أَكبرُ عَلى ما هدانا ، اللّهُ أَكبرُ عَلى ما رَزَقَنا مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ ، وَالحَمدُ للّهِ عَلى ما أَبلانا . نرفع بها أصواتنا .
قال ياسر : فتزعزعت مرو بالبكاء والضّجيج والصّياح لمّا نظروا إلى أبي الحسن عليه السلام ، وسقط القوّاد عن دوابّهم ورموا بخفافهم لمّا رأوا أبا الحسن عليه السلام حافيا ، وكان يمشي ويقف في كلّ عشر خطوات ويكبّر ثلاث مرّات .
قال ياسر : فتخيّل إلينا أنّ السّماء والأرض والجبال تجاوبه ، وصارت مرو ضجّة واحدة من البكاء ، وبلغ المأمون ذلك. فقال له الفضل بن سهل ذو الرّياستين : يا أمير المؤمنين ، إن بلغ الرّضا المصلّى على هذا السّبيل افتتن به النّاس ، والرّأي أن تسأله أن يرجع . فبعث إليه المأمون فسأله الرّجوع .
فدعا أبو الحسن عليه السلام بخفّه فلبسه وركب ورجع . ۱
182
كتابه عليه السلام إلى المأمون
في كشف الغمّة : قال الفقير إلى اللّه تعالى عبد اللّه عليّ بن عيسى ۲ أثابه اللّه : وفي سنة سبعين وستّمئة وصل من مشهده الشّريف عليه السلام أحد قوّامه ومعه العهد الّذي كتبه المأمون بخطّ يده ، وبين سطوره وفي ظهره بخطّ الإمام عليه السلام ما هو مسطور ، فقبّلت مواقع أقلامه ، وسرحت طرفي في رياض كلامه ، وعددت الوقوف عليه من منن اللّه وأنعامه ، ونقلته حرفا فحرفا . وما هو بخطّ المأمون :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
هذا كتاب كتبه عبد اللّه بن هارون الرّشيد أمير المؤمنين لعليّ بن موسى بن جعفر