231
مكاتيب الأئمة ج5

أَوَّلَ ما يَفتَحُ بابَهُ في الشِّتاءِ غُدوَةً .
وَ مَن أَرادَ أَلّا يُصيبَهُ ريحٌ في بَدَنِهِ فَليَأكُلِ الثُّومَ كُلَّ سَبعَةِ أَيَّامٍ مَرَّةً .
وَ مَن أَرادَ أَلّا تَفسُدَ أَسنانُهُ فَلا يأكُل حُلوا إِلَا بَعدَ كِسرَةِ خُبزٍ .
وَ مَن أَرادَ أَن يَستَمرئ طَعامَهُ فَليَستَك بَعدَ الأَكلِ عَلى شَقِّهِ الأَيمَنِ ، ثُمَّ يَنقَلِبُ بَعدَ ذلِكَ عَلى شَقِّهِ الأَيسَرِ ، حَتَّى يَنامَ .
وَ مَن أَرادَ أَن يُذهِبَ البَلغَمَ مِن بَدَنِهِ وَ يَنقُصَهُ ، فَليَأكُلُ كُلَّ يَومٍ بُكرَةً شَيئا مِنَ الجَوارِشِ الحِرِّيفِ ، وَ يُكثِرُ دُخولَ الحَمَّامِ ، وَ مُضاجَعَةَ النِّساءِ ، وَ الجُلوسَ في الشَّمسِ ، وَ يَجتَنِبُ كُلَّ بارِدٍ مِنَ الأَغذيَةِ ، فَإِنَّهُ يُذهِبُ البَلغَمَ وَ يُحرِقُهُ .
وَ مَن أَرادَ أَن يُطفئَ لَهَبَ الصَّفراءِ ۱ فَليَأكُلُ كُلَّ يَومٍ شَيئا رَطبا بَارِدا ، وَ يُرَوِّحُ بَدَنَهُ ، وَ يُقِلُّ الحَرَكَةَ ، وَ يُكثِرُ النَّظَرَ إِلى مَن يُحِبُّ .
وَ مَن أَرادَ أَنَ يُحرِقَ السَّوداءَ فَعَلَيهِ بِكَثرَةِ القَيءَ وَ فَصدِ العُروقِ وَ مُداوَمَةِ النُّورَةِ .
وَ مَن أَرادَ أَن يَذهَبَ بِالرِّيحِ البارِدَةِ فَعَلَيهِ بِالحُقنَةِ وَ الإِدِّهانِ اللَّيِّنَةِ عَلى الجَسَدِ ، وَ عَلَيهِ بِالتَّكميدِ بِالماءِ الحارِّ في الأَبزَنِ وَ يَجتَنِبُ كُلَّ بارِدٍ ، وَ يَلزَمُ كُلَّ حارٍّ لَيِّنٍ .
وَ مَن أَرادَ أَن يَذهَبَ عَنهُ البَلغَمَ فَليَتَناوَل بُكرَةً كُلِّ يَومٍ مِنَ الإِطريفِلِ الصَّغيرِ مِثقالاً واحِدا .
وَ اعلَم يا أَميرَ المُؤمِنينَ : أَنّ المُسافِرَ يَنبَغي لَهُ أَن يَتَحَرَّزَ بِالحَرِّ إِذا سافَرَ وَ هوَ مُمتَلِئٌ مِنَ الطَّعامِ ، وَ لا خالي الجَوفِ ، وَ ليَكُن عَلى حَدِّ الاعتِدالِ ، وَ ليَتَناوَل مِنَ الأَغذيَةِ البارِدَةِ مِثلُ القريصِ ، وَ الهُلامِ ، و الخَلِّ ، وَ الزَّيتِ ، وَ ماءِ الحِضرِمِ ، وَ نَحوِ ذلِكَ مِنَ الأَطعِمَةِ البارِدَةِ .
وَ اعلَم يا أَميرَ المُؤمِنينَ : أَنَّ السَّيرَ في الحَرِّ الشَّديدِ ضارٌّ بِالأَبدانِ المَنهوكَةِ إِذا كانَت خاليَةٌ عَنِ الطَّعامِ ، وَ هوَ نافِعٌ في الأَبدانِ الخَصِبَةِ . فَأَمَّا صَلاحُ المُسافِرَ وَ دفعُ الأَذى عَنهُ ، فَهوَ أَلّا يَشرَب مِن ماءِ كُلِّ مَنزِلٍ يَرِدهُ إِلَا بَعدَ أَن يَمزُجَهُ بِماءِ المَنزِلِ الّذي قَبلَهُ ، أَو شَرابٍ واحِدٍ غَيرِ

1.لهب الصّفراء : بسكون الهاء والتّحريك ، وفي بعض النّسخ « لهيب » وفي القاموس المحيط : اللّهب واللّهيب : اشتعال النّار ( القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۲۹ ، لسان العرب : ج ۱ ص ۷۴۳ « لهب » ) .


