جَهْدَ أَيْمَـنِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا » 1 في التَّوراةِ وَ الإِنجيلِ ، إِلى قَولِهِ عز و جل : « وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ » 2 . فَلَو تُجيبُهُم فيما سَألوا عَنهُ استَقاموا وَ سَلَّموا ، وَ قَد كانَ مِنِّي ما أَنكَرتُ وَ أَنكَروا مِن بَعدي ، وَ مُدَّ لي لِقائي ، وَ ما كانَ ذلِكَ مِنِّي إِلَا رَجاءَ الإِصلاحِ ، لِقَولِ أَميرِ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهُ عَلَيهِ : اقتَرِبوا اقتَرِبوا وَسَلوا وَسَلوا ، فإِنَّ العِلمُ يَفيضُ فَيضا ، وَ جَعَلَ يَمسَحُ بَطنَهُ وَيَقولُ : ما مُلِئَ طَعامٌ ، وَ لكِن مَلأََهُ عِلمٌ ، وَ اللّهِ ما آيةٌ نَزَلَت في بَرٍّ وَ لا بَحرٍ وَ لا سَهلٍ وَ لا جَبَلٍ إِلَا أَنا أَعلَمُها و أَعلَمُ فيمَن نَزَلَت .
وَ قَولُ أَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إِلى اللّهِ أَشكو أَهلَ المَدينَةِ إِنَّما أَنا فيهِم كَالشّعرِ أَتَنَقَّلُ ، يُريدونَني عَلى أَلّا أَقولُ الحَقَّ ، وَ اللّهِ لا أَزالُ أَقولُ الحَقَّ حَتَّى أَموتُ ، فَلمَّا قُلتُ حَقّا أُريدُ بِهِ حَقنَ دِمائِكُم ، وَ جَمعَ أَمرِكُم عَلى ما كُنتُم عَلَيهِ ، أَن يَكونَ سِرُّكُم مَكنونا عِندَكُم غَيرُ فاشٍ في غَيرِكُم ، وَ قَد قالَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سِرَّا أَسَرَّهُ اللّهُ إِلى جَبريلَ ، وَ أَسَرَّهُ جَبريلَ إِلى مُحَمَّدٍ ، وَ أَسَرَّهُ مُحمَّدُ إِلى عَليٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم ، وَ أَسرَّهُ عَليٌّ إلى مَن شاءَ .
ثُمَّ قالَ : قالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام : ثُمَّ أَنتُم تُحَدِّثونَ بِهِ في الطَّريقِ ، فَأَردتُ حَيثُ مَضى صاحِبُكُم أَن أَلَفَّ أَمرَكُم عَلَيكُم ، لِئَلَا تُضَيِّعوهُ في غَيرِ مَوضِعِهِ ، وَ لا تَسأَلوا عَنهُ غَيرَ أَهلِهِ فَتَكونوا في مَسأَلتِكُم إِيَّاهُم هَلَكُتُم ، فَكَم دُعيَ إِلى نَفسِهِ وَ لَم يَكُن داخِلُهُ ، ثُمَّ قُلتُم : لابُدَّ إِذا كانَ ذلِكَ مِنهُ يَثبُتُ عَلى ذلِكَ ، وَ لا يَتَحَوَّلَ عَنهُ إِلى غَيرِهِ .
قُلتُ : لِأَنَّه كانَ مِنَ التَّقيَّةِ وَ الكَفِّ أَوَّلاً ، وَ أَمَّا إِذا تَكَلَّمَ فَقَد لَزَمَهُ الجَوابُ فيما يَسألُ عَنهُ ، فَصارَ الّذي كُنتُم تَزعَمونَ أَنَّكُم تَذُمُّونَ بِهِ ، فَإِنَّ الأَمرُ مَردودٌ إِلى غَيرِكُم ، وَ إِنَّ الفَرضَ عَلَيكُم اتّباعُهُم فيهِ إِلَيكُم ، فَصَيَّرتُم ما استَقامَ في عُقولِكُم وَ آرائِكُم ، وَ صَحَّ بِهِ القياسُ عِندَكُم بِذلِكَ لازِما ، لِما زَعَمتُم مِن أَلّا يَصُحُّ أَمرُنا ، زَعَمتُم حَتّى يَكونَ ذلِكَ عَلَيَّ لَكُم .
فَإِن قُلتُم : إِن لَم يَكُن كَذلِكَ لِصاحِبِكُم فَصارَ الأَمرُ إِن وَقَعَ إِلَيكُم ، نَبَذتُم أَمرَ رَبِّكُم وَراءَ