ الرَّياحينِ البارِدَةِ .
[ أيلول ]
۰.أَيلولُ ثَلاثونَ يَوما ، فيهِ يَطيبُ الهَواءُ ، وَ يَقوى سُلطانُ المِرَّةِ ۲ السَّوداءِ ، وَ يَصلُحُ شُربُ المُسهِلِ ، وَ يَنفَعُ فيهِ أَكلُ الحَلاواتِ ، وَ أَصنافِ اللُّحومِ المُعتَدِلَةِ ، كالجِداءِ وَ الحَوليِّ ۳ مِنَ الضَّأنِ ، وَ يُجتَنَبُ فيهِ لَحمُ البَقَرِ ، وَ الإِكثارُ مِنَ الشَّواءِ ، وَ دُخولُ الحَمَّامِ ، وَ يُستَعمَلُ فيهِ الطِّيبُ المُعتَدِلُ المِزاجِ ، وَ يُجتَنَبُ فيهِ أَكلُ البِطِّيخِ وَ القِثَّاءِ .
[ تشرين الأوّل ]
۰.تِشرينُ الأَوَّلُ أَحَدٌ وَ ثَلاثونَ يَوما ، فيهِ تَهُبُّ الرِّياحُ المُختَلِفَةُ ، وَ يُتَنَفَّسُ فيهِ ريحُ الصِّبا ، وَ يُجتَنَبُ فيهِ الفَصدُ وَ شُربُ الدَّواءِ ، وَ يُحمَدُ فيهِ الجِماعُ ، وَ يَنفَعُ فيهِ أَكلُ اللَّحمِ السَّمينِ ، وَ الرُّمَّانِ المُزِّ ۴ ، وَ الفاكِهَةِ بَعدَ الطَّعامِ ، وَ يُستَعمَلُ فيهِ أَكلُ اللُّحومِ بِالتَّوابِلِ ۵ ، وَ يُقَلَّلُ فيهِ مِن شُربِ الماءِ ، وَ يُحمَدُ فيهِ الرِّياضَةُ .
[ تشرين الآخر ]
۰.تِشرينُ الآخِرُ ۶ ثَلاثونَ يَوما ، فيهِ يُقطَعُ المَطرُ الوَسميُّ ۷ ، وَ يُنهى فيهِ عَن شُربِ الماءِ بِاللَّيلِ ، وَ يُقَلَّلُ فيهِ مِن دُخولِ الحَمَّامِ وَ الجِماعِ ، وَ يُشرَبُ بُكرَةَ كُلِّ يَومٍ جُرعَةُ ماءٍ حارٍّ ،
1.اللّبن الرائب : الماست ، أو الّذي أُخرج زبده . في القاموس : راب اللّبن روبا و رؤوبا : خثر أي غلظ ، و لبن رؤوب و رائب ، أو هو ما يمخض و يخرج زبده ( القاموس المحيط : ج ۱ ص ۷۷ ) .
2.« و يقوى سلطان المرّة السّوداء » أي : سلطنتها واستيلاؤها ؛ لكونها باردة يابسة ، و الفصل أيضا كذلك ، و لذا يكثر فيه حدوث الأمراض السّوداويّة .
3.و الحولي : ما أتى عليه حول من ذي حافر و غيره .
4.المُزّ : ما كان طعمه بين الحامض و الحلو ( راجع : لسان العرب : ج ۵ ص ۴۰۹ ) .
5.و هو ما يُطيَّب به الطّعام كالفلفل و الكمون . و في القاموس : التّابل ـ كصاحب و هاجر و جوهر ـ : أبزار الطّعام و الجمع توابل ( القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۴۰ ) .
6.و في هامش المصدر : « الثاني » بدل « الآخر » .
7.أي : مطر الرّبيع الأوّل ، لأنّه يسمّ الأرض بالنّبات ، و يقال له أيضا : الموسميّ .