233
مكاتيب الأئمة ج5

وَ لا تُجامِعِ النِّساءَ إِلَا وَ هي طاهِرَةٌ ، فَإِذا فَعَلتَ ذلِكَ فَلا تَقُم قائِما ، وَ لا تَجلِس جالِسا ، وَ لكِن تَميلُ عَلى يَمينِكَ ، ثُمّ انهَض لِلبَولِ إِذا فَرَّغتَ مِن ساعَتِكَ شَيئا ، فَإنَّكَ تَأمَنُ الحَصاةَ بِـإِذنِ اللّهِ تَعالى ، ثُمّ اغتَسِل وَ اشرَب مِن ساعَتِكَ شَيئا مِنَ المُوميائي بِشَرابِ العَسَلِ ، أَو بِعَسَلٍ مَنزوعِ الرَّغوَةِ ، فَإِنَّهُ يَرُدُّ مِنَ الماءِ مِثلَ الّذي خَرَجَ مِنكَ .
وَ اعلَم يا أَميرَ المُؤمِنينَ : أَنَّ جِماعِهِنَّ وَ القَمَرُ في بُرجِ الحَملِ أَو الدَّلوِ مِنَ البُروجِ أَفضَلُ ، وَ خَيرٌ مِن ذلِكَ أَن يَكونَ في بُرجِ الثَّورِ ؛ لِكَونِهِ شَرَفُ القَمَرِ .
وَ مَن عَمِلَ فيما وَصَفتُ في كِتابي هذا وَ دَبَّرَ بِهِ جَسَدَهُ ، أَمِنَ بِإِذنِ اللّهِ تَعالى مِن كُلِّ داءٍ ، وَ صَحَّ جِسمُهُ بِحَولِ اللّهِ وَقُوَّتِهِ ، فَإِنَّ اللّهَ تَعالى يَعطي العافيَةُ لِمَن يَشاءُ ، وَ يَمنَحُها ، إِيَّاهُ ، و الحَمدُ للّهِ أَوَّلاً وَ آخِرا وَ ظاهِرا وَ باطِنا . ۱

1.بحار الأنوار : ج۶۲ ص۳۰۶ ـ ۳۲۷.


مكاتيب الأئمة ج5
232

مُختَلِفٍ يَشوبُهُ بِالمياهِ عَلى الأَهواءِ عَلى اختِلافِها .
وَ الواجِبُ أَن يَتَزَوَّدَ المُسافِرُ مِن تُربَةِ بَلَدِهِ وَ طينَتِهِ الَّتي رُبِّيَ عَلَيها ، وَ كُلَّما وَرَدَ إِلى مَنزِلٍ طَرَحَ في إِنائِهِ الّذي يَشرَبُ مِنهُ الماءَ شَيئا مِنَ الطِّينِ الّذي تَزَوَّدَهُ مِن بَلَدِهِ ، وَ يَشوبَ الماءَ وَ الطِّينَ في الآنيَةِ بِالتَّحريكِ ، وَ يُؤخَّر قَبلَ شُربِهِ حَتَّى يَصفوَ صَفاءً جَيِّدا .
وَ خَيرُ الماءِ شُربا لِمَن هوَ مُقيمٌ أَو مُسافِرٌ ، ما كانَ ينبوعُهُ مِنَ الجِهَةِ المَشرِقيَّةِ مِنَ الخَفيفِ الأَبيَضِ . وَ أَفضَلُ المياهِ ما كانَ مَخرَجُها مِن مَشرِقِ الشَّمسِ الطَّيفيِّ ، وَ أَصَحُّها وَ أَفضَلُها ، ما كانَ بِهذا الوَصفِ الّذي نَبَعَ مِنهُ ، وَ كانَ مَجراهُ في جِبالِ الطِّينِ ، وَ ذلِكَ أَنَّها تَكونُ في الشِّتاءِ بارِدَةً ، وَ في الصَّيفِ مُلَيِّنَةً لِلبَطنِ نافِعَةً لأَصحابِ الحَراراتِ .
وَ أَمَّا الماءُ المالِحُ وَ المياهُ الثَّقيلَةُ ، فَإِنَّها تُيَبِّسُ البَطنَ ، وَ مياهُ الثُّلوجِ وَ الجَليدِ رَديَّةٌ لِسائِرِ الأَجسادِ ، وَ كَثيرةُ الضَّررِ جِدَّا ، وَ أَمَّا مياهُ السُّحُب فَإِنَّها خَفيفَةٌ ، عَذبَةٌ ، صافيَةٌ ، نافِعَةٌ لِلأَجسامِ إِذا لَم يَطُل خَزنُها وَ حَبسُها في الأَرضِ ، وَ أَمَّا مياهُ الجُبِّ فَإِنَّها عَذبَةٌ ، صافيَةٌ نافِعَةٌ إِن دامَ جَريُها وَ لَم يَدُم حَبسُها في الأَرضِ . وَ أَمَّا البطائِحُ وَ السِّباخُ فَإِنَّها حارَّةٌ غَليظَةٌ في الصَّيفِ ، لِرُكودِها وَ دَوامِ طُلوعِ الشَّمسِ عَلَيها ، وَ قَد يَتَوَلَّدُ مِن دَوامِ شُربِها المِرَّةُ الصَّفراويَّةُ وَ تَعظُمُ بِهِ أَطحِلَتُهُم .
وَ قَد وَصَفتُ لَكَ يا أَميرَ المُؤمِنينَ فيما تَقَدَّمَ مِن كِتابي هذا ما فيهِ كِفايَةٌ لِمَن أَخَذَ بِهِ . وَ أَنا أَذكُرُ أَمرَ الجِماعِ :
فَلا تَقرَبِ النِّساءَ مِن أَوّلِ اللَّيلِ صَيفا وَ لا شِتاءً ؛ وَ ذلِكَ لأَنَّ المَعِدَةَ وَ العُروقَ تَكونُ مُمتَلِئَةً ، وَ هوَ غَيرُ مَحمودٍ ، وَ يَتَوَلَّدُ مِنهُ القولَنجُ ، وَ الفالِجُ وَ اللَّقوَةُ ، وَ النِّقرِسُ ، وَ الحَصاةُ ، وَ التَّقطيرُ ، وَ الفَتقُ ، وَ ضُعفُ البَصَرِ وَ رِقَّتُهُ . فَإِذا أَرَدتَ ذلِكَ فَليَكُن في آخرِ اللَّيلِ ، فَإِنَّهُ أَصلَحُ لِلبَدَنِ ، وَ أَرجى لِلوَلَدِ ، وَ أَزكى لِلعَقلِ في الوَلَدِ الّذي يَقضي اللّهُ بَيَنَهُما .
وَ لا تُجامِع امرأَةً حَتَّى تُلاعِبَها ، وَ تُكثِرَ مُلاعَبَتَها ، وَ تَغمِزَ ثَديَيها ، فَإِنَّكَ إِذا فَعَلتَ ذلِكَ غَلَبتَ شَهوَتُها وَ اجتَمَعَ ماؤُها ؛ لِأَنَّ ماءَها يَخرُجُ مِن ثَديَيها ، وَ الشَّهوَةُ تَظهَرُ مِن وَجهِها وَ عَينَيها ، وَ اشتَهَت مِنكَ مِثلَ الّذي تَشتَهيهُ مِنها .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 133402
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي