ظُهورِكُم ، فَلا أَتَّبِعُ أَهواءَكُم ، قَد ضَلَلتُ إِذا وَ ما أَنا مِنَ المُهتَدينَ ، وَ ما كانَ بَدُّ مِن أَن تَكونوا كَما كانَ مِن قَبلِكُم ، قَد أُخبِرتُم أَنَّها السُّنَنُ وَ الأَمثالُ ، القُذَّةُ بِالقُذَّةِ ، وَ ما كانَ يَكونُ ما طَلَبتُم مِنَ الكَفِّ أَوَّلاً وَ مِنَ الجَوابِ آخِرا ، شَفاءٌ لِصُدورِكُم وَ لا ذِهابَ شَكِّكُم ، وَ ما كانَ مِن أَن يَكونَ ما قَد كانَ مِنكُم ، وَ لا يَذهَبُ عَن قُلوبِكُم حَتَّى يُذهِبَهُ اللّهُ عَنكُم ، وَ لَو قَدَرَ النَّاسُ كُلَّهُم عَلى أَن يُحِبُّونا وَيَعرِفوا حَقَّنا وَيُسَلِّموا لأَِمرنا ، فَعَلوا ، وَلكِنَّ اللّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ وَيَهدي إِلَيهِ مَن أَنابَ .
فَقَد أَجَبتُكَ في مَسائِلٍ كَثيرَةٍ ، فَانظُر أَنتَ وَمَن أَرادَ المَسائِلَ مِنها وَتَدَبَّرَها ، فَإِن لَم يَكُن في المَسائِلِ شَفاءٌ ، فَقَد مَضى إِلَيكُم مِنِّي ما فيهِ حُجَّةٌ وَمُعتَبَرٌ ، وَكَثرَةُ المَسائِلِ مُعيبَةٌ عِندَنا مَكروهَةٌ ، إِنَّما يُريدُ أَصحابُ المَسائِلِ المِحنَةَ ، لِيَجدوا سَبيلاً إِلى الشُّبهَةِ وَالضَّلالَةِ وَمَن أَرادَ لَبسا لَبَسَ اللّهُ عَلَيهِ وَوَكَّلَهُ إِلى نَفسِهِ ، وَلا تَرى أَنتَ وَأَصحابُكَ إِنِّي أَجِبتُ بِذلِكَ ، وَإِن شِئتَ صَمَتّ ، فَذَاكَ إِليَّ ، لا ما تَقولَهُ أَنتَ وَأَصحابُكَ ، لا تَدرونَ كَذا وكَذا ، بَل لابُدَّ مِن ذلِكَ ، إِذ نَحنُ مِنهُ عَلى يَقينٍ ، وَأَنتُم مِنهُ في شَكٍّ . ۱
179
جوابه عليه السلام إلى رجلٍ من الواقفة
۰.روى البرسيّ في مشارق الأنوار : أنّ رجلاً من الواقفة جمع مسائل مشكلة في طومار و قال في نفسه : إن عرف الرّضا عليه السلام معناه فهو وليّ الأمر .
فلمّا أتى الباب وقف ليخفّ المجلس ، فخرج إليه الخادم و بيده رقعة فيها جواب مسائله بخطّ الإمام عليه السلام . فقال له الخادم : أين الطومار ؟ فأخرجه ، فقال له : يقول لك وليّ اللّه :هذا جَوابُ ما فيهِ . فأخذه و مضى . ۲