مكاتيب الأئمة ج5
230

وَ مَن أَرادَ أَن يَزيدَ في عَقلِهِ يَتَناوَلُ كُلَّ يَومٍ ثَلاثَ هَليلَجاتٍ بِسُكَّرٍ أَبلوجٍ ۱ .
وَ مَن أَرادَ أَلّا يَنشَقَّ ظُفرَهُ وَ لا يَميلُ إِلى الصُّفرَةِ وَ لا يَفسُدُ حَولَ ظُفرِهِ ، فَلا يُقَلِّم أَظفارَهُ إلَا يَومَ الخَميسِ .
وَ مَن أَرادَ أَلّا يُؤلِمُهُ أُذُنُهُ فَليَجعَل فيها عِندَ النَّومِ قُطنَةٌ .
وَ مَن أَرادَ رَدعَ الزُّكامِ مُدَّةَ أَيَّامِ الشِّتاءِ فَليَأكُل كُلَّ يَومٍ ثَلاثَ لُقَمٍ مِن الشَّهدِ .
وَ اعلَم يا أَميرَ المُؤمِنينَ : أَنَّ لِلعَسَلِ دَلائِلٌ يُعرَفُ بِها نَفعُهُ مِن ضَرِّهِ ، وَ ذلِكَ أَنَّ مِنهُ شَيئا إِذا أَدرَكَهُ الشَّمُّ عَطِشَ ، وَ مِنهُ شَيءٌ يُسكِرُ ، وَ لَهُ عِندَ الذَّوقِ حَراقَةٌ شَديدَةٌ ، فَهذِهِ الأَنواعُ مِنَ العَسَلِ قاتِلَةٌ .
وَ لا يُؤَخِّر شَمَّ النَّرجِسِ ، فَإِنَّهُ يَمنَعُ الزُّكامَ في مُدَّةِ أَيَّامِ الشِّتاءِ ، وَ كَذلِكَ الحَبَّةُ السَّوداءُ . وَ إِذا خافَ الإِنسانُ الزُّكامَ في زَمانِ الصَّيفِ فَليَأكُل كُلَّ يَومٍ خيارَةً ، وَ ليَحذَرِ الجُلوسَ في الشَّمسِ .
وَ مَن خَشيَ الشَّقيقَةَ وَ الشَّوصَةَ ، فَلا يُؤَخِّر أَكلَ السَّمَكِ الطَّرِيِّ صَيفا وَ شِتاءً .
وَ مَن أَرادَ أَن يَكونَ صالِحا خَفيفَ الجِسمِ وَ اللَّحمِ ، فَليُقَلِّل مِن عَشَائِهِ بِاللَّيلِ .
وَ مَن أَرادَ أَلّا يَشتَكيَ سُرَّتَهُ فَليُدَهِّنُها مَتى دَهَّنَ رَأسَهُ .
وَ مَن أراد أَلّا تَنشَقَّ شَفَتاهُ وَ لا يَخرُجَ فيها باسورٌ ، فَليُدَهِّن حاجِبَهُ مِن دُهنِ رَأسِهِ .
وَ مَن أَرادَ أَلّا تَسقُطَ أُذُناهُ وَ لَهاتُهُ ، فَلا يأكُل حُلوا حَتَّى يَتَغَرغَرَ بَعدَهُ بِخَلٍّ .
وَ مَن أَرادَ أَلّا يُصيبَهُ اليَرَقانُ فَلا يَدخُل بَيتا في الصَّيفِ أَوَّلَ ما يَفتَحُ بابَهُ ، وَ لا يَخرُج مِنهُ

1.هو السّكر الّذي استقصى طبخه فجُعل في أقماع صنوبريّة . وفي القاموس : ابلوج : السّكر معرّب ، و لعلّ المراد هنا ما يسمّى بالفارسيّة « النّبات » ، و المراد سحق الهليلج معه أو ما ربي به . وفي بعض النّسخ : « ومن أراد أن يزيد في عقله فلا يخرج كلّ يوم بالغداة حتّى يلوك ثلاث إهليلجات سود مع سكّر طبرزد إذا أدركه الشّمّ » ، وفي بعض النّسخ : « وذلك أنّ منه ما أدركه عطش ، ومنه ما يسكر ، وله عند الذّوق حرقة شديدة » .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 133511
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي