العامّة والخاصّة ، وسألته أن يشرح لي ذلك . فكتب بخطّه :اتَّفَقَ الجَميعُ لا تَمانُعَ بَينَهُم ، أَنَّ المَعرِفَةَ مِن جِهَةِ الرُّؤيَةِ ضَرورَةٌ ، فإِذا جازَ أَن يُرَى اللّهُ بِالعَينِ ، وَقَعتِ المَعرِفَةُ ضَرورَةً ، ثُمَّ لَم تَخْلُ تِلكَ المَعرِفَةُ مِن أَن تَكونَ إِيمانا أَو لَيسَت بِـإِيمانٍ . فإِن كانَت تِلكَ المَعرِفَةُ مِن جِهَةِ الرُّؤيَةِ إِيمانا ، فالمَعرِفَةُ الَّتي في دار الدُّنيا مِن جِهَةِ الاكتِسابِ لَيسَت بِإِيمانٍ ؛ لِأَنَّها ضِدُّهُ ، فَلا يَكونُ في الدُّنيا مُؤمِنٌ ؛ لِأَنَّهُم لَم يَرَوا اللّهَ عَزَّ ذِكرُهُ . وَإِن لَم تَكُن تِلكَ المَعرِفَةُ الَّتي مِن جِهَةِ الرُّؤيَةِ إِيمانا ، لَم تَخْلُ هذِهِ المَعرِفَةُ الَّتي مِن جِهَةِ الاكتِسابِ أَن تَزولَ ، وَلا تَزولُ في المِعادِ ، فَهذا دَليلٌ عَلَى أَنَّ اللّهَ عز و جل لا يُرى بِالعَينِ ؛ إذِ العَينُ تُؤَدِّي إِلى ما وَصَفناهُ . 1
5
كتابه عليه السلام إلى فتح بن يزيد الجرجانيّ
في نفي التّشبيه
0.عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقاق رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ ، قال : حدّثني عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد الأشعريّ ، عن فتح بن يزيد الجرجانيّ 2 ، قال : كتبت
1.الكافي : ج۱ ص۹۶ ح۳ ، التوحيد : ص۱۰۹ ح۸ وفيه «عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقاق رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس...» ، بحار الأنوار : ج۴ ص۵۶ ح۳۳.
2.الفتح بن يزيد أبو عبد اللّه الجرجانيّ ، أخبرنا أبو الحسن بن الجنديّ قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا عبداللّه بن جعفر،عن أحمد بن أبي عبداللّه ،عن الفتح بها . هو صاحب المسائل لأبيالحسن عليه السلام ،واختلفوا أيّهم هو ؟ الرّضا أم الثّالث عليهماالسلام؟ ( راجع : رجال النجاشي : ج۱ ص۱۷۷ الرقم۸۵۱، الفهرست للطوسي : ص۲۰۱ الرقم۵۷۳ ، رجال الطوسي :ص۳۹۰ الرقم۵۷۴۱،رجال البرقي:ص۶۰ ، رجال ابن الغضائري :ص۸۴ الرقم۱۱۰) .
قال السيّد الخوئي : لا ينبغي الرّيب في روايته عن الرّضا عليه السلام ، والمراد بأبي الحسن هو الرّضا عليه السلام ، بقرينة اتّحاد السند مع ما صرّح فيه بروايته عن الرّضا عليه السلام ، ويؤكّد ذلك أنّ فتح بن يزيد كان يسكن خراسان على ما يظهر من روايته في منصرفه من الحجّ إلى خراسان ، ويؤيّد ذلك بأنّ الرّوايات الواردة في التوحيد والمعارف أكثرها عن الرّضا عليه السلام ، ولكنّه مع ذلك فهو قد روي عن الهادي عليه السلام (راجع:معجم رجال الحديث :ج۱۴ ص۲۶۸ الرقم ۹۳۱۹) .
وقال العلّامة : كان خارجيّا ثمّ رجع إلى التشيّع بعد أن كان بايع على الخروج وإظهار السيف ( راجع : رجال العلّامة الحلّي : ص۱۹ الرقم۳۰ ) .